القراصنة قادرون على التجسس على مستخدمي الهواتف الذكية في أي حين ومن أي مكان في العالم. هذا ما تم الكشف عنه، في واحد من أكبر الثغرات المهددة للخصوصية التي لم يسبق للعالم أن شهدها. فقد أصبحت أسماء وعناوين الأشخاص وتفاصيل حساباتهم البنكية وبياناتهم الصحية عرضة لسرقة سهلة بسبب انكشاف أمني. وبحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن قناة Channel 9 الأسترالية، ثمة ثغرة أمنية في نظام الاتصالات تتيح لمجرمي وقراصنة الإنترنت الاستماع لمحادثات الأشخاص وقراءة رسائلهم وقتما وأينما شاؤوا. برنامج 60 munites الذي تعرضه القناة الأسترالية أماط اللثام عن طريقة سهلة تمكن القراصنة من اعتراض وسرقة بيانات الأشخاص وتحديد مواقعهم بسهولة بالغة، وذلك باستخدام نظام إشارات يعرف ب SS7. ولعل مجرمي الإنترنت والجواسيس فضلا عن العناصر الضالعة في الأنشطة الإرهابية، أفضل من يستغل هذه الثغرة الأمنية لمصلحته، عبر الولوج إلى هذا النظام الذي يستخدمه أغلب مزودي خدمات الاتصالات، خاصة في أستراليا التي تم اختبار أحد أهم مزودي الخدمة فيها. وقد خلص تقرير القناة إلى أن كل بياناتنا الحساسة والخاصة باتت مفتوحة أمام أي شخص، بالتالي يمكن أن تتعرض في أي وقت لعملية تنصت أو تتبع من أي مكان في العالم، مما يجعل من هذه الثغرة أحد أسرار عمليات التجسس الدولية. وبكل بساطة هذا يعني أن جهاز هاتفك الذكي عبارة عن كتاب مفتوح! وفي أول عملية تحقق من وجود الثغرة، تم تتبع مكالمة هاتفية بين مراسل القناة المتواجد في برلين وسيناتور أسترالي كان متواجدا في مقر البرلمان في العاصمة كنبيرا وقت إجراء المكالمة. واستعان المراسل بقرصان ألماني يدعى لوكا ميليت يعمل مستشارا لدى وكالات أمنية، والذي قام باستعراض مراحل عملية التتبع والتنصت على المكالمة سالفة الذكر عبر استخدام نظام SS7، فيما تم تصوير جميع تلك المراحل، بشكل متزامن، كما يوضح الفيديو الذي تعيد "العربية.نت" نشره. وخاطب المراسل السيناتور قائلا: ماذا لو أخبرتك أنه بالإمكان التنصت على مكالمات الهاتف المحمول من أي مكان في العالم، هل تصدق ذلك؟ فأجابه قائلا: أجد صعوبة في تصديق الأمر! كما طلب منه أن يبعث له برسالة ليثبت أنه بإمكان المخترق اعتراضها، وبعد عرض النتائج عليه أصيب السيناتور بالذهول معتبرا أن على الخصوصية السلام!