مرة أخرى يجثم العنف على أنفاس المؤسسات التعليمية ليوقع على سنة عنفية بامتياز أبطالها أساتذة وتلامذة ما أفلحوا في بناء جسور التواصل فيما بينهم ، وما نجحوا في تشييد قلعة تعليمية قوية أساسها المحبة والتوقير والإحترام . ومرة أخرى " يسلخ " التلميذ أستاذه في دلالة توحي على ما وصلنا إليه من انقلاب للقيم ، واندحار من أعلى القمم ، ولا من مسؤول مسؤول يقدر مسؤوليته وينادي بقوة الاقتراحات " هذي سبيلي للحد من العنف في المدارس " . نعم مرة أخرى يسلخ التلميذ أستاذه ، وقعت هذه الحلقة الجديدة من مسلسل العنف المستمر بمدارسنا بإعدادية الإمام البخاري التي شهدت منتصف هذا الأسبوع إعتداء أحد التلاميذ داخل الحجرة الدراسية على أستاذه بواسطة سلسلة حديدية بعد نشوب خلاف بينهما حول ضرورة خلع القبعة، والنتيجة إصابات خطيرة على مستوى الرأس بالنسبة للأستاذ وتشريد وضياع للتلميذ الذي ما زالت عناصر الدرك الملكي تواصل عمليات البحث والتحري عنه في محاولة منها للوصول إلى المكان الذي يختبئ فيه . span class="userContent" data-ft="{" tn":"k"}"=""حين أسمع أو أقرأ بأن أستاذا تعرض للعنف على يد تلامذته لأنه أصر على أن يدخلوا إلى القسم دون قبعات الرأس أجدني قبل التضامن مع هذا الأستاذ أطرح أسئلة من قبيل : ما دخل قبعة الرأس في التحصيل العلمي ؟؟ وهل لا بد من التدخل في حرية اللباس " الرأسي "حتى نرتقي بتعليمنا ؟؟؟ وما علاقة قبعة الرأس بالاحترام ؟؟؟ وكيف يمكن أن تكون القبعة عائقا أمام تمكن الأستاذ من إيصال المعلومة الصحيحة للتلميذ ؟؟ وحتى وإن كانت القوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية تقتضي بعضها أو جلها أن يجرد التلاميذ من تلك القبعات وأن يحرموا من ارتدائها وسط الفصل الدراسي فإن الأستاذ بإمكانه أن يغض الطرف مادامت القبعة لا دخل لها لا من قريب أو من بعيد في التحصيل العلمي .وما دام مرتديها لا يؤثر سلبا على سير الحصة الدراسية . span class="userContent" data-ft="{" tn":"k"}"="" شخصيا أدرس عدة تلاميذ يضعون قبعات مختلفة الأصناف ومتنوعة الأشكال على رؤوسهم ، ولا أجد في الأمر قلة احترام منهم لي ، بل أعتبره حقا لهم ، وما زلت أتذكر أن أحد مدراء المؤسسات الخصوصية التي تعنى بالتعليم الثانوي حاول توبيخي ذات مرة لأنه رأى أن معظم الذكور في حصتي يرتدون قبعات ، فلما طلبت منه شرح الدوافع التي تمنع المؤسسة أو تعطيني الحق لتجريدهم من قيعاتهم ، قال هذا هو القانون الداخلي للثانوية . وحين طلبت منه الجلوس والإنصات لتفاعلات ذوي القبعات مع الدرس ، جلس قليلا ، ثم خرج من قاعة الدرس منبهرا من مشاركاتهم ،و " وشوش لي " قائلا : " أنا متافق معاك .... وراه حنا مانعين الكاسكيطات غير باش ما يضسروش علينا هاذ البراهش " .