دخلت التسريبات في موقع تويتر لوثائق سرية للخارجية والمخابرات المغربية شهرها الثالث دون نجاح المغرب في وقف هذا النزيف، بينما وجه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار لأول مرة اتهاما صريحا للجزائر. وتركز مختلف الوثائق على ملف الصحراء الغربية باستثناء قلة قليلة تناولت ملفات أخرى. وبدأت الوثائق في التسرب بشكل مستمر منذ بداية تشرين الاول / أكتوبر الماضي، والآن تدخل شهر كانون الاول / ديسمبر، وهي بمعدل ست وثائق في اليوم وأحيانا أكثر. وتوقع الجهة التي تسرب الوثائق في موقع التواصل الاجتماعي المذكور باسم «كريس كولمان24»، وتعلن أن هدفها هو إضعاف المغرب. وتكون بعض الوثائق أحيانا ذات حساسية مثل ما فعله يوم الاثنين بنشر البيانات الشخصية لجميع العاملين في الخارجية المغربية ثم نشر البرنامج الكامل للخارجية المغربية الخاص بسنتين 2014-2015. وكان في نهاية الأسبوع الماضي قد ركز على وثائق للمخابرات العسكرية المغربية. ورسميا يلتزم المغرب الصمت في هذا الملف، محاولة منه تفادي إضفاء زخم إعلامي عليه، ولكنه في بعض الأحيان تصدر تصريحات تؤكد القلق من عملية التسريب، وتوجيه الاتهام الى الجزائر بصفتها مسؤولة عن هذا العمل الاستخباراتي. وتكسر هذا الصمت خلال الأسبوع الجاري عندما اتهم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في لجنة الخارجية في مجلس المستشارين يومه الاثنين وقوف الجزائر وراء تسريب ما يعرف بوكليكس المغرب، تسريبات «كريس كولمان2» في تويتر للوثائق حول الصحراء. وأوردت جريدة «أخبار اليوم» المغربية في نسختها الرقمية تصريحات مزوار التي يتهم فيها الجزائر رسميا، وإن كان لم يصدر أي بيان رسمي، بل في نقاش برلماني في لجنة الخارجية في مجلس المستشارين، وتأكيده على تلاشي التأثير الإعلامي هذه الوثائق الذي لم يدم أكثر من شهر. وهذه التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية تعتبر اعترافا صريحا بوجود عملية تسريب، كما يؤكد مصداقية هذه الوثائق وحقيقتها، وهو ما دفع بالسلطات المغربية الى الضغط على بعض مواقع تحميل الملفات الى إزالة ملف برنامج الوزارة طيلة سنتي 2014-2015 وكذلك بيانات جميع موظفي وزارة الخارجية المغربية، وقد نجحت في ذلك هذا الأسبوع. ولم يعرض مزوار محضرا تقنيا بشأن اتهام الجزائر، وكانت وسائل الإعلام قد وجهت الاتهام منذ الشهر الأول الى الجزائر. في الوقت ذاته، يطرح خبراء فرضيات تشمل جهات متعددة دون استثناء الجزائر المتهمة الرئيسية بسبب دعمها لجبهة البوليساريو التي تنافس المغرب في ملف الصحراء. ويتجنب صلاح الدين مزوار التقييم السياسي والدبلوماسي للأضرار الناجمة عن التسريب على عمل المغرب في الخارج بحكم أن أوراق المغرب بقيت مكشوفة ومنها اللوبيات التي تعاونت معه إعلاميا وأمميا وكذلك استراتيجيته في المنتديات الدولية حول الصحراء