شكل مقتل قادة من حركة "أحرار الشام"، التي تعد إحدى أكبر المجموعات المقاتلة في المعارضة السورية، ضربة قوية للحركة، لاسيما أن الانفجار الذي وقع أودى بحياة ما يقارب 50 قيادياً عسكرياً، جلهم من الصف الأول. وكان حوالي 50 قيادياً مجتمعين في مقر في قبو أحد المنازل في بلدة رام حمدان في ريف إدلب عندما استهدفهم الانفجار. وعلى الرغم من أن الحركة عينت قيادة جديدة، بغية الحفاظ على تماسكها، فإن الكثير من الشائعات أطلقت حول حصول اختراق في صفوفها، لاسيما أن الاجتماع الذي كان معقوداً في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا الثلاثاء، حين وقع الانفجار كان إلى حد ما سرياً. روايات كثيرة حيكت حول الحادث وظروفه وأسبابه، منها ما نسبه إلى انفجار سيارة مفخخة، وأخرى تحدثت عن دخول انتحاري، إلا أن الروايتين مستبعدتان. معلومات أو ترجيحات أخرى تحدثت عن وقوع تفجير في مستودع ذخيرة كامن بالقرب من المقر حيث كان قادة أحرار الشام مجتمعين، فجرح القريب منه، أما البعيد فمات اختناقاً جراء الدخان. كما برزت فرضية حصول الانفجار نتيجة عبوة ناسفة زرعت في الداخل، بسبب الاختراق الكبير في صفوف الحركة "أحرار الشام". من جهته، نفى مراسل لشبكة "سوريا مباشر" في إدلب أن يكون الانفجار ناجما عن سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو قصف من الطيران الحربي، مؤكداً أن ما حصل هو انفجار كميات كبيرة من مادة تي أن تي في مصنع للذخيرة بجانب قاعة الاجتماعات تحت الأرض. غازات سامة وازرقاق في الوجه إلا أن أحد أطباء حركة أحرار في إدلب، أكد نتيجة معاينته للجثث، أن سبب الوفاة هو استنشاق غاز ربما يكون ساماً، حيث ظهرت على الجثث جميعها حالات الاختناق من ازرقاق في الوجه ومحاولة تمزيق الثياب وبعض الخدوش بالأظافر. ولفت إلى أنه لا يوجد أي آثار تدل على الوفاة بتفجير أو ما شابه، مؤكداً أنه لم ير أي جروح في الجسم تؤدي للوفاة، ولا أي شظايا في المكان، وما تحدث عنه البعض من سماع صوت تفجير في المنطقة من الممكن أن يكون تمويها من الجهة التي خططت لهذا العمل، بحسب قوله.