قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أمس الثلاثاء إن الجيش الأمريكي يعتقد أن حكومتي مصر والامارات مسؤولتان عن سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت فصائل إسلامية فيليبيا في الآونة الأخيرة. ورفض الأميرال جون كيربي الذي كان يتحدث للصحفيين في البنتاغون ذكر تفاصيل بشأن سبب اعتقاد حكومة الرئيس باراك أوباما بأن الدولتين نفذتا تلك الضربات الغامضة، وقد نفت مصر مجدداً، على لسان وزير خارجيتها، أي تدخّل مباشر في ليبيا، فيما التزمت الإمارات الصمت. وصرح مسؤولان امريكيان في واشنطن ان طائرات الإمارات شنت هجومين خلال سبعة ايام على مواقع اسلاميين في طرابلس، انطلاقا من قواعد عسكرية مصرية، لكنهما أكدا ان الولاياتالمتحدة لم تشارك لا مباشرة ولا غير مباشرة في هذه الغارات. ونددت الدول الغربية بشدة بما اعتبرتها «تدخلات خارجية» في هذا البلد. وأدانت واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما «التدخلات الخارجية التي تغذي الانقسامات في ليبيا»، حاملة ايضا على «تصعيد المعارك والعنف» في هذا البلد الذي تسوده الفوضى. والتزمت الإمارات الصمت رسميا حتى الآن، حيث لم يصدر اي رد من الحكومة الإماراتية على التصريحات الامريكية واكد مسؤول اماراتي لوكالة فرانس برس أنه «لم يصدر اي شيء» عن السلطات في هذا الإطار. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح عيسى ووزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز ورئيس الاركان الليبي عبد الرزاق الناظوري ان «مصر ليست متورطة في اي عمل عسكري وليس لها اي تواجد عسكري على الاراضي الليبية». واضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء المسؤولين الليبيين مع السيسي «ليس لنا اي اتصال مباشر بأي عملية عسكرية» في ليبيا، غير انه اكد ان مصر «تدعم القوات المسلحة الليبية من خلال (منحها) المهمات والتدريبات» التي تحتاج اليها. وردا على سؤال حول التعاون بين مصر والامارات لقصف الميليشيات الاسلامية في ليبيا، قال شكري «لم اطلع على اي تصريح رسمي امريكي بهذا الشأن وهناك بعض الاشاعات في وسائل الاعلان وليس كل ما يأتي في وسائل الاعلام، مع احترامي لها، يتميز بالمصداقية والدقة.» وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» التي كشفت هذه المعلومات، فإن الغارات الأولى جرت قبل اسبوع في طرابلس واستهدفت مواقع للميليشيات ومستودع اسلحة موقعة ستة قتلى. ووقعت سلسلة ثانية من الغارات الجوية باكرا يوم السبت الماضي واستهدفت منصات صواريخ وآليات عسكرية ومستودعا جنوبي العاصمة. وذكرت الصحيفة ان الامارات استخدمت مقاتلاتها ومعداتها لشن الغارات، فيما قدمت مصر قواعدها الجوية. ويتهم الاسلاميون، الذين يهيمنون على المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، الحكومة والبرلمان الجديد بالتواطؤ في هذه الغارات التي استهدفت عناصرهم وشنتها حسب قولهم الامارات ومصر خلال معارك للسيطرة على مطار طرابلس المغلق منذ 13 من الشهر الماضي. وعلى الصعيد الدبلوماسي، دعت ست دول مجاورة لليبيا الاثنين الى نزع متدرج لسلاح الميليشيات في هذا البلد، مؤكدة رفضها اي تدخل اجنبي وتعهدت بتقديم المساعدة. والثلاثاء رفضت مجموعة «فجر ليبيا» دعوة حركة انصار الشريعة للانضمام اليها والعمل تحت راية واحدة، واعلنت «نبذها الإرهاب والتطرف وأنها لا تنتمي إلى أية تنظيمات متطرفة»، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الليبية. وتسيطر حركة انصار الشريعة على نحو 80 % من مدينة بنغازي شرقي ليبيا. واكدت حركة «فجر ليبيا»، وهي مجموعة من الميليشيات الاسلامية ومعظمها من مدينة مصراتة شرقي طرابلس، على «الاحترام الكامل للدستور والتداول السلمي للسلطة».