من يوقف العمليات التي تهدد بانهيار قصر "بويمجان" التاريخي بزاوية الشيخ يبدو أن التراث المغربي انخرط مؤخرا بجدية في الحركات الاحتجاجية الاجتماعية التي يشهدها المغرب، بسبب الاحتقان البائن ضد المعالم الاثرية بالمغرب ، اكبر دليل على ذلك، صومعة مسجد بردعيين بمكناس (اسماعيلي، القرن 17 م) التي هوت يوم جمعة مقدس على أجساد أزيد من أربعين شهيدا وانهيار جزء من برج قصر البحر بأسفي (برتغالي،القرن 16 م)، وحتى يكتمل السيناريو المؤلم ، سقطت قبة مسجد الأمل بزايو الحديث البناء. وقد خرجت " جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث " ببيان تستنكر فيه بشدة التهميش الذي طال هذه المعالم الأثرية . وباعتباري سفيرا لمعهد الآثار بمدينة زاوية الشيخ، وانطلاقا من مساهمتنا في المحافظة على التراث الثقافي الوطني من خلال التحسيس والتواصل مع كل المتدخلين والمعنيين بشؤون التراث الثقافي خصوصا الأركيولوجي منه والتاريخي ، وبعد الزيارة الميدانية التي قمنا بها ، إلى جانب أساتذة معهد الآثار بالرباط لجل المعالم الأثرية بالمدينة ، فإننا نوجه نداءا عاجلا لكل الجهات المسؤولة ، للتكتل كرجل واحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحفظ ماء الوجه ، للآثار المتبقية. خاصة قصر بويمجان ، زد على ذلك الأضرحة ، والقصور والقلاع التي تحتاج إلى التدخل الفوري ، على الأقل إعادة ترميم بيوتاتها قبل أن تندثر كليا. ولما لا إدخالها ضمن التراث الوطني، كإرث حضاري. ومن هدا المنبر ألتمس من المجلس البلدي: - التفضل بالنظر لدراسة إمكانيات وآليات تحديد الإمتداد المجالي لهذا الموقع الأثري من خلال إجراء أبحاث وحفريات أثرية تهم بالخصوص توطين الصور الخارجي لهذه المعلمة ، مساهمة منكم في الحفاظ على مخزونه الأثري وتحسبا لكل تهيئة واستغلال مجالي في إطار أي مشروع عقاري أو سياحي. - كما لا تخفى على سيادتكم الأهمية التاريخية لهدا الموقع الأثري كونه يؤرخ (بالقرن 16 م )، والذي تطاله سلوكات لا مسؤولة من طرف السكان ، حيث تترامى بجانبه قمامات الأوساخ،ومن الناس العفنين من يتبول على حائط هذا القصر القديم ، الذي كان في يوم من الأيام معلمة تاريخية مهمة وباحة استراحة للحجاج القادمين من مراكش وصولا إلى فاس. عهد السلطانين العلويين الشريفين للمملكة المغربية الشريفة ، سيدي مولاي سليمان والسلطان المولى إسماعيل وإني لأندد بهذه السلوكات الإنسانية المجانية، غير المسؤولة. - السماح لفريقي ، من أساتدة متخصصين في عملية الترميم بغية تدارس الوضع الراهن ، قبل اندثار هذه المعالم بصفة نهائية، ثم التنسيق مع فريق طوبونيميا الأعلام والمواقع بالمغرب، الذي يترأسه أستاذي الكبير والمحترم، د. عبد العزيز أكرير ، دكتوراه الدولة في التاريخ القديم ، وأستاذ بكلية الآداب بني ملال . وذلك قصد إجراء دراسة شاملة بخصوص تاريخ هذا القصر ودوره التاريخي بصفة عامة....... - جعل هذه المعالم الأثرية ملاذا سياحيا بعد ترميمها ، مع الحفاظ على طابعها القديم، خاصة وأننا نتواجد في حزام أكبر محمية جيولوجية ، في شمال إفريقيا والعالم العربي والإسلامي "محمية جيوبارك مكون"، على اعتبار أن هذه المباني والقلاع والمعالم التاريخية والأثرية أنصفت التاريخ في أحايين عدة........... - تشجيع الندوات الأكاديمية التي من شأنها أن توعي المواطن الزواوي وتقربه من التعرف على ماضيه المجيد من خلال الدور الذي لعبته المدينة في مقاومة كل أشكال الإستعمار الفاشل الفرنسي والإسباني والتذكير بأهم المناضلين الشجعان ، في مقاوماتهم الباسلة............ - تبني شعار : " جميعا من أجل حماية التراث التاريخي والجيولوجي بزاوية الشيخ". - تثمين التوجيهات الملكية السامية السديدة بإجراء معاينة وخبرة لكل مساجد المملكة في إطار نظرة مستقبلية وتوقع استباقي، ومن هنا لفت النظر إلى أقدم مسجد بالمدينة بالدشر الجديد الذي تخرجت منه أفواج علامة ذهبت إلى أبعد مدى ، بالتحاقها بجامع القرويين بفاس ، وهم من أبناء المنطقة ومن تلامذة العلامة "سيدي احمد بناصر التامكروتي" الذي مر بالمنطقة........ - شجب سياسة اللامبالاة التي تقوم بها الساكنة المحلية ، عن قصد تجاه العمل الثقافي والتراث المحلي خاصة، ومقاطعتها للهم الثقافي بالمدينة وعدم الإنخراط فيه... - مناشدة المجلس البلدي و كل الأحزاب والجمعيات المدنية والحقوقية، إدراج حماية التراث الثقافي المحلي ضمن برامجها والتصدي لكل ما يطاله من نهب وتشويه وتخريب......... - فتح ورش الثقافة وخاصة ورش التراث على غرار الأوراش الكبرى التي فتحتها الدولة في السنوات الأخيرة بأمر ورعاية وتوجيه من جلالة الملك حفظه الله وسدد خطاه. - إحداث "الوكالة أو اللجنة المحلية للتراث الثقافي التاريخي منه والجيولوجي" داخل المجلس البلدي باستقلال مادي وإداري مع وصاية وزارة التقافة تعنى بكل أصناف التراث المادي وغير المادي لزاوية الشيخ وتتوفر على فروع بأقاليم المملكة وفق مخطط الجهوية المتقدمة. بوضع خريطة للمباني التاريخية والمواقع الأثرية المهددة والتي توجد في وضعية هشة. - سن الجماعة المحلية بزاوية الشيخ لاستراتيجية محلية وبعيدة المدى لجرد التراث الثقافي وتصنيفه وإنقاذه وتأهيله مع العناية بالتعريف والتوثيق والنشر، مع ترسيخ الدبلوماسية الثقافية ، والبحث عن شركاء جدد....... ومما لا شك فيه فإن مثل هذه المبادرة من طرفكم تعتبر مثالا للمقاومة المواطنة والمساهمة في حفظ الذاكرة الوطنية والهوية المغربية من خلال المحافظة على جزء مهم من التراث التاريخي والأركيولوجي الذي تزخر به زاوية الشيخ . وإذ نأمل أن يحضي ملتمسنا هذا بكامل الاهتمام من طرف مجلسكم، بتضافر كل الساكنة ، تفضلوا منا بقبول خالص التقدير والإحترام .