توج النص المسرحي "داخل المطعم" لمؤلفه إسماعيل الفلاحي من مدينة الدارالبيضاء بالجائزة الأولى لمسابقة جائزة رضوان احدادو للنص المسرحي التي أطلقتها جمعية محترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي بتطوان برسم سنة 2017. وتشكلت لجنة القراءة والتقييم من الفنانة القديرة سميرة القادري (رئيسة). والناقد المسرحي والمخرج محمد أهواري (مقررا)، والممثل والمخرج المسرحي عبد السلام الصحراوي (عضوا)، والناقد والأديب ورئيس اتحاد كتاب المغرب فرع تطوان محسن أخريف (عضوا). وقد نوهت اللجنة بفكرة الجائزة وجدية القائمين عليها وخلصت في تقريرها إلى مجموعة من التوصيات تهم بالأساس عناية الكتاب المترشحين بالتدقيق اللغوي للنصوص وفتح المسابقة في وجه جميع الفئات العمرية دون تحديد سن المترشحين وتشجيع نون النسوة لاقتحام غمار التأليف المسرحي وتنظيم لقاءات وتكوينات في التأليف المسرحي. وسيتم تسليم جائزة رضوان أحدادو للفائز خلال حفل اختتام مهرجان الفدان العربي للمسرح في نسخته الثامنة المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 24 و30 أبريل 2017 بمدينة تطوان. هذا وكانت جمعية محترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي بتطوان قد أعلنت عن تنظيم جائزة تهدف إلى تشجيع الكتابة المسرحية، خاصة لدى فئة الشباب أطلقت عليها اسم "جائزة رضوان احدادو للنص المسرحي" تكريما لقامة مسرحية وطنية قدمت ولعقود منجزات مسرحية على مستوى التأليف والتأريخ والبحث. وبالنظر للمشاريع المتعددة التي تشرف عليها الجمعية ولإيمانها بضرورة مأسسة الجائزة، تكونت هيئة لإدارة هذا المشروع تشكلت من السادة: "رضا الدغمومي" مديرا للمشروع ومشرفا، "عبد الله الطالب" مكلفا بالتنسيق ومقررا، "محسن البودرار" مكلفا بالتوثيق والإعلام و"زكرياء البوتناني" مسؤولا عن التنظيم الإداري والمالي تحت الإشراف العام لرئيس الجمعية "بلال بلحسين". وبتاريخ 11 يناير 2017 تم إطلاق هذه الجائزة بشروطها وكيفيتها، وكان آخر أجل لاستلام المساهمات هو 20 فبراير، وقد توصلت إدارة الجائزة خلال هذه الفترة ب 10 نصوص مسرحية (6 نصوص بالعامية و4 نصوص بالعربية الفصحى) تراوح سن أصحابها ما بين 18 و35 سنة، وتوزعت على سبع مدن مغربية هي: تطوان، مارتيل، سلا، الدارالبيضاء، قصبة تادلة، وجدةومراكش. وقد قامت لجنة التقييم والقراءة بكل اقتدار بتمحيص كل النصوص المشاركة مع مراعاة مختلف مقومات النص المسرحي، منوهة بفكرة إحداث الجائزة وجدية القائمين عليها لافتة الانتباه إلى تباين مستويات النصوص المتنافسة. تقرير لجنة التقييم والقراءة منذ سنوات خلت، ومحترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي يسير على خطى حثيثة، ساهم من خلالها وبفريق متجانس ومتكامل من شباب المدينة الذين جمعتهم غواية المسرح. في إرساء تجربة مسرحية رائدة في خدمة هذا الفن العريق، وتقريب تجارب مسرحية من داخل الوطن ومن خارجه للجمهور المحلي بتطوان، بتنظيم تظاهرات فنية وأدبية تعنى بأبي الفنون، شملت عروضا وندوات وورشات تكوينية ولقاءات ومسابقات وغير ذلك، ولعل أبرز قيمة ثقافية يضيفها المحترف هذه المرة، بكل مظاهر الامتنان والاعتبار والاعتزاز والحرفية، تخصيص جائزة في التأليف المسرحي تحمل اسم رائد كبير من رواد الحركة المسرحية في المغرب، وفي تطوان والجهة الشمالية تحديدا – تأليفا وتوثيقا وتأريخا- الأستاذ رضوان احدادو. ويشرفنا في لجنة التحكيم تقديم أسمى عبارات الشكر والتقدير للإخوة المبدعين الكرام في المحترف على الثقة الطيبة في أعضاء لجنة التحكيم، كما على الالتفاتة التاريخية والإنسانية الوازنة بالمبدع المسرحي رضوان احدادو، وإن كان هذا الأديب الشامخ قد حظي بتكريم من طرف الجمعية في إطار فعاليات مهرجان الفدان للمسرح، دورة 2012، فالتكريم هذه المرة بمثابة احتفاء مفتوح ورهان جميل. ومن الطبيعي أن يكشف أعضاء لجنة التحكيم – في صوت واحد – عن شعورهم العميق بثقل المسؤولية الموضوعة على عاتقهم في اختيار أفضل نص مسرحي لنيل جائزة تحمل اسم قامة مسرحية شامخة –الأديب احدادو. ومن دواعي سعادتنا واعتزازنا كذلك، أن نحظى بالسبق كأول لجنة تحكيم في المسابقة، وانسجاما مع توقعاتنا وإيماننا بنجاح هذه المبادرة الثقافية في مرحلتها التأسيسية، فقد تفاعل مجموعة من الكتاب المبدعين، الواعدين الشباب مع الإعلان عن الجائزة – على الرغم من حداثتها وحصر الفئة العمرية في 35 سنة، إذ بلغ عدد المترشحين 10 من المدن المغربية الآتية: (وجدة، مراكش، سلا، الدارالبيضاء، قصبة تادلة، مارتيل، تطوان)، ويمكن تقديم فكرة عن هذه النصوص المسرحية حسب النقط التالية: اللغة العربية الفصحى (4) / والدارجة العامية (6). تراوح سن المترشحين بين 18 و35 سنة. تباين مهم فيما يخص عدد الشخصيات وطول المتن المكتوب واستعمال المؤشرات المسرحية وغير ذلك. من هذا المنطلق، كان لابد من اعتماد رؤية معيارية ومقاربة تقويمية دقيقة وكفيلة بدراسة وتقييم مختلف عناصر النص المسرحي كاللغة والمسرحة والشخصيات والبناء الدرامي. ونلفت الانتباه أن عملية انتقاء أفضل نص مسرحي لم تخل من الصعوبة، على الرغم من العدد والمستوى المتوسطين للأعمال المقدمة. إذ تم الحسم بصعوبة ومناقشة مستفيضة، بين عملين اثنين – كان من الطبيعي أن يتوج أحدهما بالجائزة –. التوصيات: دعوة الكتاب المترشحين إلى ضرورة التدقيق والمراجعة العامة للنصوص قبل إرسالها لإدارة المسابقة. فتح المسابقة في وجه جميع الفئات العمرية دون تحديد السن. دعوة إدارة الجائزة إلى تنظيم سلسلة تكوينات وورشات في التأليف المسرحي. عقد لقاءات مفتوحة بين لجن التحكيم والكتاب المترشحين للمناقشة والتوجيه والتقييم المباشر. في حال تزايد الإقبال على المشاركة طبيعي أن يفكر المحترف في تخصيص تنويه للرتبتين الثانية والثالثة. لوحظ غياب المرأة في المشاركات فهذه دعوة لانخراط المرأة في التأليف المسرحي. دعوة الجهات المعنية بالدعم الثقافي لمؤازرة المحترف، ضمانا للاستمرارية والنجاح في هذا الرهان الكبير. وقد أجمعت لجنة التقييم والقراءة على اختيار النص المسرحي "داخل المطعم" لمؤلفه إسماعيل الفلاحي من مدينة الدارالبيضاء فائزا بالنسخة الأولى لجائزة رضوان احدادو للنص المسرحي. وختاما تجدد لجنة التحكيم شكرها للإخوة المبدعين في جمعية محترف الفدان على هذا الرهان الرفيع الذي يدل على حسن تقديرهم للمبدعين وتحديدا الكتاب المسرحيين، فهو تعبير عن حبهم لهم وهو في العمق حب للمسرح. فلا حب للمسرح دون حب وتقدير رجالاته وأهله. وهنيئا كذلك للأستاذ رضوان احدادو على هذا التكريم ورزقه الله الصحة وطول العمر.