قام وفد عن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، وعن فرع إفريقيا التابع لنفس الاتحاد بزيارة عمل للمغرب من 14 إلى 17 شتنبر الجاري. تكون الوفد من ديفيد مايبي نائب رئيس الجامعة الكاميرونية لكرة القدم وعضو لجنة التشريع بالاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، وستيفان بورلاشكلاتر مستشار قانوني بالاتحاد الوطني للاعبي كرة القدم المحترفين بفرنسا وبالاتحاد الدولي، والكاتب العام لفرع إفريقيا، وستيفان سان رايمون المسؤول عن الاتصال بالاتحاد الوطني للاعبي كرة القدم المحترفين في فرنسا وبالاتحاد الدولي. عقد الوفد لقاءات مع مسؤولين بوزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالإضافة إلى اجتماعين مع لاعبي الوداد والرجاء البيضاويين وجلسة عمل مع أعضاء مكتب الجمعية المغربية للاعبي كرة القدم، ليختم الوفد زيارته بحضور الندوة الصحفية التي عقدتها الجمعية المغربية بمدينة الدارالبيضاء. وقد توجت الزيارة بإصدار بلاغ مشترك، أشاد فيه الوفد بالمجهودات التي يبدلها رئيس الجمعية مصطفى الحداوي والفريق العامل إلى جانبه، والذي يضم مجموعة من الأسماء الرياضية المعروفة على الصعيد الوطني كيوسف شيبو، خالد فوهامي، يوسف الروسي، رشيد الدوادي، مع العلم أن الجمعية عينت مندوبين لها بجل الأندية الوطنية بالقسمين الأول والثاني -النخبة-. ويعتبر الإعلان الرسمي عن تأسيس جمعية خاصة مهمتها التحدث باسم اللاعبين الممارسين والدفاع عن مصالحهم، شرط أساسي يفرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم على كل الدول التي تطبق الاحتراف، وبما أن جامعة كرة القدم بالمغرب تسعى لتطبيق هذا النظام ابتداء من الموسم القادم، تمشيا مع أجندة «الفيفا»، فإن وجود تنظيم يدافع عن حقوق اللاعبين يعد مسألة ضرورية، كان على الجامعة التفكير فيها قبل أن يأخذ اللاعب الدولي السابق المبادرة منذ ثلاث سنوات، ويعلن عن ميلاد جمعية خاصة لقيت ترحابا دوليا قبل أن يكون محليا. وكتعبير واضح عن هذا الدعم القوي، اختار الاتحاد الدولي خلال سنة 2007 مدينة الدارالبيضاء لتأسيس فرع تابع له يمثل القارة الإفريقية، بحضور رئيسه السيد فيليب بيا، وهو فرنسي الجنسية تمكن من كسب اعتراف الفيفا، حيث أصبح جهازه هو المخاطب الوحيد باسم اللاعبين بكل البطولات الاحترافية عبر العالم. وتعتبر الجمعية المغربية للاعبي كرة القدم، الرابعة حتى الآن على الصعيد الإفريقي، بعد جنوب إفريقيا، مصر والكامرون، وتبدل حاليا محاولات لتأسيس جمعيات مماثلة بكل من الجزائر، الكوت ديفوار، غانا، حيث توجد إمكانيات مهمة تسمح بعملية تأسيس جمعيات وطنية بهذه الدول، مع العلم أن نجوم القارة على الصعيد الدولي عبروا عن دعمهم اللا مشروط لتأسيس «نقابات» للدفاع عن أجراء القارة، وفي مقدمة هؤلاء النجوم هناك ديدي دروغبا، مايكل ايسيان، مروان الشماخ، صامويل ايطو وغيرهم... وبالرغم من أن ترسيخ العمل النقابي وسط لاعبي كرة القدم داخل الأندية الوطنية، مسألة تبدو غير محببة من طرف مسؤولي الأندية، فإن البداية حتى الآن جاءت مشجعة، حيث يسجل تعامل إيجابي من طرف الأندية الكبرى، كالوداد والرجاء، وقبلهما شباب الحسيمة، مع العلم أن لا الوزارة الوصية ولا الجامعة المشرفة تعاملت بجدية مع الموضوع وخصصت لذلك اجتماعات تدارست فيه مسألة تأسيس جمعية مغربية للاعبي كرة القدم، وكيفية التعامل معها، على أساس القوانين الجاري بها العمل دوليا. وبدون شك، فإن وجود «نقابة» للدفاع عن حقوق أجراء الكرة، من شأنه المساهمة في إحداث تغيير تدريجي لدى جل الممارسين يمس العقليات، على اعتبار أن هناك بالفعل حقوق، لكن بالمقابل هناك واجبات، والتزامات لدى المشغلين، أي الأندية التي تستعد للدخول لعالم المقاولة، وفق شروط عمل مغايرة تماما لما سبق. والأكيد أن فلسفة الجمعية المغربية للاعبي كرة القدم التي يوجد مقرها بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، ترمي إلى جعل دورها ينطلق من منظور تشاركي يساهم في تطور كرة القدم الوطنية، وتعميق وعي جديد لدى هذه الفئة الجديدة من الشغيلة...