أكد مسؤولون مغاربة وقطريون، الخميس في الدوحة، أن شروع شركتي الخطوط الجوية القطرية والخطوط الملكية المغربية، في العمل باتفاقية تقاسم الرمز في رحلاتهما عبر شبكتيهما في كل من آسيا وغرب إفريقيا، والموقعة في سادس مايو الماضي بمناسبة معرض سوق السفر العربي في دبي، يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب و قطر في مجال الطيران. فخلال ندوة صحفية عقدت الخميس بمناسبة تفعيل هذه الاتفاقية واستقبال مطار حمد الدولي لأول رحلة للخطوط الملكية المغربية بين الدار البيضاءوالدوحة، والتي كان على متنها عدد من المسؤولين المغاربة، أعرب عزيز رباح وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، عن ارتياحه لتفعيل هذه الشراكة "التي ستقوي العلاقات الأخوية بين دولة قطر والمملكة المغربية في مجال النقل الجوي، و ستزيد من حجم التبادل الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بين البلدين". وأكد أن شراكة من هذا القبيل من شأنها أن تساعد الخطوط الملكية المغربية على تنويع وتجويد خدماتها بالنسبة لزبنائها خاصة المغاربة الراغبين في الذهاب إلى آسيا، مؤكدا أن هذه الشراكة ستكون له آثار ايجابية على مستقبل شركة الخطوط الملكية المغربية من خلال الرفع من تعداد زبنائها عبر العالم . وأبرز من جهة أخرى، أنه سيكون لاتفاقية تقاسم الرمز قيمة مضافة على مجموعة من القطاعات الإنتاجية في المغرب، وفي مقدمتها المجال السياحي، حيث ستصبح المملكة المغربية وجهة مفتوحة أمام الأسواق الآسيوية الهائلة والواعدة. وأشار إلى أن تعميق التعاون مع الخطوط الجوية القطرية تفرضه معطيات عقلانية أهمها المكانة الرائدة والمتميزة التي تحتلها الخطوط الجوية القطرية في مجال النقل الجوي العالمي، وما تمتع به من إمكانيات مادية وبشرية ولوجستيكية تتمثل في أسطولها الضخم ووجهاتها المتعددة، مما خول لها الحصول على جوائز وشهادات امتياز في العديد من المعارض الدولية للطيران. وأعرب عزيز رباح، في هذا الصدد، عن أمله في تعزيز الشراكة مع الخطوط الجوية القطرية للاستفادة من خبراتها الكبيرة في مجال الملاحة الجوية والخدمات المقدمة للمسافرين. وبدوره، اعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، أن علاقة الشراكة الاستراتيجية بين الخطوط الجوية القطرية مع نظيرتها المغربية سيسهم في تعزيز دخولها إلى السوق الإفريقية، بالنظر لما تتمتع به الخطوط الملكية المغربية من نقاط قوة تتمثل في تقديمها لخدمات واسعة بهذه السوق المهمة والواعدة . وقال إن اتفاق تقاسم الرمز "يقدم خدمة لزبائننا من رجال الأعمال والسياح الذين يتنقلون كثيرا في أفريقيا، حيث يمكنهم الاستفادة من التنقلات السلسة عبر شبكة شريكنا الخطوط الملكية المغربية التي تضم 26 وجهة في منطقة غرب إفريقيا لوحدها". وشدد أكبر الباكر على أن شراكة الناقلة القطرية مع نظيرتها المغربية "سيزيد من قوتهما معا، وسيوفر خيارات سفر أكبر وروابط جوية أكثر سلاسة لمسافريهما بين الشرق الأوسط وأفريقيا وما بعدهما من الوجهات"، متوقعا أن تسهم زيادة عدد الرحلات بين البلدين في دعم قطاعي السياحة والتجارة والخدمات بهما. وفي هذا السياق، كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أنه سيتم قريبا إعلان موعد انطلاق رحلة الناقلة القطرية إلى مدينة مراكش التي أصبحت حالية وجهة سياحية عالمية بامتياز. ومن جهته، أكد الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية إدريس بنهيمة أن هذا الاتفاق يؤرخ لمرحلة حاسمة في مسار الخطوط الملكية المغربية على اعتبار أنه يسمح بإقامة جسر بين آسيا وإفريقيا سيسهل تنقل الزبائن في أفضل الظروف بفضل شبكة الخطوط الجوية القطرية القوية في آسيا وشبكة الخطوط الملكية المغربية الواسعة في إفريقيا. واعتبر بنهمية أن انطلاقة الخط الجوي الذي يربط الدار البيضاءبالدوحة "تأتي اليوم لتعزز دور الخط اليومي الذي تؤمنه الخطوط الجوية القطرية إلى المغرب، لتوفر بذلك الشركتان 10 رحلات في الأسبوع، وتدشنان علاوة على ذلك جسرا جويا بين إفريقيا وآسيا. " وأعرب عن سعادته بهذا الإنجاز الذي سيمكن من ربط القارتين الآسيوية والإفريقية بفضل الشبكة القوية للخطوط الجوية القطرية في آسيا والشبكة الواسعة للخطوط الملكية المغربية في إفريقيا، والذي سيمكن عملاء الشركتين من الحصول على العديد من الامتيازات من خلال تقريب المسافات وإمكانيات إيجاد آليات ربط جديدة بين القارتين. وأوضح أن الخطوط الملكية المغربية تغطي 33 وجهة في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى 18 وجهة داخل المغرب، مرتبطة كلها مع الشبكة الدولية للشركة والتي تصل إلى 90 وجهة. وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقية تقاسم الرمز تمنح مجموعة من الامتيازات لفائدة زبناء الشركتين، إذ يوفر لهم مزيدا من الخيارات ومن مزايا السفر بين قطر والمغرب، كما يسمح لهم بالتنقل بين الدار البيضاءوالدوحة بتذكرة طيران واحدة على طول مسار الرحلة، ويمنحهم إمكانية تسجيل أمتعتهم من مدينة الذهاب حتى الوصول إلى الوجهة النهائية. وتخول الإتفاقية للخطوط الملكية المغربية إطلاق خط جوي جديد بين الدار البيضاءوالدوحة، حيث ستقوم الشركة بتأمين ثلاث رحلات أسبوعية (ذهابا و إيابا) على متن طائرة (بوينغ 787 دريملاينر)، بالموازاة مع الرحلات السبع التي تؤمنها الخطوط الجوية القطرية أسبوعيا بين الوجهتين، و بالتالي ستوفر الشركتان، 10 رحلات أسبوعية (ذهابا وإيابا) بين الدار البيضاءوالدوحة، وامتدادا لشبكتيهما في آسيا وإفريقيا. وبمقتضى الاتفاقية، يمكن لعملاء الخطوط الجوية القطرية السفر من الآن فصاعدا عبر محور الخطوط الملكية المغربية في الدار البيضاء، إلى المدن الواقعة في غرب إفريقيا مثل كوتونو (بنين)، واغادوغو (بوركينا فاسو)، وبرايا وسال (الرأس الأخضر)، وبرازافيل وبوانت نوار (الكونغو)، وأبيدجان (ساحل العاج)، وليبروفيل (الغابون)، وبانجول (غامبيا)، وكوناكري (غينيا)، وبيساو (غينيا بيساو)، ومونروفيا (ليبيريا)، وباماكو (مالي )، ونيامي (النيجر)، ولاغوس (نيجيريا)، وفريتاون (سيراليون) ولومي (توغو). من جانبهم، يمكن لزبائن الخطوط الملكية المغربية التنقل عبر محور الخطوط الجوية القطريةبالدوحة، إلى وجهات جديدة في آسيا والشرق الأوسط مثل بكين، وسنغافورة، والمنامة (البحرين)، وهونغ كونغ.