عبر محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن طموح حزبه في الظفر برئاسة 300 جماعة ترابية مختلفة ورئاسة جهة واحدة على الأقل، خلال الانتخابات المحلية والجهوية التي ستعرفها بلادنا بداية شهر شتنبر المقبل. وقال نبيل بنعبد الله، في ندوة صحفية خصصت لتقديم الأرضية الانتخابية الوطنية للانتخابات الجماعية والجهوية، أمس الاثنين بالرباط، "إن حزب التقدم والاشتراكية يدخل هذه الانتخابات تحت شعار، المعقول، بطموحات عالية، لكنها ليست خيالية". واستند الأمين العام، في طموحاته هاته، على ما راكمه حزب التقدم والاشتراكية، طيلة مساره السياسي والنضالي الذي يمتد لأزيد من 70 سنة، وأيضا من خلال مواقفه واختياراته السياسية الصعبة، التي مكنته من حشد تعاطف شعبي واسع على امتداد التراب الوطني، بالإضافة إلى التجربة المتميزة لوزرائه في الحكومة الحالية، وأيضا بالنظر إلى المواقف الرزينة والشجاعة التي ما فتئ يعبر عنها، مشيرا إلى أن كل ذلك يؤهل حزب التقدم والاشتراكية ليكون القوة الصاعدة التي ستحتل مراتب متقدمة في الانتخابات المقبلة. وأورد محمد نبيل بنعبد الله مجموعة الأهداف المرقمة، التي يتوخى حزب التقدم والاشتراكية تحقيقها خلال هذه الانتخابات المحلية والجهوية، والتي حددها في الحصول على أزيد من 3000 منتخب، وتقديم أزيد من 10 آلاف مرشح، أي 50 في المائة من مجموع المرشحين للانتخابات الجماعية البالغ عددهم حوالي 27 ألف مرشحة ومرشح، على أن يظفر برئاسة 300 جماعة مختلفة ورئاسة إحدى الجهات الإثنى عشر الموجودة، على الأقل، بالإضافة إلى تحقيق نتائج، وصفها ب "الإيجابية جدا" والتي لم يسبق لحزب التقدم والاشتراكية أن حققها في الانتخابات المهنية، ستمكنه من الحصول على فريق برلماني بمجلس المستشارين. وبخصوص تحالفاته السياسية المقلبة، جدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تأكيد التزامه الأخلاقي والسياسي، لانتمائه إلى أحزاب الأغلبية الحكومية والبرلمانية الحالية، انطلاقا من مما تم الإعلان عنه خلال اجتماع الأغلبية الأخير، مشيرا إلى أن المنطق السياسي السليم يقتضي "المعقول" أي أن تسعى الأغلبية الحالية للالتزام بمنطق التحالف الموجود على المستوى الحكومي والبرلماني، خاصة على مستوى الجهات والمدن الكبرى. في السياق ذاته، لم يستبعد الأمين العام لحزب الكتاب، احتمال وجود بعض الاستثناءات على المستوى المحلي الذي قد تتحكم فيه قواعد ومعطيات أخرى مغايرة، تأخذ بعين الاعتبار الواقع المحلي. وأضاف المتحدث أن شعار "المعقول" الذي اختاره حزب التقدم والاشتراكية لحملته الانتخابية، بعدما كان قد اختار نفس الشعار سنة 2003، وردده بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ينطلق من كون حزبه يربط بشكل قوي وجدلي بين الممارسة السياسة والالتزام الأخلاقي. من جانبه، قدم عبد الأحد الفاسي الفهري المسؤول عن القطب الاقتصادي والاجتماعي بالديوان السياسي للحزب، الأرضية الانتخابية الوطنية للانتخابات الجماعية والجهوية، التي ينطلق منها حزب التقدم والاشتراكية لخوض غمار هذه الانتخابات، والتي هي عبارة عن إطار عام تتضمن أهم المستجدات التي جاءت بها القوانين الانتخابية الجديدة، ومبادئ الحكامة الجيدة، بالإضافة إلى كونها تتضمن حصيلة تجربة تدبير الشأن المحلي لحزب التقدم والاشتراكية في مجموعة من الجماعات الترابية التي يضطلع بتدبيرها. وشدد عبد الأحد الفاسي الفهري، على أن الهدف الأساسي لحزب التقدم والاشتراكية، من خلال هذه الأرضية التي يقترحها على الناخبين المغاربة، هو إنجاح الورش الكبير للجهوية المتقدمة، حتى لا تتحول إلى مجرد إصلاح إداري بسيط، مشيرا إلى أن الأرضية خصصت بابا كاملا لمسألة الجهة بالنظر إلى أن حزب التقدم والاشتراكية يتطلع لأن تلعب الجهة دورا أساسيا وكاملا في مجال التخطيط الجهوي والتنمية، أي أن تكون الجهة هي المسؤولة على وضع مخطط التنمية الجهوية ووضع مخطط جهوي لإعداد التراب. وأكد عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن ذلك سيكون بمثابة تمرين ديمقراطي متميز وسيمكن من إعطاء التنمية الجهوية المندمجة بعدها الحقيقي، بالإضافة إلى النهوض بالأدوار الجديدة للمنتخبين، وجعل إدارة القرب في إطار تصور جماعي ومتقاسم للتنمية المجالية. ومن ضمن المرتكزات التي ذكرها عبد الأحد الفاسي الفهري، جعل الجهة تلعب دورها كاملا في مجال تخطيط التنمية الجهوية، وجعل إعداد التراب الوطني اختصاصا جهويا، بالإضافة إلى التحكم في توسع المدن ومحاربة الشرخ الحضري، والاستجابة لحاجيات الحياة اليومية للمواطنين من خلال خدمات القرب التي يتعين أن تكون هي الانشغال الوحيد للجماعات، وإعادة الاعتبار للديمقراطية المحلية وكسب ثقة المواطنين عن طريق حكامة ديمقراطية جديدة وجيدة.