المغرب ... انخفاض في الإنجاب وتقلص حجم الأسر انتقل من 6 أفراد إلى 4 خلال 30 سنة كشف أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط عن بعض المعطيات الأولية الخاصة بخارطة السكان الجديدة للمغرب، التي أصبح يطبعها تمركز لأكثر من 70 في المائة من الساكنة بخمس جهات طبقا للتقسيم الجهوي الجديد الذي حدد عدد جهات المملكة في 12 جهة، كما أصبح يطبعها نوع من الشيخوخة التي بدأت تدب إلى الهرم السكاني، حيث لم يتجاوز عدد ساكنة المملكة 33 مليون و762 ألف و242 نسمة، مؤكدا على مصداقية هذا الرقم الذي تم التوصل إليه خلال حصر نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى الذي أجري في شتنبر 2014، قائلا"إن المعطيات الخاصة بعدد سكان المغرب" تحظى بالمصداقية ولم تمسها أدنى شائبة على امتداد تاريخ عمليات الإحصاء التي شهدها المغرب. وأرجع لحليمي خلال الندوة الصحفية التي عقدتها المندوبية زوال أول أمس الخميس بمقر مديرية الإحصاء بالرباط، والتي خصصت لتقديم النتائج الأولية المتعلقة بالإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، عدم ارتفاع عدد سكان المغرب بشكل ملفت إلى مجموعة من العوامل التي باتت تسم تطور التركيبة السكانية، من بينها أساسا تقلص حجم الأسر المسجل على مدى 32 عاما أي ما بين سنوات 1982 و2014، ثم انخفاض معدل عدد الأطفال لكل امرأة، موضحا بالنسبة لتقلص حجم الأسر أن معدل أفرادها انحدر من 6 أفراد سنة 1982، إلى 5,8 أفراد سنة 1994، في حين لم يتعدى عدد أفرادها 4.2 سنة 2014، أما بالنسبة لمعدل الأطفال لدى كل امرأة فلم يعد يتجاوز 2.1 طفل سنة 2010، بينما كان يبلغ هذا المعدل 7,2 طفل لدى كل امرأة سنة 1960. وكشف لحليمي عن أن خارطة السكان الجديدة وفقا لنتائج الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى، أصبح يطبعها تمركز لأكثر من 70 في المائة من الساكنة بخمس جهات طبقا للتقسيم الجهوي الجديد الذي حدد عدد جهات المملكة في 12 جهة، حيث باتت تحتل فيها جهة الدارالبيضاء–سطات مركز الصدارة بساكنة يبلغ عددها 6 ملايين و862 ألف نسمة، بنسبة تفوق 20 في المائة، تليها جهة الرباط–سلا- القنيطرة، بساكنة يبلغ عددها 4 ملايين و581 ألف نسمة، بنسبة 13.5 في المائة، ثم جهة مراكش-آسفي بعدد بلغ 4 ملايين و521 ألف نسمة، أي بنسبة 13.4 في المائة، وجهة فاس–مكناس بعدد للسكان يصل 4 ملايين و237 ألف نسمة، بنسبة 12.5 في المائة، تليها جهة طنجة-تطوانالحسيمة بساكنة يبلغ عددها 3 ملايين و557 ألف نسمة، وهو ما يمثل نسبة 10.5 في المائة، بينما باقي الجهات السبعة تتوزع عليها الأعداد الباقية من الساكنة بنسب متفاوتة تتراوح ما بين 7.9 في المائة مثلا بجهة سوس-ماسة، ونسبة 0,4 بجهة الداخلة –وادي الذهب. ومن جانبه أفاد عبد الإله زورق الذي أشرف على عملية الإحصاء العام لسنة 2014، والذي كان يعمل مديرا سابقا للإحصاء، خلال هذه الندوة، ببروز ظاهرة التمدن التي أصبحت تمثل نسبة تفوق 60 في المائة، مقابل 55.1 في المائة وفقا لإحصاء 2004، فساكنة المغرب حسب وسط الإقامة، وذلك استنادا للإحصاء الجديد، باتت تتمركز بشكل أكبر بالوسط الحضري، إذ أشار إلى أن 20 مليون و432 ألف و439 نسمة توجد بالوسط الحضري و13 مليون و415 ألف و803 نسمة تقطن بالوسط القروي. وقال عبد الإله وزرق، موضحا، ظاهرة التمدن التي أصبحت تبدو بشكل جلي في التوزيع المناطقي للسكان، "إن هذا الارتفاع في ساكنة الوسط الحضري يعود إلى النمو الديمغرافي الطبيعي من جهة، والهجرة من المجال القروي من جهة أخرى، فضلا عن إحداث مراكز حضرية جديدة وكطا توسع المدارات الحضرية للمدن". وأظهرت النتائج الأولية للإحصاء في الجانب المتعلق بالتقسيم السكاني حسب الأقاليم والعمالات، أن عمالة الدارالبيضاء حافظت على المرتبة الأولى سواء من حيث عدد السكان التي يبلغ عددها 3 ملايين و360 ألف نسمة، ما يمثل نسبة 10 في المائة من مجموع السكان القاطنين بالمملكة، كما احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الأسر التي بلغ عددها 819 ألف و954 أسرة.تليها ثلاث عمالات وإقليم واحد تتجاوز ساكنة كل واحد منها المليون نسمة، ويتعلق الأمر في هذا الصدد بعمالة مراكش، وفاسوطنجة-أصيلا ثم إقليمالقنيطرة. كما كشف الإحصاء عن أن 7 مدن تستقطب حوالي ربع ساكنة المملكة، بنسبة تصل إلى 24.9 في المائة، وهو ما يعادل 41,3 في المائة من السكان الحضرية ويتعلق الأمر بكل الدارالبيضاء التي أكدت في هذا الإحصاء مكانتها مدينة ميتروبول بساكنة تصل إلى 3 ملايين و359 ألف نسمة، تليها مدينة فاس بمليون و112 ألف نسمة، وطنجة ب 947 ألف نسمة، ثم مراكش ب 928 ألف نسمة ومدينة سلا التي بلغت ساكنتها 890 ألف نسمة، ومكناس ب 632 ألف نسمة والعاصمة الرباط التي جاءت في آخر اللائحة بساكنة لا تتعدى 577 ألف نسمة.