المغرب يحتضن ملتقى دوليا حول «التغطية الصحية للفئات المعوزة» دعا المغرب إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عملية مستعجلة من أجل النهوض بالمنظومة الصحية العربية، والارتقاء بها إلى مستوى طموحات وانتظارات شعوب المنطقة. وقال وزير الصحة، السيد الحسين الوردي، في كلمة ألقاها نيابة عنه سفير المملكة المغربية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، محمد سعد العلمي، التي انطلق اليوم الخميس بالقاهرة برئاسة المغرب، إن المملكة تتسلم رئاسة أشغال هذه الدورة، في ظل ما يعترض الأمة العربية من تحديات متزايدة، الأمر الذي يستحث على مضاعفة الجهود وتكثيف التعاون وتوحيد المواقف بشأن مختلف القضايا الصحية الراهنة. واستعرض التجربة العلمية والمهنية التي راكمها المغرب طيلة السنوات الماضية في مجال اليقظة الدوائية، مبرزا استعداد المملكة لوضع خلاصات هذه التجربة رهن إشارة الأشقاء العرب، وذلك من خلال تدعيم القدرات التقنية والخبرات العلمية لمراكز اليقظة الدوائية. وأشار في هذا الصدد، إلى « أن العمل المشترك ساهم في تحقيق عدد هام من الإنجازات في مجال الصحة في العالم العربي، غير أن كل هذه النتائج التي تحققت لا تزال تحتاج إلى مزيد من التشاور والتنسيق، والتعاون وتبادل الخبرات دون إغفال الأوضاع الصحية المزرية، التي تشهدها بعض المناطق العربية، وفي مقدمتها الأراضي الفلسطينية المحتلة». وأبرز الوزير بالمناسبة، المرتكزات التي تؤطر السياسة الصحية بالمملكة المغربية، في إطار التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، حيث تم التنصيص في دستور 2011 في مجال الصحة على سبعة حقوق أساسية وهي الحق في الحياة والحق في الأمن والرعاية الصحية والحق في العلاج والحق في البيئة الصالحة والحق في التغطية الصحية والحق في العلاج للأشخاص والفئات ذات الاحتياجات الخاصة والحق في الولوج للعلاجات ذات الجودة. وأشار، في هذا السياق، إلى أن وزارة الصحة عملت على تنفيذ مخطط عمل للفترة الزمنية 2012- 2016، يسعى إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي، وتقريب الخدمة الصحية من المواطنين من خلال توسيع خارطة المستشفيات، والاهتمام بالعالم القروي، وتطوير أنظمة المساعدة الطبية ومراجعة أسعار الأدوية لتتناسب مع أوضاع وقدرات الفئات المعوزة. وبالموازاة مع ذلك، يضيف الوزير، حرص النظام الصحي بالمملكة على تحقيق الأهداف الصحية ذات الأولوية الصادرة عن الدورة الأخيرة لمجلس وزراء الصحة العرب، خاصة تلك المتعلقة بالألفية الثالثة للتنمية، وذلك عبر وضع خطط عمل وطنية خاصة ببرامج صحة الأم والطفل والصحة العقلية. وقال إن المملكة المغربية سبق، أن أعلنت في هذا الإطار، موافقتها على استضافة الاجتماع المشترك بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية على مستوى الخبراء في مجال «الأهداف التنموية للألفية المتعلقة بالصحة ما بعد 2015»، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من سنة 2015، مما يؤكد الانخراط الفعلي للمغرب في دعم العمل العربي المشترك في المجال الصحي وتنفيذ البرامج الصحية المتفق عليها في إطار مجلس وزراء الصحة العرب. كما أشار إلى أن سنة 2014 شكلت بالنسبة للمملكة المغربية، محطة هامة، في مواصلة جهودها نحو تحقيق أهداف الألفية الثالثة وذلك عبر وضع خطط عمل وطنية خاصة ببرامج صحة الأم والطفل والصحة العقلية. وأعلن الوزير ، في هذا الصدد، أن المغرب سيحتضن يومي 13 و14 مارس 2015 بمدينة الرباط ملتقى دوليا حول «التغطية الصحية للفئات المعوزة»، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة لتعميم نظام المساعدة الطبية «راميد».وبخصوص مواجهة مرض فيروس «الايبولا» أكد أنه ومنذ الإعلان عن هذا الوباء الفتاك من طرف منظمة الصحة العالمية، عملت وزارة الصحة، بدعم من جميع شركائها الوطنيين، وبتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، على إعداد مخطط وطني لليقظة والاستعداد لمواجهة هذا المرض المميت، وذلك عبر اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحيلولة دون دخول الفيروس إلى التراب الوطني وانتشاره داخل البلاد، وتهييء الظروف الضرورية بالتالي للتصدي لأية حالة إصابة يمكن أن تسجل.