قال مسؤولون أن متمردي حركة الشباب الإسلامية المتشددة هاجموا قاعدة عسكرية في جنوبالصومال في ساعة مبكرة من صباح أول أمس الاثنين وقتلوا عشرة جنود على الأقل وأحرقوا عربتين عسكريتين. وشنت قوات الاتحاد الإفريقي والقوات الصومالية هجوما هذا العام وطردت الشباب من آخر معاقلهم الرئيسية، لكن هجوم الاثنين يبرز مدى صعوبة وقف الهجمات الخاطفة من هذا النوع التي تشنها الحركة المتحالفة مع تنظيم القاعدة. وقال ضابط الجيش الصوماليعدن نور «الشباب هاجموا قواتنا العسكرية الساعة الثالثة صباحا» في منطقة شبلي السفلى، وأضاف «قتلوا عشرة جنود وأحرقوا عربتين عسكريتين (مزودتين) بمدافع مضادة للطائرات.» وأعلن الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث العسكري باسم الشباب مسؤولية حركته عن الهجوم وقال إن 14 جنديا صوماليا قتلوا وتم إحراق ثلاث عربات. وعادة ما تقدم الشباب أرقاما للقتلى أكثر من الأرقام التي يتحدث عنها المسؤولون. كما تعمل الحركة على شن هجومات على الساحل الكيني حيث قامت نهاية الأسبوع الماضي بقتل شرطي وجرح اثنان على مركز في منطقة كيليفي (جنوب). وأعلن البرت كوبيا رئيس شرطة كيليفي الواقعة على المحيط الهندي على بعد حوالي 55 كلم شمال شرق مومباسا، ثاني اكبر المدن الكينية وابرز مرفأ في شرق إفريقيا «لقد فقدنا شرطيا في الهجوم». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن كينيا تعرضت لهجمات عدة نسبت إلى متمردي حركة الشباب الإسلامية الصومالية- التي تبنت بعضها- في نيروبي على الساحل او في المناطق الحدودية مع الصومال منذ أن دخل الجيش الكيني إلى جنوبالصومال في أكتوبر 2011 لقتال الإسلاميين. وتنسب السلطات الكينية أحيانا أيضا الهجمات التي تستهدف الشرطة على الساحل إلى مجلس مومباسا الجمهوري، وهو حركة تدعو إلى استقلال الساحل حيث الغالبية من المسلمين، وتعتبرها الشرطة مرتبطة بحركة الشباب. وفي نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر، أعلن الشباب مسؤوليتهم عن هجومين في المنطقة الحدودية في مانديرا (شمال شرق كينيا) قتل خلالهما 28 من ركاب حافلة ثم 36 عاملا في مقلع للحجارة في المنطقة ذاتها. وأعلنوا أنهم شنوا العمليتين ردا على الاجتياح الكيني للصومال وضد معاملة الشرطة للمسلمين الكينيين. وشنت الشرطة أخيرا عدة عمليات ضد مساجد يشتبه في أنها تخضع لسيطرة دعاة متشددين مقربين من حركة الشباب وتستخدم قواعد لإعداد عمليات إرهابية. وشن الشباب أيضا سلسلة من العمليات أوقعت نحو مئة قتيل ضد قرى وسيارات في منطقة لامو الساحلية على بعد حوالي مئة كيلومتر من الحدود الصومالية. وكان الرئيس الكيني قد أعلن الثلاثاء الماضي أنه «لن يتردد لحظة» في شن الحرب على حركة الشباب الإسلامية الصومالية المتشددة.جاء ذلك في أعقاب هجوم دام للحركة أدى لمقتل 36 عاملا قرب مدينة مانديرا الشمالية الشرقية، قرب الحدود مع الصومال. وفي خطاب عبر التليفزيون الرسمي اعتبر كينياتا هجمات حركة الشباب «حربا على كينيا والكينيين»، مضيفا «أنها حرب يجب أن يشارك فيها الجميع». وتقرر تغيير قائد الشرطة ديفيد كيمايو ووزير الداخلية أولي لينكو، وهاجم المسلحون العمال في منتصف ليل الاثنين تقريبا وهم نائمون في منجم حجري في منطقة كورمي، على بعد 15 كيلومترا، شمال شرقي بلدة مانديرا. وقال الرئيس للكينيين «حان الوقت كي يقرر ويختار كل واحد منا .. هل أنتم في صف كينيا مفتوحة وحرة وديمقراطية تحترم حكم القانون وقدسية الحياة وحرية العبادة، أم تقفون مع المتطرفين القمعيين اللامتسامحين». وكانت كينيا قد شهدت سلسلة من الهجمات منذ قررت في عام 2011 الاشتراك في قوة حفظ السلام الإفريقية في الصومال ومحاربة الإسلاميين هناك.