سيكون المنتخب الجزائري في مهمة صعبة إن أراد الاستمرار بمنافسات كأس العالم البرازيل 2014، عندما يواجه اليوم الاثنين منتخب ألمانيا على ملعب «ايستاديو خوسي بينهيرو برودا» ببورتو أليغري برسم دور ال 16. وتصدرت ألمانيا بسبع نقاط من فوزين ضد البرتغال (4-0) وأمريكا (1-0) وتعادل مع غانا (2-2)، في حين حلت الجزائر ثانية بأربع نقاط من فوز ضد كوريا الجنوبية (4-1) وهزيمة أمام بلجيكا (1-2) وتعادل مع روسيا (1-1) ومن الواضح أن مهمة «ثعالب الصحراء» تبدو مستحيلة أمام العملاق الألماني، وقد لا يكون المستوى الذي قدمه الجزائريون أمام كوريا الجنوبيةوروسيا، كافيا ليمنحهم فرص الحلم بتخطي بطلة العالم سابقا ثلاث مرات. وعمليا، فالتأهل للدور الثاني بحد ذاته، يبقى إنجازا يحسب للجزائر التي انتظرت 32 عاما لتتخطى الدور الأول، بعدما باتت ثالث منتخب عربي يحقق ذلك بعد المغرب بمونديال المكسيك 1986 والسعودية بمونديال أمريكا 1994. وعند ذكر ألمانيا، لا يمكن لأي جزائري إلا استحضار مونديال 1982 بإسبانيا، وواقعة «المؤامرة» الشهيرة بين منتخبي «المانشافت» والنمسا، عندما فازت على الألمان (2-1) ثم على التشيلي (2-0)، لكنها ودعت المونديال. وسيعول المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش على نفس المجموعة، وعلى رأسهم نجم الفريق سفيان فيغولي وإسلام سليماني والعربي هلال سوداني وياسين براهيمي، دون أن نغفل الحارس المتألق رايس مبولحي. وبإمكان الجزائر التي تدرك صعوبة تخطي منتخب بحجم الألمان، أن تخلق على الأقل إزعاجا كبيرا لرفاق توماس مولر وتجعل انتقامها من «المؤامرة» عبارة عن تعذيب نفسي «الماكينات» وتجعل طريق تأهلهم مليئا بالأسلاك. من جهتها، ستسعى ألمانيا لشق طريقها نحو اللقب الرابع الذي ظل عصيا منذ مونديال إيطاليا 1990، ويبدو ذلك متوقعا ل «الماكينات» المتعودة على الحضور الدائم في دور الأربعة الكبار، ما دامت تتفوق على الجزائر من كافة النواحي. وتملك ألمانيا ترسانة من اللاعبين الموهوبين كتوماس مولر ووماريو غوتزه ومسعود أوزيل وفيليب لام وآخرين، لكن قوتها تمكن في الانسجام الواضح بين الخطوط والثلاثة، بالإضافة إلى الواقعية في أسلوب لعب «المانشافت». يذكر أن هذه هي المباراة الثالثة بين المنتخبين، إذ سبقا لهما أن التقيا في مناسبتين، الأولى وديا في يناير 1964 وانتهت بفوز الألمان بهدفين دون رد، قبل أن ترد الجزائر بفوز تاريخي بهدفين لواحد بمونديال إسبانيا 1982. وفي المباراة الثانية، تحلم نيجيريا الممثل الثاني للقارة الإفريقية بهذا الدور، بتفجير مفاجأة كبرى إذا نجحت في الإطاحة بالمنتخب الفرنسي، وذلك عندما يلتقيان بالعاصمة برازيليا على ملعب «ماراكانا» الشهير. وتحلم «النسور الخضراء» التي تأهلت بجدارة عقب احتلالها المركز الثاني خلف الأرجنتين، في تكرار إنجاز السنغال بمونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، لكي تطرد «الديوك» خارج المونديال وتبلغ دور الربع للمرة الأولى في تاريخها. بيد أن مهمة نيجيريا ليست سهلة، وإن كانت ممكنة عكس المباراة الأولى، ففرنسا التي تحاول نسيان نكستها بمونديال جنوب إفريقيا 2010، قدمت أداء مميزا رغم غياب نجمها فرانك ريبيري، لكن زميله كريم بنزيمة عوضه بامتياز. وتتمتع نيجيريا التي لاقت فرنسا قبل خمس سنوات في مباراة ودية انتهت لصالح «النسور» بهدف نظيف، بمجموعة من اللاعبين المميزين والقادرين على اختراق الدفاع الفرنسي، شريطة اللعب بشكل منظم والابتعاد عن الفنيات. أما فرنسا فستعتمد على الثاني الهجومي المكون من بنزيمة وأوليفيه جيرو اللذين تألقا أمام الهندوراس وسويسرا، حتى تتجنب أي مفاجأة وتضمن مقعدا بدور الثمانية، والذي ستواجه خلاله على الأرجح المنتخب الأرجنتيني.