إسبانيا وهولندا تستحضران نهائي جنوب إفريقيا 2010 ستستمد إسبانيا الثقة من ذكرى لحظات مجد عاشتها قبل أربع سنوات حين تبدأ مشوار الدفاع عن لقب كأس العالم لكرة القدم في مواجهة وصيفتها هولندا في سلفادور في البرازيل اليوم الجمعة في موقعة منتظرة في افتتاح منافسات المجموعة الثانية. وستخوض إسبانيا وهي أيضا بطلة أوروبا مرتين متتاليتين في 2008 و2012 النهائيات في البرازيل وفي تشكيلتها 16 لاعباً من التشكيلة التي ظفرت باللقب في جنوب أفريقيا 2010، وهو أكبر عدد على الإطلاق من اللاعبين يستمر ليدافع عن لقب كأس العالم ولا يزال معظمهم يذكر ما تعرضوا له من التحامات قوية أمام الهولنديين. ففي النهائي في جوهانسبرغ، هيمنت إسبانيا على الكرة وتعرضت لسيل من التدخلات الخشنة من دفاع هولندا القوي لكن المشجعين وهم يتدفقون على ملعب فونتي نوفا سيأملون في متابعة كرة قدم هجومية هذه المرة بوجود تشابي وأندريس انيستا وديفيد سيلفا أصحاب الأداء المهاري المميز مع إسبانيا في مواجهة قوة هولندا في الهجمات المرتدة من خلال آريين روبن وروبن فان بيرسي. وستتعزز تشكيلة إسبانيا التي يقودها المدرب المخضرم فيسنتي ديل بوسكي هذه المرة بوجود المهاجم دييجو كوستا برازيلي المولد وستبدأ المنافسات وهي مرشحة بارزة للفوز باللقب على أرض البرازيل، حيث سيجعل منها النجاح أول فريق أوروبي ينال اللقب في الأمريكتين. واستفادت إسبانيا كثيراً من وجود كوستا الذي يقع مسقط رأسه في لاجارتو في شمال شرق البرازيل والذي ستسافر أسرته لمسافة 350 كيلومتراً إلى سلفادور لمشاهدته أمام هولندا. فوجوده في التشكيلة الأساسية للإسبان سيضيف قيمة لفريق اعتاد اللعب بدون مهاجم صريح. وبزغ نجم كوستا في دوري الدرجة الأولى الإسباني في الموسم الماضي حيث سجل 36 هدفاً ليقود أتليتيكو مدريد لنيل اللقب. ورد كوستا بغضب على مزاعم صدرت عن لويس فيليبي سكولاري مدرب البرازيل بأنه عرض عليه فرصة اللعب مع بلده الأصلي في كأس العالم. ويؤكد كوستا أنه لم يتلق سوى العرض الإسباني. وسيقود كوستا تشكيلة مألوفة في سلفادور بوجود المدافعين سيزار أزبيليكويتا وسيرجيو راموس وجيرارد بيكي وجوردي ألبا أمام الحارس إيكر كاسياس. وهناك أيضاً خط الوسط المتحرك الذي يضم تشابي الونسو وسيرجيو بوسكيتس وسيلفا وتشابي وانييستا وكلهم سيساعدون كوستا على اختراق الفريق الهولندي الذي يعتمد بالأساس على الهجمات المرتدة. وثار جدل مطول حول خطط اللعب التي يطبقها المدرب الهولندي لويس فان جال خلال مسيرة فريقه نحو البطولة بعدما تخلى عن طريقة اللعب التقليدية 4-3-3 لصالح طريقة 5-3-2 بعد إصابة لاعب الوسط المحوري كيفن ستروتمان التي ستبعده لفترة طويلة عن الملاعب. وبينما دفع فان جال أيضاً بلاعبين صغار السن في فريقه فإن التشكيلة التي ستواجه إسبانيا ستضم كذلك لاعبين أصحاب خبرة على رأسهم ويسلي شنايدر الذي تجاوز أزمة سحب شارة القائد منه وتغيير وضعه في طريقة اللعب الجديدة ليقوم الآن بدور محوري في تمرير الكرات الحاسمة لروبن وفان بيرسي. وسيلعب شنايدر أمام زميله في خط الوسط نايجل دي يونج الذي حالفه الحظ ليتجنب الطرد خلال المباراة النهائية لكأس العالم بعد ضربة عنيفة ضد تشابي الونسو. وفي خط الوسط الهولندي سيشارك أيضاً يوناتان دي جوشمان لو تعافى من الإصابة. وسيقود رون فلار خط الدفاع المكون من الواعد دالي بليند وهو ابن داني بليند الذي سيصبح مدرباً لهولندا في 2016. وتمثل لياقة فان بيرسي وجاهزيته عنصراً محورياً في خطط فان جال. فقائد الفريق خاض موسماً متقلباً وبينما سبق له القول أنه لائق لخوض كأس العالم بعد سلسلة من الإصابات فإن القرار ليس نهائياً بعدما بدا في حالة غير جيدة خلال التدريبات.