منتخب الزاكي تقتنص فوزا عريضا أمام الموزمبيق ترك المنتخب الوطني خلال مواجهته نظيره الموزامبيقي (4-0) وديا الجمعة الماضي بملعب سان لويس بمدينة فارو البرتغالية، انطباعا جيدا وإيجابيا كانت من ورائه مجموعة طموحة تتشكل من عناصر شابة وواعدة تقنيا وبدنيا. وتعاقب على تسجيل أهداف النخبة المغربية كل من عمر القادوري (د 27) ويوسف العربي (د36 و87) وعاطف شحشوح (د71). ونجحت العناصر الوطنية في تقديم عرض مقنع أكدت من خلاله أنه لا خوف على مستقبل المنتخب الوطني المقبل على نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي سيحتضنها المغرب ما بين 17 يناير و8 فبراير 2015. وكان المنتخب الوطني في الموعد وقدم مستوى تقنيا وبدنيا جيدا تجاوب معه واستحسنه أعضاء الجالية المغربية المقيمة بالبرتغال التي جاءت لمؤازرة أسود الأطلس والتواقة لمعاينة منتخب بلادها حاضرا ومتألقا في مختلف الاستحقاقات الجهوية والقارية والدولية. وقد شكلت هذه المباراة، وهي الأولى من نوعها للإطار الوطني بادو الزاكي، محكا حقيقيا للوقوف على إمكانيات ومؤهلات الوجوه الجديدة، كما تكونت أيضا فكرة واضحة عن المجموعة التي قد تعتمد عليها مستقبلا. ويبقى الهدف من هذه المباراة التي قادها الإطار الوطني بادو الزاكي الذي تعاقدت معه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم ثاني مايو الجاري، تجريب أكبر عدد من اللاعبين وإعادتهم إلى أجواء التنافس، وكذا قياس مدى درجة الانسجام بينهم قبل أشهر من النهائيات. كما كانت هذه المباراة فرصة للمدرب للتتبع عن كثب عددا من اللاعبين الذين سيعول عليهم من أجل الدفاع عن الألوان الوطنية في نهائيات كأس إفريقيا التي عبر بادو الزاكي في عدة مناسبات عن نيته في الظفر باللقب. وقد انطلقت المباراة بإيقاع سريع وتبادل للهجمات السريعة والخاطفة، لكن دون أن تشكل أي خطورة على مرمى الحارسين المغربي كريم فكروش والموزامبيقي، قبل أن تنخفض وتيرتها بعد مرور الدقائق الخمس الأولى. وبدا الفريق المغربي الطرف الأفضل في النصف ساعة الأولى حيث أجاد الانتشار على رقعة الملعب وكان الأكثر احتكارا للكرة وأبان عن نزعته الهجومية وفرض أسلوب لعبه على المستطيل الأخضر. وأثمرت سيطرة اللاعبين المغاربة الميدانية هدف السبق في الدقيقة 29 بواسطة عمر القادوري الذي نجح في التخلص من ثلاثة مدافعين في منطقة العمليات ليسدد الكرة بقوة هزت شباك الحارس الموزمبيقي. وسعى الفريق المغربي جاهدا إلى مضاعفة الحصة فهدد مرمى منتخب موزمبيق في أكثر من مناسبة وخاصة بواسطة مبارك بوصوفة ويوسف العربي والمهدي كارسيلا الذين خلقوا الكثير من المتاعب لخط الدفاع الموزمبيقي. وبعد توقيعه الهدف الثاني بواسطة يوسف العربي بدأ الفريق المغربي يلعب باقتصاد وعمد إلى تحصين الدفاع وإحكام السيطرة على وسط الميدان مع القيام بين الفينة والأخرى بمرتدات هجومية خاطفة. في المقابل تحسن فيه أداء الفريق الموزمبيقي الذي حاول أكثر من مرة الوصول إلى شباك الحارس فكروش، لكن عملياتهم كانت تنقصها الفعالية والنجاعة. وكاد المنتخب المغربي أن يوقع الهدف الثالث في الأنفاس الأخيرة من الجولة الأولى بواسطة عصام عدوة الذي كان حظه عاثرا عندما ذهبت تسديدته القوية خارج المرمى لتنتهي هذه الجولة بامتياز لفائدة الفريق المغربي (2-0). ومع بداية الشوط الثاني دفع بادو الزاكي بكل من يونس بلهندة ومنير عبادي وزكرياء بركديش والاكتشاف الجديد عاطف شحشوح في محاولة لضخ دماء جديدة في شرايين النخبة الوطنية وهو ما تأتى خاصة بواسطة الأخير الذي أبدع وأمتع وتمكن من استمالة الجمهور المغربي الذي قابله بالتشجيع وسجل الهدف الثالث في الدقيقة 71. وإذا كان خط الهجوم والوسط قاما بدورهما على أكمل وجه بتواجد كل من عصام عدوة ومنير عبادي ومبارك بوصوفة ويوسف العربي وعمر القادوري، فإن خط الدفاع كان في المستوى واستعاد مع عودة العميد المهدي بنعطية الكثير من هدوئه واتزانه حيث كانت جل تدخلاته في محلها وحدت بشكل كبير من خطورة مهاجمي الفريق الخصم. ويبقى على النخبة الوطنية وخاصة الوجوه الجديدة، التي أبانت عن علو كعبها ومدى توفرها على إمكانات ومهارات تقنية وبدنية خلال هذا اللقاء الودي أن تؤكد جاهزيتها في المباريات القادمة وما يواكبها من صعوبة التأقلم مع أجواء وطقوس مغايرة لتلك التي يمارسون فيها بأوروبا.