تهم مجالات الفلاحة والسياحة والطاقة والمعادن والضرائب والتجارة والقطاع البنكي ترأس جلالة الملك محمد السادس، والرئيس الغيني ألفا كوندي، بداية الأسبوع الجاري، بكوناكري، مراسم التوقيع على 21 اتفاقية للتعاون بين المغرب وغينيا في مختلف الميادين. كما أجرى جلالته بقصر الأمم بكوناكري، مباحثات على انفراد مع الرئيس الغيني. وكان جلالة الملك قد حل في وقت سابق من نفس اليوم بغينيا، المحطة الثالثة من جولة إفريقية قادته إلى كل من مالي وكوت ديفوار، وستقوده، بعد غينيا، إلى الغابون. التوقيع على 21 اتفاقية للتعاون بين المغرب وغينيا تهم الاتفاقية الأولى تفادي الازدواج الضريبي والوقاية من التملص الضريبي في مجال الضرائب على الدخل، ووقعها عن الجانب المغربي وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، فيما وقعها عن الجانب الغيني وزير الدولة وزير الاقتصاد والمالية محمد دياري. أما الاتفاقية الثانية، التي وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش والرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، ووزيرة الفلاحة الغينية جاكلين مارث سلطان، فتتعلق ببرتوكول للتعاون بين وزارة الفلاحة الغينية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والمكتب الشريف للفوسفاط. ووقع أخنوش بمعية وزير الصيد وتربية الأسماك موسى كوندي وثيقة عبارة عن برتوكول اتفاق يقضي بتعزيز قدرات الموارد البشرية بوزارة الصيد وتربية الأسماك بجمهورية غينيا، كما وقع الوزيران أيضا برتوكول اتفاق حول الصيد البحري. أما الاتفاقية الخامسة بين المملكة وجمهورية غينيا حول إنجاز نقطتين للتفريغ بغينيا فوقعها أخنوش وبوسعيد وكوندي ودياري ومصطفى التراب باسم مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة و محمد بنشعبون الرئيس المدير العام لمجموعة البنك الشعبي المركزي. وتهم الاتفاقية السادسة التعاون في مجال الملاحة التجارية ووقعها وزير النقل والتجهيز واللوجستيك عزيز الرباح ووزير النقل الغيني أليو ديالو، اللذان وقعا أيضا، مذكرة تفاهم في مجال النقل البحري. ومن جهتهما، وقع مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي ومارك يومبوند وزير التجارة الغيني اتفاقية إطار للتعاون الصناعي والتجاري. أما الاتفاقية التاسعة، فتخص برنامجا تنفيذيا (2014-2017) لاتفاقية التعاون السياحي، ووقعها عن الجانب المغربي وزير السياحة لحسن حداد وعن الجانب الغيني وزير الفندقة والسياحة والصناعة التقليدية لوسيني كامارا. ووقع وزير المدينة وإعداد التراب إبراهيما بونغورا ووزير الدولة وزير الاقتصاد والمالية محمد دياري وأنس الصفريوي الرئيس المدير العام لمجموعة الضحى اتفاقية للتعاون بين الجمهورية الغينية ومجموعة الضحى لإنجاز مساكن اقتصادية، بينما وقع الوزير الغيني المنتدب المكلف بالغينيين في الخارج سانوسي بنطاما ساو ومحمد بنشعبون اتفاقية شراكة بين مجموعة البنك الشعبي المركزي والوزارة المذكورة. كما وقع بنشعبون ومحافظ البنك المركزي الغيني لونسيني نابي اتفاقية شراكة بين المؤسستين الماليتين، فيما وقع المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل العربي بن الشيخ والمدير العام لمكتب التكوين والإتقان المهني في غينيا محمد كيتا على برنامج تطبيقي للتعاون في ميدان التكوين المهني. ووقع المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي عبد الرحيم القدميري والمدير الوطني للتعليم العالي العمومي مومو بانغورا برتوكول اتفاق يتعلق بتسيير وتطوير المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات في غينيا، في حين وقع مدير الإدارة الجماعية لمؤسسة ( ميدز) فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير عمر اليازغي، والمدير العام للمقاولات الصغرى والمتوسطة ديان خليل سانغاري مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال المناطق الصناعية. ومن جهتها، وقعت أمينة بنخضراء المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن والمتصرف العام للشركة الغينية للتراث المعدني أحمد كانتي، برتوكول اتفاق بين المكتب والشركة، في حين وقع عبد العزيز أبارو الرئيس المدير العام لمجموعة مناجم وأحمد كانتي، اتفاقية إطار للتعاون في الميدان المعدني بين الشركة والمجموعة. ووقع علي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمنسق العام لشركة مياه غينيا، مامادو ديولدي ديالو، اتفاقية تعاون بين المكتب والشركة، كما وقع مع المنسق العام لشركة كهرباء غينيا السيد نافا توري اتفاقية عامة للتعاون بين المكتب والشركة. ووقع الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك محمد الكتاني ومحافظ البنك المركزي لغينيا لونسيني نابي اتفاقية للتعاون بين المؤسستين، فيما وقع محمد بنشعبون ونافا توري اتفاقية إطار للتعاون بين شركة كهرباء غينيا ومجموعة البنك الشعبي المركزي. إطلاق اسم جلالة المغفور له محمد الخامس على قصر الأمم بكوناكري وفي نفس السياق، أعلن الرئيس الغيني فخامة ألفا كوندي، أن قصر الأمم بالعاصمة كوناكري أصبح يحمل اسم جلالة المغفور له محمد الخامس. ففي خطاب ألقاه عقب حفل التوقيع على 21 اتفاقية للتعاون الثنائي،أكد الرئيس الغيني أن هذا القرار يأتي اعترافا بالدور الكبير الذي اضطلع به جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل تحرير ووحدة إفريقيا. وقال الرئيس الغيني، في خطابه أمام جلالة الملك والشخصيات التي حضرت مراسم التوقيع على الاتفاقيات « لقد اتفقنا على أن نطلق على هذا القصر اسم شخصية إفريقية بارزة لعبت دورا كبيرا في تحرير ووحدة القارة» الإفريقية . ساكنة العاصمة الغينية تخصص استقبالا حارا لجلالة الملك من جانب آخر، خصصت ساكنة العاصمة الغينية كوناكري لجلالة الملك محمد السادس، استقبالا حارا وحماسيا كان في مستوى حدث هذه الزيارة التاريخية، وعكس بحق متانة وشائج الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع شعبي البلدين منذ عهد جلالة المغفور له محمد الخامس والرئيس الراحل أحمد سيكو توري. فقد خرجت الجماهير الغفيرة من ساكنة كوناكري لاستقبال جلالة الملك الذي يحرص، أشد ما يكون الحرص، على تطوير علاقات المغرب مع عمقه الإفريقي، وترسيخ روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعب المغربي بشعوب القارة. وقد رفعت الأعلام المغربية والغينية في مختلف شوارع العاصمة كوناكري وكذا صور جلالة الملك وفخامة الرئيس الفا كوندي بمناسبة الزيارة الملكية، التي يعتبرها الغينيون حدثا تاريخيا، لكونها أول زيارة يقوم بها عاهل مغربي لغينيا الشقيقة. فانطلاقا من مطار كوناكري غبيسيا الدولي، تجمعت حشود غفيرة من مختلف الأعمار، ضمنها أفراد الجالية المغربية، جاءت لاستقبال جلالة الملك والترحيب به في هذا البلد الغرب إفريقي، الذي تجمعه بالمغرب علاقات نموذجية ومميزة، والتعبير عن مشاعر الامتنان والعرفان لجلالته على مختلف المبادرات التضامنية التي اتخذتها المملكة إزاء عدد من دول القارة ومنها غينيا. وقد تجلى هذا الجو الاحتفالي والحماسي الفياض في الشعارات التي كان يرددها المحتشدون على جنبات الطريق الذي يربط بين المطار ومقر إقامة جلالة الملك من قبيل»مرحبا بصاحب الجلالة الملك محمد السادس» و»عاشت الصداقة الغينية المغربية و»يحيى التعاون الغيني المغربي»، وهي الشعارات التي كانت ممزوجة بأهازيج وأناشيد أدتها فرق فلكلورية محلية.