أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي، أن المغرب يعتزم خلال الدورة العاشرة لمنتدى الأممالمتحدة حول الغابات، الذي تحتضنه اسطنبول من 8 إلى 19 أبريل الجاري، التأكيد على عدد من الرسائل أهمها ضرورة أخذ أهمية عامل الوقت في الاعتبار عند تبني المبادرات الرامية إلى المحافظة على جميع أنواع الغابات في العالم، واعتماد رؤية متعددة القطاعات في المحافظة على الغابات. وأوضح الحافي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المنتدى، أن المغرب يحتل موقعا وسطا بين الغابات الشمالية والاستوائية التي تعد خزانا مهما على جميع الأصعدة (التنوع، والكربون، والخشب ...)، مبرزا الأهمية التي يحظى بها هذان النوعان من الغابات لدى المجتمع الدولي. وأكد أن هذا المنتدى، الذي ينعقد لأول مرة خارج مقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، سيركز بوجه خاص على الجانب المتعدد القطاعات، مضيفا أنه لم يعد من الممكن تدبير الغابات دون تدبير كل شيء ضمنها وحولها، مثل المياه ومكافحة الفقر والبنية التحتية الأساسية.واعتبر المندوب السامي، الذي يمثل المغرب في هذا الاجتماع الدولي المنعقد حول موضوع «الغابات والتنمية الاقتصادية»، أن «إدماج الجانب المتعدد القطاعات يعد أمرا أساسيا». وشدد الحافي أيضا على أهمية عامل الوقت في تدبير الغابات في جميع أنحاء العالم، مؤكدا على ضرورة التحرك بسرعة وبشكل مكثف، لأن الوقت في مجال المحافظة على الغابات أصبح «حاجة ملحة أكثر من ذي قبل». وفي ما يتعلق بالجانب المالي، الذي يشكل «قطب رحى المعركة» في تدبير الغابات في العالم، أشار الحافي إلى أنه من المتوقع إنشاء صندوق أخضر بقيمة 100 مليار دولار، سيوجه لمعالجة الجوانب المرتبطة بالتكيف مع تغير المناخ. وأبرز المندوب السامي الصعوبات التي تواجه جمع الأموال وخاصة في هذا الوقت الذي يعيش فيه العالم على وقع الأزمة الاقتصادية والمالية، موضحا أن عددا من الدول مثل مجموعة «ال77 + الصين» والبلدان الإفريقية تساند إنشاء صندوق مخصص للمحافظة على الغابات، فيما لا تحظى هذه الفكرة بالضرورة بتأييد الدول المانحة، التي تدعو إلى استخدام الأموال والآليات القائمة داخل المنظمات الدولية المختلفة. وأضاف أن حل هذا الوضع يكمن في الجمع بين الموقفين، من جهة استخدام الأموال والآليات القائمة وتبسيط الإجراءات، ومن جهة أخرى، تعبئة المزيد من الأموال من أجل المحافظة على الغابات التي تشكل حاليا تحديا كبيرا أمام المجتمع الدولي.وقال الحافي، الذي لا يرجح اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة في الدورة العاشرة لمنتدى الأممالمتحدة حول الغابات، إن «هذه الأفكار هي في طور النضوج»، مضيفا أن هذه الدورة تعد «اجتماعا تحضيريا وخطوة أساسية في هذه المرحلة». وأشار إلى أن هذه الدورة تركز أساسا على مرحلة ما بعد 2015، مسلطا الضوء على الدور النشيط الذي يضطلع به المغرب في كل النقاشات الدولية والإقليمية التي تعنى بقضايا البيئة.وذكر الحافي أن المغرب يحضر بصفة مراقب في الاجتماعات الرئيسية حول أحواض الغابات الاستوائية وقمم الغابات الأوروبية. كما يحضر في جميع النقاشات الإقليمية تهم الغابات المتوسطية. وقال إن المغرب يتموقع دوما في «الخطوط الأمامية في ما يتعلق بمختلف الإشكالات التي تواجه الغابة، سواء في مكافحة الحرائق، أو مكافحة ظاهرة اقتلاع الأشجار، وتثمين السياحة البيئية، وخلق الموارد البديلة..». وعلى الصعيد الوطني، أوضح الحافي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد مبادرة رئيسية تدمج جميع المشاكل التي تعاني منها الغابات، مضيفا أن هذه المبادرة تضع الإنسان في صلب النقاش سواء من خلال خلق مصادر دخل بديلة، أو إحداث أنشطة للتعاونيات والجمعيات وجميع أشكال الاقتصاد التضامني. يذكر أن أشغال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى الذي انطلق الاثنين الماضي بإسطنبول، تميزت بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية و هونغبو علاوة على أكثر من 50 وزيرا ومسؤولا ساميا. وبحسب بيان لمنظمة الأممالمتحدة، فإن هذا المنتدى الذي يروم بالأساس تعزيز التدابير الهادفة إلى تعبئة المزيد من الموارد المالية لفائدة الغابات، يعد الهيئة البين- حكومية الوحيدة التي توفر أرضية شاملة لبلورة سياسات وإرساء التعاون بشأن مختلف القضايا المتعلقة بالغابات، مضيفا أن عددا من البلدان توصلت في هذا الإطار إلى اتفاقات بشأن التقليص من ظاهرة قطع الأشجار وتوفير سبل العيش المستدام والحد من الفقر بالنسبة للساكنة التي تعتمد في مصدر رزقها على الانتفاع من الثروة الغابوية.