سؤال الذات في الكتابة الشعرية نظم فرع اتحاد كتاب المغرب ببني ملال والفقيه بن صالح ، بتعاون مع مديرية وزارة الثقافة بجهة تادلا أزيلال مؤخرا، احتفالية باليوم العالمي للشعر،على مدار يومين. توزعت مؤسسات تربوية بمدينة الفقيه بن صالح الحدث بحضور شعراء مغاربة إلى مؤسسات تربوية تعليمية. فثانوية ابن خلدون الإعدادية ، كانت على موعد مع شاعرين وهما نزار كربوط وفتح الله بوعزة على الساعة الثالثة بعد الزوال ، بقاعة الندوات. فبعد الكلمة التأطيرية للأستاذ برناكي البوعزاوي في دلالة الاحتفاء بالشعر باعتباره ضرورة نشأت مع الإنسان كقيم جوهرية. وبالتالي، فالشعر تعبيرات جمالية وتخييلية عديدة ومتنوعة. في هذا السياق ، تقدم الأستاذ محجوب عرفاوي بورقة نقدية في ديوان « قاب كأسين من ريحه « للشاعر فتح الله بوعزة ، مبرزا تيمات هذه المجموعة غير المفارقة للواقع والحياة عبر لغة رائقة. وهي معطيات تؤكد شعرية هذه المجموعة كلبنة تنضاف للمتن الشعري المغربي والعربي على حد تعبير العارض . وفي المقابل ، عرض الأستاذ عبد الغني فوزي تجربة الشاعر نزار كربوط للحضور كصوت جميل وعميق نحت اسمه بهدوء ، مبرزا العارض بعض خصائص شعرية أعماله الشعرية في ديوانيه « رماد عاشق « و « أحمري يبتلعه السواد « ، المتمثلة في حضور الذات اللافت ، ولكن بالمعنى الشعري ، إضافة إلى شعرنة التفاصيل في أفق رؤيوي. وبعد ذلك انهمر مطر الشعر في القاعة عبر قراءات شعرية للشعراء الحاضرين : نزار كربوط ، فتح الله بوعزة ، عبد الغني فوزي ، صالح لبريني ، أحمد البهيشاوي ؛ في نبرات وصيغ جمالية متنوعة . في نفس اليوم، وعلى الساعة السابعة ، نظمت ثلاثة لقاءات بالتوازي . اللقاء الأول بثاتوية التغناري التأهيلية ، بقاعة العروض ، تضمن قراءات شعرية بالتتالي عبر الخيط الرابط للأستاذ سعيد الحاجي بين القراءات الشعرية مع الشعراء صالح لبريني ، عبد الغني فوزي وأحمد البهيشاوي . هذا فضلا عن أصوات واعدة من صفوف التلاميذ . وفي المقابل ، تخللت اللقاء مقاطع موسيقية رائقة من إعداد الفنان أحمد قرقوري . أما اللقاء الثاني ، وبنفس التوقيت ؛ فكان في ثانوية بئرانزران التي عرفت قراءات مع الشعراء عبد الله بن ناجي، عبد الحفيظ المريح، فتح الله بوعزة، هذا فضلا عن قراءات لطاقات واعدة من صفوف التلاميذ. كما تخللت القراءات أسئلة حوارية موجهة للشعراء المشاركين من إعداد الأستاذ نجيب عبد اللطيف . مما أضفى عمقا وجمالية أدت إلى استساغة طول اللقاء . وأخيرا، اللقاء الثالث وبنفس التوقيت, بدار الطالب والطالبة بالفقيه بن صالح، حيث كانت اللحظة مفتوحة مع الشاعرة المغربية أمال الرحماوي التي قدمها للحضور الروائي عبد الله عدالي بكلمة جميلة لماحة للشعر ودلالاته العديدة والمتشابكة ، مبرزا ذلك بمتون شعرية لشعراء مغاربة . وبعد ذلك أتحفت الشاعرة آمال الرحماوي الحضور بقراءات شعرية . هذا فضلا عن أصوات واعدة. وفي آخر اللقاء ، تم توزيع جوائز تقديرية على التلاميذ المتفوقين في مساراتهم الدراسية. وفي صباح السبت ، وعلى الساعة العاشرة ، كان الحضور بثانوية التغناري على موعد مع أوراق نقدية في « سؤال الذات في الكتابة الشعرية « . في هذا المحور تناول الأستاذ عرفاوي تجليات الذات في الكتابة الشعرية كمظاهر نفسية ومعرفية وكذا لغوبة ، مبرزا ذلك من خلال شواهد ومتون شعرية . وركز الشاعر صالح لبريني على ميسم الذات في « فروسية»الشاعر أحمد المجاطي ، محددا تذويت الواقع بشكل مأساوي غنائي في تجربة هذا الشاعر الفريدة. أما الشاعر أحمد البهيشاوي فجسد علاقته بالكتابة الشعرية ، مبرزا أن الذات بؤرة الكتابة . فتتخذ الذات مظاهر عدة في إحالة على مراجع تشكل التجربة الشعرية . وفي المساء من نفس اليوم ، على الساعة الخامسة بعد الزوال ، اجتمع الشعراء في أمسية شعرية كبرى بدار الطالب بالفقيه بن صالح ، فتعددت القراءات بالتناوب بكامل الديمقراطية الشعرية على المنبر الشعري أسماء شعرية وهي : ريحانة بشير ، نزار كربوط ، إبراهيم قازو، صالح لبريني، أحمد البهيشاوي، عبد الله بن ناجي، آمال الرحماوي، عبد الحفيظ المريح، خديجة شاكر، عبد الغني فوزي، قاسم لوباي. فكان الإدهاش سيد الموقف، من خلال نبرات وصيغ جمالية متعددة ومتنوعة في الكتابة والإلقاء. إلى جانب فواصل موسيقية أخاذة مع الفنان أحمد قرقوري ، صحبة أصوات ثرة. وفي الصميم كان القاص عبد الواحد كفيح منشط اللقاء ماطرا بدوره، من خلال تعليقات خفيفة وظريفة تعلي من السقف بحكمة . وفي الحصيلة ، تحول اليوم العالمي للشعر بالفقيه بن صالح إلى شبه حدث ثقافي تردد صداه ، وذهب دبيبه في المسالك اليومية، ولو المتصلبة منها . والفضل أولا وأخيرا للشعر وحده الذي بإمكانه أن يطلع عبر بروقه كسلطة بالمعنى الرمزي والعميق للكلمة. والبقية تأتي. * شاعر مغربي