الريال يتخطى «المان» ويواصل الزحف نحو «ويمبلي» يمر نادي ريال مدريد الإسباني بفترة زاهية مؤخرا، بعدما تفوق على غريمه برشلونة في مناسبتين متتاليتين الأسبوع المنصرم، حيث نجح أول أمس الثلاثاء في قلب تأخره بهدف إلى فوز مستحق بهدفين لواحد أمام نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي هو الأول على ملعب «الأولترافورد» ضمن منافسات دور الستة عشر من دور أبطال أوروبا. وتأهل النادي الملكي الذي يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب بالمسابقة (9 مرات)، ويحلم بالكأس العاشرة والأولى منذ 2002، إلى دور الربع بعدما فاز ب (3-2) في مجموع المباراتين، حيث انتهى لقاء الذهاب بين المارد الأبيض والشياطين الحمر بملعب «سانتياغو بيرنابيو» بالتعادل الإيجابي (1-1). ولعب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو دورا حاسما في قيادة المرينغي إلى إقصاء ناديه السابق، حيث ظهر رونالدو للمرة الأولى بمسرح الأحلام للمرة الأولى منذ 2009 عندما انتقل لنادي العاصمة الإسبانية، وسجل «صاورخ ماديرا» هدف الانتصار دون أن يحتفل بهدفه بروح رياضية عالية. وتعود آخر مواجهة بين الفريقين إلى ربع نهائي 2003، عندما ودع مانشستر يونايتد المسابقة على يد المرينغي الذي فاز على أرضه (3-1)، وخسر بمانشستر (4-3) في مباراة عرفت تألق الظاهرة البرازيلية رونالدو، لكنها لم تكن كافية ل «الشياطين الحمر». وكرست مباراة القمة تفوقا واضحا للمدير الفني البرتغالي جوزي مورينيو على نظيره الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون، حيث أن الأخير لم يفز في مواجهاته السابقة مع مورينيو سوى في مناسبتين، علما أن «السبيشل وان» يحلم بأن يكون أول مدرب يحرز الكأس الأوروبية مع ثلاثة أندية مختلفة. وفضل المدرب الاسكتلندي الاحتفاظ بنجم الفريق واين روني على مقاعد البدلاء، وأقحم الويلزي راين غيغز الذي بلغ مباراته الألف مع «الشياطين الحمر» منذ البداية، فيما استبدل مورينيو الفرنسي كريم بنزيمة بالأرجنتيني غونزالو هيغوايين وفضل الفرنسي فاران على حساب مواطنه بيبي. وبدأ مانشستر يونايتد المباراة بقوة باحثا عن تأمين النتيجة، حيث ارتدت كرة المدافع الصربي فيديتش من القائم الأيسر إثر ركنية لغيغز، وواصل «المان» ضغطه على مرمى الريال في العشرين الدقيقة الأولى، بينما انتظر رفاق رونالدو إلى الدقيقة 32 ليهدد هيغوايين مرمى الحارس الإسباني دي خيا الذي أبعدها للركنية. وتحصل متصدر الدوري الممتاز على فرصة أخرى، غير أن الحارس ديغو لوبيز تصدى على دفعتين لتسديدة الهولندي روبن فان بيرسي الذي استغل سوء تغطية من الدفاع المدريدي، ثم متابعة ويلبيك التي أثمرت ركنية كاد فيديتش أن يضعها في الشباك، بيد أنها علت قائم لوبيز بقليل، علما أن النادي الملكي سيفقد خدمات الجناح أنخيل دي ماريا بسبب الإصابة ليحل البرازيلي كاكا بديلا له. وبعد 3 نقاط فقط من بداية الشوط الثاني، تمكن أصحاب الأرض من التقدم في النتيجة وأصبحوا الأقرب للتأهل لدور الربع، بعدما استغلوا ارتباكا في منطقة جزاء الريال، لتجد الكرة في النهاية قدم المدافع الإسباني سيرخيو راموس ثم إلى الشباك، قبل أن يتلقى «الشياطين الحمر» صفعة قوية بطرد البرتغالي ناني (56)، عقب إصابته لأربيلوا في الصدر في قرار لم يرض الكثيرين. وبعد هذا الطرد الذي غير مجرى اللقاء، بدأ لاعبو الريال في التحرك بشكل أكبر واستغلال النقص العددي ل «المان»، حيث جاء الفرج من البديل الكرواتي لوكا مودريتش الذي شكل دخوله دعما كبيرا لخط الوسط، وأطلق تسديدة صاورخية بيمناه اصطدمت بالقائم الأيسر للحارس دي خيا قبل أن تسكن الشباك (66). ورفع الهدف معنويات أبناء مورينيو للبحث عن هدف آخر، وهو ما تأتى لنادي العاصمة الإسبانية في الدقيقة (69)، عندما قام هيغوايين والألماني مسعود أوزيل بلعبة «واحد اثنين»، ليمرر الأول كرة زاحفة وجدت رونالدو الذي أودعها الشباك بهدوء، لكنه فرض احترام الجميع له عندما رفض الاحتفال بالهدف، وأبان من عن روح رياضية عالية واحترامه للجماهير الإنجليزية. وقام السير أليكس فيرغسون بعدة تغييرات للضغط على الريال، بيد أن جهوده باءت بالفشل بالرغم من الفرص السانحة التي أتيحت ل «الشياطين الحمر»، إلا أن الحارس ديغو لوبيز والدفاع المدريدي تصديا لها، ليعلن الحكم التركي جونيت شاكير نهاية المباراة بتخطي ريال مدريد عقبة مانشستر يونايتد والمرور لدور الربع في رحلة الوصول إلى المباراة النهائية بملعب «ويمبلي» الشهير.