مقاربة التجربة الشعرية لدى محمد الميموني مدينة شفشاون الواقعة وسط جبال شامخة، وتزفها مياه عين رأس الماء الرقراقة، العذبة، استطاعت على مدى قرون أن تعيش ربيعا شعريا وعرسا إبداعيا لاينتهي، سواء عبر صفحات الخيال أو الواقع،لأنها ألهمت شعراء ومتصوفة وفنانين ومفكرين وسياسيين، ومن هنا تعد هذه المدينة الأندلسية من أجمل المدن المغربية، وقد استحقت عن استحقاق لقب غرناطة الصغيرة. المتتبع لنبضاتها، سيجدها تستعد في الفترة الحالية لاحتضان الدورة السابعة والعشرين للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث، وذلك يومي: السبت 14والأحد 15 يوليوز الجاري، هذا المهرجان السنوي الذي تأسس منذ بداية الستينيات من القرن الماضي، تحرص على تنظيمه بانتظام جمعية أصدقاء المعتمد، وقد اختير لهذه الدورة محور: "التجربة الشعرية عند محمد الميموني"، وبذلك سيطرح على مائدة النقاش في ندوة نقدية يشارك فيها عدد من النقاد المسار الشعري عند محمد الميموني، في دراسة لمنجزه الشعري، باعتباره أحد رواد القصيدة المغربية. ومن جهة أخرى يذكر أن جمعية أصدقاء المعتمد تنظم هذه الدورة، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المندوبية الإقليمية للثقافة بشفشاون ومجلس جهة طنجةتطوان وعمالة إقليمشفشاون والجماعة الحضرية بشفشاون. أما الجديد الذي تحمله الدورة الحالية للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث، بعد أن تم تأسيس إدارة للمهرجان إلى جانب هيأة استشارية مهمتهما الإعداد للمهرجان بشكل احترافي ومهني، وبذلك فالمهرجان وجه الدعوة إلى أسماء شعرية مغربية بارزة في المشهد الشعري، وقد استجابت هذه الأسماء للدعوة بكل أريحية. من جهة أخرى، لأول مرة يستضيف المهرجان شعراء يكتبون بالأمازيغية وينحدرون من الريف الغربي، هذا إلى جانب استضافة جمعية أصدقاء المعتمد لشعراء مغاربيين من تونس والجزائر، كما أفردت مساحة مهمة للشعراء الشباب والأسماء الجديدة. وعموما تتميز فقرات المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون بالتنوع وبنكهة مغايرة، هذا ما أكده مصدر من إدارة المهرجان، وبذلك قد يلاحظ المتتبع التغيير الملموس الذي ينحو نحو التجدد، وحسب ذات المصدر، "لأن ذلك من شأنه أن يجدد المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون عبر تقديم فقرات في حلة جديدة وبروح إبداعية تتماشى مع حاجيات المتلقي والجمهور الذي يحج إلى فضاء القصبة من أجل الاستماع والاستمتاع بالشعر." هذا ويذكر أن المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون يعد عرسا شعريا بامتياز، إذ أسس لتقاليد ثقافية إبداعية رفيعة، قلما نجدها في لقاءات ثقافية أخرى، حيث يعتبر هذا المهرجان فرصة نادرة في المغرب الثقافي لاحتضان تجارب شعرية من مختلف الحساسيات والتيارات الشعرية، ومن خلال المهرجان الوطني للشعر المغربي عُرفت مدينة شفشاون، وصار لها صيت وحضور بارز في الساحة الثقافية المغربية والدولية، لتستقطب عشاق الشعر ومريديه على مدار السنة، وقد كان الفضل في ذلك لجمعية أصدقاء المعتمد في اختياراتها الوازنة لأنشطة متميزة تنسجم مع اختياراتها ومع طرحها لأسئلة آنية تتماشى وتستجيب لتطلعات المثقفين. ويشتمل البرنامج على قراءات شعرية بمساهمة: عبد الكريم الطبال، بوزيد حرز الله، محمد الميموني، وفاء العمراني،المهدي أخريف، حسن الوزاني، محمود عبدالغني، خالد الريسوني، صباح الدبي، ادريس علوش، يحيى عمارة، عبدالرحيم فوزي، محمد عنيبة الحمري، أمينة المريني، فاطمة بنمحمود،أحمد بنميمون،ياسين عدنان، رجاء الطالبي،محمد بودويك، الزبير الخياط، محمد بشكار، إكرام عبدي،عبدالرحيم الخصار، محمد أحمد بنيس، نجاة الزباير، جمال الموساوي، محمد المسعودي، ثريا القاضي، محمد علي الرباوي، لميس سعيدي، محمد عرش، ايمان الخطابي، عبدالحق بن رحمون، مصطفى بدوي، ،جمال أزراغيد، مخلص الصغير، فاطمة الزهراء بنيس، محمد بنيعقوب، عبدالله المتقي، عبدالجواد الخنيفي،عبدالسلام مصباح، عزالدين الماعزي، سعيد السوقايلي، مصطفى ملح، كمال أخلاقي،أحمد العمراوي، أمل الأخضر،سعد البازي، عبداللطيف الوراري، محمد حجي محمد، عبدالله الهامل، سعيد موساوي، عمر العسري، محسن أخريف، نعيمة فنو، جلال كندالي،علية الادريسي، محمد أنوار محمد. وندوة نقدية في محور: "التجربة الشعرية عند محمد الميموني" بمشاركة: نجيب العوفي، محمد معتصم، أحمد العمراوي، عبدالكريم الطبال، عبدالله شريق، عبدالعزيز بومسهولي، محمد بودويك، يحيى عمارة، عبداللطيف الوراري، محمد المسعودي،عمر العسري. وستكون القراءات الشعرية التي ستحتضنها حدائق القصبة، في مجاورة مع موسيقى رفيعة، في عزف على البيانو للفنانة سعاد أنقار، كما ستكون لحظات يوقع فيها الشعراء دواوينهم الشعرية الصادرة حديثا، وهي فرصة يلتقي فيها الشعراء مع قرائهم ومحبيهم.