مسؤول عمليات حفظ السلام: سوريا الآن تشهد حربا أهلية استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن، أمس الأربعاء، التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، واصفا إياه بأنه ليس الطريق الصحيح لحل الأزمة. جاء ذلك بعد ساعات على تصريحات لقائد عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة، قال فيها إن البلاد دخلت في حرب أهلية. وصرح راسموسن، "لا توجد أي خطط حاليا" للقيام بعملية لحلف الأطلسي في سوريا، واصفا فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق بشأن وسائل زيادة الضغط على دمشق بأنه "خطأ جسيم". وتعهد راسموسن بعدم التخلي عن أفغانستان، في وقت بدأت القوات الأجنبية انسحابها التدريجي من البلاد. وقال في مؤتمر بنادي الصحافة في العاصمة الأسترالية كانبيرا "لن نتخلى عن أفغانستان، ولن نخلف وراءنا فراغا أمنيا". وكان مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة ايرفيه لادسو، اعتبر أن سوريا تشهد "حرباً أهلية"، مؤكداً أن "الحكومة السورية فقدت السيطرة على أنحاء واسعة من أراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها". ومن جانبها، أكدت متحدثة باسم الأممالمتحدة سوزان غوشة، أن حشوداً غاضبة قذفت المراقبين الدوليين في سوريا بالحجارة والقضبان الحديدية أول أمس الثلاثاء، أثناء محاولتهم الوصول إلى بلدة الحفة وأجبرتهم على العودة. وأضافت غوشة في بيان لها، أن ثلاث سيارات تابعة للمنظمة الدولية تعرضت لإطلاق النار لدى مغادرتها منطقة الحفة باتجاه إدلب، مشيرة إلى أن "مصدر إطلاق النار لا يزال غير واضح". وكان سكان الحفة في اللاذقية قد وجهوا نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات النظام. وأوضح ناشطون أنه لا يمكن الوصول إلى الجرحى في الحفة جراء اشتداد وتواصل القصف عليها، كما تحدث ناشطون عن نقص مُريع للمواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للنظام. وقد عمدت فرق من الشبيحة إلى حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار على الحفة. وسياسياً، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى السماح للمراقبين بالدخول إلى مدينة الحفة السورية، حيث تحدثت المعلومات عن تعرضها لقصف مكثف، وأعرب عن قلقه مما دعاه "تكثيفا خطيرا" للنزاع في سوريا. وقال مون في بيان نشره مكتبه إن "عمليات عسكرية مكثفة" قامت بها القوات الحكومية ضد مدينة حمص، وإن مروحيات قصفت مدنا أخرى، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعربت واشنطن عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين إن "الولاياتالمتحدة تنضم إلى (الموفد الدولي) كوفي عنان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة". وأضافت نولاند: "نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة: المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسؤولة عن الجرائم ضد الإنسانية، وستحاسبون جميعا عن أعمالكم". لكنها استبعدت مجددا تدخلا عسكريا أمريكيا في سوريا، وقالت: "نحن قلقون من أن يؤدي تدخل قوات أجنبية في هذا النزاع الذي يكاد يصبح حربا أهلية، كما يقول الجميع، إلى تحويله حربا بالوكالة". وفي غضون ذلك، كشف تقرير للأمم المتحدة أن القوات السورية عذبت أطفالا في سن الثامنة وأعدمتهم واستخدمتهم "دروعا بشرية" خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التقرير كشف عن واحدة من "انتهاكات عديدة خطيرة" في حق الأطفال. وقد أدرجت المنظمة الدولية الحكومة السورية في قائمتها "السوداء" السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها الأطفال للقتل أوالتعذيب أويرغمون على القتال، واعتبرتها من أسوأ تلك الدول. وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الأطفال الذين قتلوا هناك بنحو 1200، وذلك منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 15 شهرا. وفي وصفها للاعتداءات على الأطفال، قالت ممثلة الأممالمتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي لوكالة "فرانس برس" قبل نشر التقرير إنه "نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية". وجاء في التقرير الذي نشر أول أمس الثلاثاء أن الأطفال "استخدموا من قبل الجنود وعناصر المليشيات دروعا بشرية فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة".