يبحث الفريق الوطني لكرة القدم اليوم السبت، بداية من الساعة التاسعة ليلا، خلال مباراته المرتقبة أمام منتخب الكوت ديفوار بالملعب الجديد بمراكش، على أمرين عن تدارك خيبة البداية أمام غامبيا، وتحقيق الفوز لأول مرة منذ 18 سنة، وذلك برسم الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014. وستكون المواجهة أمام رفاق ديديه دروغبا صعبة للعناصر الوطنية التي تدرك حجم المهمة الملقاة على عاتقها، بعد التعادل المخيب لطموحات الجماهير المغربية أمام غامبيا، والتي قد تنتظر لأربع سنوات إضافية لرؤية منتخبها بالمونديال، حيث أن أي نتيجة غير الانتصار ل «أسود الأطلس» ستعني بدء حلم المنافسة على تأشيرة العبور إلى المونديال في الاندثار. وسيجد الناخب الوطني إيريك غيريتس نفسه مضطرا إلى إجراء عدة تعديلات على التشكيلة، عقب الإصابات التي طالت عددا من لاعبيه وكان آخرهم عادل هرماش، لينضاف إلى لائحة طويلة من المصابين ضمن كتيبة الأسود، وهو ما يعني أن غيريتس مطالب بإيجاد بدائل مناسبة تفاديا للأخطاء القاتلة أمام المصنف أولا إفريقيا. ويعي غيريتس أن خسارته لهاته المباراة ستعني خروجه صاغرا من الفريق الوطني، بعدما لم ينجح في إقناع المغاربة بمؤهلاته كمدرب قادر على إعادة الهيبة ل «أسود الأطلس»، وسط أنباء عادت لتربطه بعودة مرتقبة لنادي الهلال السعودي، كما يدرك أن فوزه على المنتخب الإيفواري سيخفت من حدة الانتقادات الموجهة له في الآونة الأخيرة. ولا يسود الشارع المغربي تفاؤل حول قدرة الأسود على تجاوز الكوت ديفوار، والتي تتمتع بمجموعة من المحترفين بكريات الأندية الأوروبية، ويتمتعون بفعالية أكثر ومهارات تفوق مهارات اللاعبين المغاربة، خاصة أن العناصر الوطنية لم تستطع التفوق على الغامبيين الذين يملكون مهارات جد متواضعة مقارنة ب «الأفيال». وسيتمكن «أسود الأطلس» في حالة الانتصار من انتزاع صدارة المجموعة والحفاظ على حظوظهم في منافسة المنتخب الإيفواري، والذي يبحث عن التأهل لنهائيات المونديال للمرة الثالثة على التوالي بعد مونديال ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010، إذ سيرفع رفاق الحسين خرجة رصيده إلى أربع نقاط مقابل ثلاثة للإيفواريين. في المقابل، فإن منتخب «الفيلة» يتمتع بأفضلية نسبية نظرا لتوازن أدائه في السنوات الأخيرة، وتمكن من نسيان ضياعه اللقب الإفريقي مطلع السنة أمام منتخب زامبيا، واستهل مشواره في التصفيات المونديالية بفوز سهل على المنتخب التنزاني بهدفين نظيفين، ليتربعوا على صدارة المجموعة الثالثة برصيد 3 نقاط مقابل نقطة واحدة للمغرب الثاني وغامبيا الثالثة. ورفض المدرب الفرنسي صبري لموشي أن يقلل من قيمة المنتخب الوطني، رغم تأكيده أنه قدم إلى المغرب لانتزاع نقاط المباراة، وسيعول لموشي على مجموعة متكاملة من اللاعبين وممزوجة بين الخبرة والشباب، يتقدمهم ديديه دروغيا ويايا توري وجيرفينيو وسلمان كالو، لاختراق الدفاع المغربي الذي سيعاني كثير لإيقاف زحف «الفيلة». وبالرجوع لتاريخ مواجهات المنتخبين الوطني ونظيره الإيفواري، فإن المباراة بين «أسود الأطلس» و»الفيلة» لا تبعث على الارتياح من الجانب المغربي، والذي يحتاج إلى تحقيق الانتصار بأي طريقة للحفاظ على آماله في المنافسة على بطاقة التأهل للدور النهائي من التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل. وستبحث كتيبة الأسود عن فوزهم الأول الذي يعود إلى سنة 1994، إذ خلال 12 مواجهة بين الطرفين، لم ينجح المنتخب الوطني في الإجهاز على «الفيلة» إلا في 3 مناسبات، بينما تمكن الإيفواريون من ترويض الأسود في 5 مناسبات مقابل 4 تعادلات، علما بأن آخر مواجهة بينهما آلت لصالح المنتخب الإيفواري بهدف نظيف سجله ديديه دروغبا.