بعد الفوز الثمين 0-1 الذي حققه الفريق على المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي وتأهله إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للمرة الأولى، أدار المنتخب الأسباني لكرة القدم بصره وتفكيره إلى المنتخب الهولندي الذي يلتقيه يوم غد الأحد في المباراة النهائية لمونديال 2010 المقام حاليا بجنوب أفريقيا. ولم يستطع المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني أن يخفي ابتسامته وسعادته لدى حديثه إلى الصحفيين بعدما شاهد فريقه يتغلب على المنتخب الألماني مجددا بفضل أسلوب التمرير المتقن والرائع الذي يتسم به أداء الماتادور الأسباني. وبفوز المنتخب الأسباني وتأهله إلى النهائي أمام هولندا يوم غد الأحد على استاد «سوكر سيتي» في جوهانسبرج تأكد تتويج بطل جديد لكأس العالم حيث لم يسبق لأي من المنتخبين الأسباني أو الهولندي الفوز بلقب البطولة. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فريقان للنهائي لم يسبق لهما الفوز باللقب منذ أن تأهل المنتخبان الأرجنتيني والهولندي لنهائي مونديال 1978 بالأرجنتين وسيكون النهائي أوروبيا خالصا للبطولة الثانية على التوالي حيث جمع نهائي مونديال 2006 بألمانيا بين منتخبي إيطاليا وفرنسا. وبغض النظر عن هوية الفريق الفائز ، ستكون المرة الأولى التي يتوج فيها منتخب أوروبي بلقب بطولة كأس العالم خارج القارة الأوروبية. وسيكون النهائي هو الوحيد على مدار تاريخ بطولات كأس العالم الذي يخلو من أي من منتخبات البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا. وأنقذ فوز الماتادور الأسباني نهائي المونديال من روح الثأر التي كان من المتوقع أن تشهدها المباراة في حالة تأهل المنتخبين الألماني والهولندي حيث سبق لهما أن التقيا في نهائي مونديال 1974 وفاز فيه منتخب ألمانيا (الغربية). ولم يسبق للمنتخبين الأسباني والهولندي أن التقيا سويا في أي من البطولات الكبيرة ولكن المباراة بينهما في جوهانسبرج يمكن اعتبارها مواجهة بين عقول متماثلة أو متشابهة. ومنذ بداية أسلوب «الكرة الشاملة» في كرة القدم الهولندية بقيادة النجم السابق يوهان كرويف في السبعينيات من القرن الماضي وانتقال هذا الأسلوب لجيل ماركو فان باستن ورود خوليت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ، اشتهرت الكرة الهولندية بالنزعة الهجومية. ويبدو المنتخب الحالي بقيادة المدير الفني بيرت فان مارفيك أقل توهجا من نظيريه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ولكن لاعبي الفريق الحالي مثل آريين روبن وويسلي شنايدر يمكنهما مضاهاة عباقرة خط الوسط الأسباني مثل أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز في المهارات والإمكانيات. وصنع هدف الفوز 1/صفر ، الذي سجله كارلس بيول للمنتخب الأسباني في الدقيقة 73 بمرمى ألمانيا بالدور قبل النهائي ، الفارق بين الفريقين الأسباني والألماني بعدما سيطر المنتخب الأسباني على المباراة فكان الأكثر استحواذا على الكرة كما سدد 13 كرة في اتجاه المرمى مقابل خمس فقط لألمانيا. وربما قدم المنتخب الأسباني في هذه المباراة أفضل أداء لديه في هذه البطولة ونال بهذا الفوز دفعة معنوية هائلة وثقة كبيرة قبل مواجهة الطاحونة الهولندية التي حققت الفوز في آخر 14 مباراة خاضتها وذلك منذ سبتمبر 2008. وأظهر المنتخب الهولندي الأكثر خبرة في مباراتيه أمام البرازيل بدور الثمانية وأمام أوروغواي في الدور قبل النهائي أن لديه الإصرار والهدوء الذهني الذي يستطيع من خلاله تشكيل خطورة فائقة على المنتخب الأسباني.