دمشق تؤكد نجاح الاستفتاء وواشنطن تشكك وروسيا والصين تصفان تدخل الغرب ب «الوقح» أعلنت السلطات السورية الاثنين أن أكثر من 89 في المائة من الناخبين السوريين وافقوا على مشروع الدستور الجديد الذي تم الاستفتاء عليه، في حين اعتبرت واشنطن أن الاستفتاء على هذا الدستور يعبر عن «وقاحة مطلقة». في هذا الوقت، ارتفعت حصيلة الضحايا في سوريا الاثنين إلى 122 قتيلا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن مقتل 84 شخصا في ريف حمص. وأعلن وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار في مؤتمر صحافي أن 8,376 ملايين ناخب أي نسبة «57,4 في المائة، مارسوا حقهم في الاستفتاء و89,4 في المائة وافقوا على المشروع» من خلال الاستفتاء الذي جرى الأحد. وأضاف أن 753,208 رفضوا المشروع، أي نسبة 9% من الناخبين. واعد الدستور في إطار إصلاحات وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام. ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاما، وينص على «التعددية السياسية». وتنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منهما من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس. وقال الشعار إن عملية الاستفتاء «تميزت بالإقبال بالرغم مما شاب بعض المناطق من تهديد وترهيب للمواطنين من المجموعات الإرهابية المسلحة، وما رافقها من حملات تشويش وتحريض من وسائل الإعلام المضللة لمنع المواطنين من ممارسة حقهم في الاستفتاء والإساءة إلى مجمل هذه العملية». وصعدت واشنطن لهجتها اليوم في موضوع الاستفتاء، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «إننا نرفضه «الاستفتاء» لأنه يعبر عن وقاحة مطلقة». وأضافت أن الرئيس السوري بشار الأسد «قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة». ووصفت نولاند الاستفتاء بأنه يثير الضحك وتابعت «على كل المجموعات المعارضة أن تحظى بموافقة الدولة. هذا يعني انه «الأسد» سيختار بنفسه من يحق له أن يكون في المعارضة أو لا».. بدورها، أعربت الأممالمتحدة الاثنين عن تشكيكها في صدقية الاستفتاء، وصرح مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة ادواردو ديل بوي «من غير المرجح أن يكون الاستفتاء ذا صدقية في إطار العنف العام والانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان» في سوريا. على الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا أعمال العنف المستمرة في سوريا الاثنين ارتفعت إلى 122 قتيلا بينهم 84 في حمص حيث قتل 15 في أحياء بابا عمرو وعشيرة السبيل كما توفي شخص في مدينة القصير متأثرا بجروح كان أصيب بها قبل أيام. وفي مواجهة القمع المستمر، أعلن الاتحاد الأوروبي الاثنين تبني مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا تشمل تجميد ممتلكات البنك المركزي السوري في أوروبا ومنع سوريا من التجارة بالمعادن الثمينة كالذهب، بالإضافة إلى منع طائرات الشحن السورية من الهبوط على الأراضي الأوروبية. وستضاف أسماء سبعة أشخاص إلى لائحة تضم حوالي 150 شخصا وأصحاب منظمات آو مؤسسات ممنوع عليهم الحصول على تأشيرة دخول إلى أوروبا وتم تجميد أرصدتهم. ودان عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، وبينهم وزيرا فرنسا وبريطانيا، الاثنين الاستفتاء الذي نظم في سوريا حول دستور جديد الأحد، مؤكدين انه لا يتمتع بمصداقية بسبب استمرار العنف. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن فرنسا ترغب «في أن تفكر الأسرة الدولية في شروط عرض القضية «السورية» على المحكمة الجنائية الدولية». في أوسلو، عبر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن تأييده لتسليح المعارضة السورية. وقال «علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم، بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم». ونددت السعودية الاثنين بموقف بعض الدول «المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب» السوري، محملة اياها المسؤولية الأخلاقية لتعطيل التحرك الدولي بهذا الخصوص، في إشارة واضحة إلى موقف روسيا الداعم لدمشق في مجلس الأمن. وتوقعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ينتهي نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسقوط بسبب انشقاقات جنود ورجال أعمال وممثلي أقليات في البلاد. وردت الصين وروسيا بعنف الاثنين على الانتقادات الغربية للنظام السوري ولداعميه. وانتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح إلى الانتخابات الرئاسية بعنف موقف الغرب من سوريا، معتبرا انه «وقح». وفي مقال نشرته صحيفة موسكوفسكيي نوفوستي، دافع الرئيس الروسي بقوة عن قرار روسيا وكذلك الصين استخدام حق النقض لمنع تبني قرارين في مجلس الأمن الدولي يدينان قمع السلطات السورية للحركة الاحتجاجية. من جهة ثانية، اعتبرت روسيا أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي دانت فيه أكثر من ستين دولة القمع الممارس من النظام السوري اتسم بطابع «أحادي». وأعلنت الصين من جهتها رفضها تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي دعت الأسرة الدولية إلى دفع الصين وروسيا إلى «تغيير موقفهما» من سوريا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية «على العالم الخارجي الامتناع عن فرض» خطته لحل الأزمة على الشعب السوري. وفي جنيف، التقى كوفي انان الأمين العام السابق للأمم المتحدة وموفد المنظمة الدولية والجامعة العربية الخاص للازمة في سوريا، الاثنين وزيري الخارجية الإيراني والفرنسي وناقش معهما الوضع في سوريا. واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلي الاثنين أن النزاع في سوريا سيطول، داعيا نظام بشار الأسد إلى وضع حد للعنف.