قال المتمردون الحوثيون إنهم "لن يوقفوا" عملياتهم العسكرية "دعما لغزة" في البحر الأحمر على الرغم من إدانة الأميركيين لها واعتبارها تهديدا "غير مقبول" لحرية التجارة في الممر الملاحي الدولي. وهددت الهجمات التي يشنها المتمردون اليمنيون المدعومون من إيران بمسيرات وصواريخ منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، بتعطيل الملاحة الدولية مع توقف شركات الشحن الكبرى عن عبور مضيق باب المندب وتحويل سفنها وناقلاتها إلى رأس الرجاء الصالح. وقال الناطق الرسمي باسم البنتاغون إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي يزور المنطقة "أدان هجمات الحوثيين على الشحن البحري الدولي والتجارة العالمية ووصفها بأنها غير مسبوقة وغير مقبولة مشيرا إلى أن الهجمات تهدد التدفق الحر للتجارة وتعرض البحارة الأبرياء للخطر". وتحدث أوستن خلال اجتماع وزاري افتراضي مع وزراء وممثلين من 43 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، "لمناقشة التهديد المتزايد للأمن البحري في البحر الأحمر". وحث أوستن "المشاركين على الانضمام إلى المبادرات التي تقودها الولاياتالمتحدة وغيرها من المبادرات الدولية … لاستعادة الأمن في البحر الأحمر لردع أي عدوان حوثي في المستقبل". والثلاثاء هدد المتمردون الحوثيون بمهاجمة "أي دولة" تتحرك ضدهم. وقال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي اليمني الأعلى في تصريح لقناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية، "أي دولة تتحرك ضدنا سيتم استهداف سفنها في البحر الأحمر". وفي وقت سابق الثلاثاء، توعد الحوثيون بمواصلة الهجمات في مضيق باب المندب. ويضم التحالف الدولي الذي أعلن عنه الوزير الأميركي الاثنين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوالبحرين وكندا وفرنساوإيطاليا وهولندا والنروج والسيشيل وإسبانيا. وهو ما أجج غضب الحوثيين الذين توعدوا بمواصلة الهجمات. وقال المسؤول الحوثي محمد البخيتي على منصة "إكس"، "حتى لو نجحت أميركا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلفنا ذلك من تضحيات". من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم "أنصار الله" الحوثيين ورئيس فريق التفاوض محمد عبد السلام إن "عمليات اليمن البحرية بهدف مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والحصار على غزة، وليست استعراضا للقوة ولا تحديا لأحد، ومن يسعى لتوسيع الصراع فعليه تحمل عواقب أفعاله". وأضاف في تصريح نشر على منصة "إكس" إن "التحالف المشكل أميركيا هو لحماية إسرائيل وعسكرة للبحر بدون أي مسوغ، ولن يوقف اليمن عن مواصلة عملياته المشروعة دعما لغزة، وكما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف وبدون تحالف، فشعوب المنطقة لها كامل المشروعية لمساندة الشعب الفلسطيني، وقد أخذ اليمن على عاتقه أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني ومظلومية غزة الكبيرة". وخلال اجتماع الثلاثاء أطلع الوزير الأميركي "المشاركين على أن الحوثيين نفذوا أكثر من 100 هجوم بمسيرات وبصواريخ بالستية استهدفت 10 سفن تجارية على ارتباط بأكثر من 35 دولة مختلفة". وشدد على أن الحوثيين "احتجزوا السفينة التجارية غالاكسي ليدر وطاقمها الدولي المكون من 25 فرد ا كرهائن في 19 تشرين الثاني/نوفمبر وما زال الطاقم محتجزا ظلما في اليمن". وأعلن الحوثيون الاثنين أن "القوات المسلحة اليمنية" التابعة لهم "نفذت عملية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني الأولى سفينة سوان اتلانتيك محملة بالنفط والأخرى سفينة إم إس سي كلارا تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين". وحذر الحوثيون في بيانهم الاثنين "كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه أخواننا الصامدون في قطاع غزة من ماء ودواء". وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن السفينة سوان أتلانتيك "تعرضت لهجوم بمسيرة هجومية أحادية الاتجاه وصاروخ بالستي مضاد للسفن أطلق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن". وأضافت أن المدمرة الصاروخية يو إس إس كارني "استجابت لتقييم الأضرار". وفي الوقت نفسه تقريب ا، "أبلغت سفينة الشحن MV Clara عن انفجار في المياه بالقرب من موقعها". وأضافت أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في أي من الهجومين. ومنذ بدء الهجمات ومع ارتفاع تكاليف التأمين، علق الكثير من كبرى شركات النقل البحري المرور عبر مضيق باب المندب إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه. ومن بين هذه الشركات الدنماركية ميرسك والألمانية هاباغ-ليود والفرنسية سي ام إيه سي جي إم والإيطالية السويسرية إم أس سي، والبريطانية "بريتيش بتروليوم" (بي بي). والثلاثاء أصدرت ميرسك بيانا أكدت فيه أن "لأسباب تتعلق بالسلامة، سيعاد الآن توجيه جميع السفن التي كانت متوقفة مؤقتا ومن المقرر أن تبحر عبر المنطقة حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح" وهو أطول بكثير. وأضافت أن اعتبار ا من 18 كانون الأول/ديسمبر، "كان لدى ميرسك تقريبا 20 سفينة متوقفة عن العبور، نصفها كان ينتظر شرق خليج عدن والباقي ينتظر جنوبالسويس في البحر الأحمر أو شمال السويس في البحر الأبيض المتوسط". ووفق بيان البنتاغون، يمر في الوقت الحالي 10 إلى 15% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، وبسبب الهجمات، تضطر شركات الشحن الدولية إلى إعادة توجيه مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، ما يؤخر عمليات تسليم السلع والمواد الأساسية أسابيع، بما في ذلك النفط والغاز. ويرى محللون أن التحالف الذي أعلنت عنه واشنطن لا يمكنه أن يفعل الكثير لوقف هجمات المتمردين الحوثيين الذين يملكون ترسانة من الصواريخ البالستية وصواريخ كروز والمسيرات. وقال أندرياس كريغ الأستاذ في كينغز كوليدج لندن لوكالة فرانس برس إن "الحوثيين لديهم ترسانة كبيرة من المسيرات والصواريخ المختلفة التي يمكنهم إطلاقها… وبعضها سيكون من الصعب اعتراضه بواسطة سفينة عادية تابعة للبحرية". وقال توربيورن سولتفيدت، من شركة تحديد المخاطر فيريسك مابلكروفت، إن "التهديد الذي يواجه الشحن يتزايد أيضا بسبب قدرة (الحوثيين) على نشر ألغام مضادة للسفن وتنفيذ عمليات منسقة باستخدام القوارب والمروحيات". في إطار التحالف الجديد، أعلنت بريطانيا الثلاثاء أنها سترسل السفينة أتش ام اس دايموند. وقالت إيطاليا إنها سترسل فرقاطة إلى البحر الأحمر. وقالت إسبانيا إن مشاركتها ستكون في إطار حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فيما قالت فرنسا إن لديها فرقاطة في المنطقة.