يخصص العالم شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي، لأنه أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء، ويشهد هذا الشهر حملات توعية وورشا تعليمية وتثقيفية لرفع وتيرة الوعي لدى النساء المصابات وأهاليهن. ووفقا لجامعة "جونز هوبكنز" الطبية، فإن سرطان الثدي الذي يعد أكثر الأنواع انتشارا بين النساء، يحدث بسبب تضاعف أنسجة الثدي ونموها خارج نطاق السيطرة. وفي الوقت الذي تؤكد فيه إحصاءات منظمة الصحة العالمية انخفاض معدل الوفيات مع تطبيق برامج الكشف المبكر بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% في مجمل دول العالم، فإن المعطيات تفيد أيضا بازدياد مسبباته في ظل انتشار نمط حياة غير صحي بشكل مضطرد. كما تلعب التفاوتات الحاصلة بين الدول في جانب الوقاية والتشخيص المبكر وتوفير سبل العلاج، تجعل من معركة مكافحة المرض مسألة مستمرة وملحة. ورغم تطور علاجات السرطان، فإن الأطباء ينصحون بإجراء فحوصات دورية وتصوير الثدي بالأشعة السينية للكشف مبكرا عن الخلايا السرطانية. شهر التوعية وشهر التوعية بسرطان الثدي هو مبادرة عالمية يعود تاريخها إلى عام 1985 حين عقدت شراكة بين جمعية السرطان الأميركية وقسم الصيدلة في شركة "Imperial" للصناعات الكيميائية. وبدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006، وتتخذ مواقع في أنحاء العالم اللون الوردي شعارا لها من أجل التوعية. ويشهد هذا الشهر إقامة ندوات علمية وحملات خيرية دولية لتقديم المعلومات ونشر آليات محاربة المرض. وتشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية هذا الشهر لأنه يسهم في زيادة الوعي بسرطان الثدي وتوفير الدعم للمصابات. أعراض المرض كتلة ورم في الثدي، تغير في حجم أو شكل أحد الثديين أو كليهما، تغيير في شكل الحلمة أو مظهرها، مثل التقشر أو القروح أو الاحمرار أو الانقلاب، تغيرات في جلد الثديين، أو الطفح الجلدي، أو الاحمرار، أو الانزعاج أو التورم في أي من الإبطين إذا كان لديكِ أي أعراض، يجب عليكِ مراجعة الطبيب لفحصها. ما الذي يسبب المرض؟ على الرغم من عدم وجود سبب محدد لسرطان الثدي، ولكن أثبت الدراسات أن بعض عوامل نمط الحياة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالحالة، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 إلى 50٪. الوزن غير الصحي، ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20 إلى 40٪ لدى النساء بعد انقطاع الطمث. التدخين، خاصة إذا بدأت في سن المراهقة، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وهناك عوامل أخرى لا يمكن تغييرها تؤثر أيضا على احتمالية إصابتك بسرطان الثدي، عمرك، كلما تقدمت في السن، زادت احتمالية تلف خلاياك وتحولها إلى السرطان. يتم تشخيص ما يقرب من 4 من كل 5 حالات سرطان ثدي جديدة لدى النساء فوق سن 50 عاما، يقول الأطباء أن تاريخ عائلتك، النساء اللاتي لديهن قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة به بأنفسهن بمقدار الضعف مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذا المرض. كيف يتم التشخيص؟ للكشف عن سبب تغيير الثدي، سيستخدم طبيبك ما يسمى ب «الاختبار الثلاثي»، وهو عبارة عن التاريخ الطبي وفحص الثدي السريري، اختبارات التصوير، مثل تصوير الثدي بالأشعة التشخيصية أو الموجات فوق الصوتية، أو أخذ عينة من خلايا أنسجة الثدي واختبارها بحثًا عن علامات السرطان. وإذا تم تأكيد الإصابة بسرطان الثدي، فسيتم إحالتك لإجراء المزيد من الاختبارات، مثل التصوير المقطعي، أو اختبارات الدم، أو فحص العظام، لمعرفة المرحلة التي وصل إليها السرطان. خيارات العلاج اعتمادا على خصائص سرطان الثدي، هناك العديد من خيارات العلاج، جراحة حيث يتم إزالة السرطان الموضعي من الثدي، وفي عملية استئصال الورم يتم إزالة السرطان وبعض الأنسجة السليمة مع الحفاظ على الثدي سليمًا. وعملية استئصال الثدي يتم إزالة الثدي المصاب بالسرطان بالكامل. علاج إشعاعي: غالبا ما يستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير أي خلايا سرطانية في الثدي متبقية بعد استئصال الورم، ويتم استخدامه أحيانًا بعد استئصال الثدي إذا كان هناك خطر تكرار الإصابة بالسرطان في منطقة الصدر. العلاج الكيميائي: يتضمن العلاج الكيميائي استخدام الأدوية المضادة للسرطان لقتل الخلايا السرطانية المتبقية في الجسم ويمكن استخدامه قبل أو بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي، أو مع العلاج الإشعاعي. العلاج بالهرمونات: يتضمن العلاج الهرموني أدوية تقلل مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون في الجسم، وذلك لإيقاف أو إبطاء الخلايا السرطانية الإيجابية لمستقبلات الهرمون. مضاعفات المرض يمكن أن تتسبب بعض العلاجات، وخاصة العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني، في ظهور أعراض انقطاع الطمث، وتظهر الأبحاث أن القلق والاكتئاب شائعان بين النساء المصابات بسرطان الثدي، ووجدت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 50% من النساء المصابات بسرطان الثدي المبكر قد يعانين من القلق أو الاكتئاب في العام التالي للتشخيص. هل يمكن الوقاية من سرطان الثدي؟ لسوء الحظ، لا توجد طريقة للوقاية من سرطان الثدي بشكل كامل ومع ذلك، فإن خيارات نمط الحياة مثل الحفاظ على وزن صحي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وإذا كنتِ معرضة لخطر كبير للإصابة بسرطان الثدي، فقد يقترح طبيبك علاجات هرمونية، أو استئصال الثدي الوقائي.