نظمت، مؤخرا، حملة تحسيسية حول تلوث المحيطات بشاطئ الصويرية القديمة (جماعة لمعاشات) التابعة لإقليم آسفي، وذلك بمبادرة من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وتندرج هذه المبادرة، التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، في إطار الدورة الرابعة لعملية "#بحر بلا بلاستيك"، المنفذة طيلة موسم الاصطياف 2023 وتستمر إلى غاية 15 شتنبر المقبل. كما تأتي في سياق الموسم ال24 "شواطئ نظيفة"، وهو برنامج رئيسي للمؤسسة، يهم 109 شواطئ، 27 منها حاصلة على شارة اللواء الأزرق. وبهذه المناسبة، تمت على صعيد شاطئ الصويرية القديمة تهيئة فضاء يحتضن العديد من الورشات والأنشطة الإخبارية والتحسيسية لفائدة تلاميذ المدارس، وكذا المصطافين، من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط، وجمعية محبي البحر للصيد تحت الماء و المحافظة على البيئة، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. يذكر أن عملية "#بحر بلا بلاستيك"، التي تم إطلاقها سنة 2019، سجلت كنشاط من أنشطة عقد الأمم المحتدة لعلوم المحيطات في خدمة التنمية المستدامة، وتوجت بجائزة الممارسات الفضلى لشواطئ اللواء الأزرق في العالم. وقالت مريم الخضري، ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في تصريح للصحافة، بهذه المناسبة، "نوجد حاليا بشاطئ الصويرية القديمة، في إطار المحطة ال10 لحملة #بحر بلا بلاستيك، التي تروم تحسيس الأطفال والشباب حول أهمية الحفاظ على شواطئنا نظيفة وخالية من نفايات البلاستيك". وأضافت أن هذا العمل التحسيسي، المندرج في إطار برنامج "شواطئ نظيفة"، الذي يعد من بين البرامج الأولى التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ينظم بحضور تلاميذ وكشافة، ومصطافين وأطفال يستفيدون من مخيمات صيفية. وأوضحت الخضري أن هذه الحملة توفر الفرصة للتحسيس حول مخاطر النفايات البلاستيكية في الوسط البحري، مع التركيز على إعادة التدوير، والتنوع البيولوجي البحري، وذلك بهدف تمكين الأطفال والشباب من تبني سلوكيات سليمة وممارسات "صديقة للبيئة". من جهته، أبرز رئيس جمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة، عثمان أبلاغ، أهمية هذه الحملة التحسيسية، التي تشمل سلسلة من الأنشطة، من بينها معرض حول الحياة البحرية، والذي من شأنه تزويد الأطفال والشباب بعدد من المعلومات حول الكائنات الحية في الوسط البحري على الصعيد الوطني، فضلا عن ورشات موجهة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، مسجلا أن العديد من الغواصين المنتمين للجمعية يقومون بعمليات لتطهير قاع البحر واستخراج النفايات البحرية. وأوضح أبلاغ أن الأمر يتعلق بسلسلة من الأعمال الموجهة، في نهاية المطاف، إلى تحسيس وتوعية الأطفال والشباب والمصطافين حول ضرورة تبني سلوك سليم والمساهمة في حماية الوسط البحري، مع إرساء أسس ثقافة بيئية حقيقية لدى الأشخاص المستهدفين. وعبرت أسماء بنسلطانة، ممثلة وزارة التربية الوطنية، من جانبها، عن امتنانها لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة نظير تنظيم هذه الحملة التحسيسية حول تلوث المحيطات، التي تهدف إلى السماح بالتوفر على شواطئ نظيفة وآمنة، مع حث المصطافين على اعتماد أفضل الممارسات من حيث حماية البيئة. وعبرت التلميذة ماريا عصفور، وهي أيضا مراسلة شابة من أجل البيئة، عن سعادتها واعتزازها بالمشاركة في هذه الحملة التحسيسية حول تلوث المحيطات، التي قالت إنها مكنت التلاميذ والتلميذات والشباب من التعرف على المخاطر الحقيقية للبلاستيك على حياة الكائنات الحية في الوسط البحري، مشيرة إلى الضرورة الملحة بأن يعمل الجميع على حماية البيئة والمحيطات. وتهدف هذه العملية، على الصعيد الوطني، إلى تخفيض النفايات البلاستيكية بمقدار 10 أطنان على الأقل لكل شاطئ، لتنفيذ ما لا يقل عن 40.000 إجراء للتوعية البيئية بالشواطئ على الصعيد الوطني من السعيدية إلى الداخلة، وتحسيس حوالي مليوني شاب، وإعادة تدوير جميع النفايات البلاستيكية التي تم جمعها. كما سيتم تنظيم أنشطة تحسيسية لفائدة تلاميذ برامج المدارس الإيكولوجية، والمراسلين الشباب من أجل البيئة والمشرفين عليهم، وذلك بالشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وسيتم تنسيق هذه الأنشطة مع حوالي 20 جمعية غوص محترفة ستقوم بعمليات تنظيف قاع البحر في 24 شاطئا، لتكون بمثابة أساس لورش التوعية والتحسيس وإعادة التدوير، ومعارض للشباك المعلقة المعاد تدويرها. وستعمل عملية "#بحر بلا بلاستيك"، أيضا، على توعية وتحسيس أطفال المخيمات الصيفية التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتعبئة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية، علاوة على إنشاء مكتبات في بعض الشواطئ. ومنذ بداية العام، ضاعفت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من أنشطتها في مجال التحسيس والتوعية، ولا سيما للشباب. وهكذا قامت من خلال ذراعها الأكاديمي، مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، بتحسيس أطفال برامج المدارس الإيكولوجية والصحافيين الشباب من أجل البيئة في يوم البيئة العالمي (5 يونيو)، واليوم العالمي للمحيطات (8 يونيو)، والمعرض الدولي للكتاب والنشر. كما قامت بتحسيس فئات مختلفة واسعة من خلال تنظيم ثلاثة مؤتمرات دولية في أوائل يونيو (حلول للتلوث البلاستيكي، والمد والجزر البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط، وخارطة طريق إفريقية لعقد المحيطات). وستتعبأ المؤسسة وشركاؤها الاقتصاديون من خلال عملية "# بحر بلا بلاستيك" للتقليل من التلوث البلاستيكي في الشواطئ، وهي مشكلة عالمية ملحة، حيث أصبح التلوث البلاستيكي خطيرا للغاية لدرجة أن 157 دولة تعمل حاليا على سن معاهدة دولية بحلول عام 2024 ستكون ملزمة قانونيا بشكل استثنائي.