انتماء المملكة المغربية للمغرب العربي يتماشى وطموحها في التوصل إلى شراكة متقدمة مع دول مجلس التعاون الخليجي أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، أن انتماء المغرب إلى المغرب العربي يتماشى وطموحه الدائم للوصول إلى شراكة متقدمة مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف الوزير، في مؤتمر صحفي مشترك عقده الاثنين الماضي بالكويت مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح، إثر توقيع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، أن المغرب جزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير، وأن مستقبله داخل منطقته الطبيعية والجغرافية، مؤكدا أن ذلك يتماشى تماما مع الطموح المغربي الدائم للوصول إلى شراكة متقدمة مع دول مجلس التعاون. وقال الطيب الفاسي الفهري، «نحن مع الإخوان في الخليج، صدورنا مفتوحة للتوصل الى نموذج تشاركي في نطاق متطور خدمة لمصالح الشعوب سواء في المنطقة الخليجية أو في أقصى غرب العالم العربي». وأضاف أن المملكة تتطلع إلى اجتماعات اللجنة الفنية بين المغرب والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، «حتى نتوصل الى أقوى علاقة ممكنة بين الطرفين في المجال الأمني والسياسي والتنموي والبشري». وبخصوص العلاقات بين المغرب والكويت، أكد الطيب الفاسي الفهري والشيخ محمد صباح السالم الصباح، في هذا المؤتمر الصحفي الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، سعي البلدين الحثيث إلى تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات. ودعا الوزيران إلى تعزيز التعاون بين دول مجلس الخليج العربي والمغرب العربي وصولا إلى نموذج تشاركي يستهدف خدمة الشعوب العربية وتحقيق تطلعاتها. وقال الطيب الفاسي الفهري إن الكويت والمغرب يتميزان بالانفتاح والديمقراطية وحرية الصحافة، وأنهما «سيواصلان مسيرتهما الديمقراطية والتنموية بما يخدم شعبيهما». وأشار الوزير إلى أن مباحثاته مع المسؤولين الكويتيين تطرقت إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما النزاع العربي الإسرائيلي، وأكد تطابق وجهة نظر الجانبين بشأن أهمية مساندة السلطة الفلسطينية من أجل إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مبرزا أن الجانب العربي كان ولا يزال وراء طلب فلسطين المشروع الانضمام إلى الأممالمتحدة. وأوضح أن هذا المطلب أصبح ضرورة نظرا لموقف إسرائيل المتعنت ونظرا لما حدث في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا من تعاطف أكبر وفهم أشمل للقضية الفلسطينية. من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي إن جولة من المحادثات الكويتية المغربية انطلقت في إطار العلاقات الثنائية وتفعيل اللجان المشتركة بأفكار جديدة خلاقة لا ترتبط بالإطار التقليدي بل بفرق عمل مرنة تتفاعل أكثر وأسرع مع القضايا المستجدة في العلاقات بين البلدين. وأضاف أن المحادثات تطرقت كذلك إلى ما دار في اجتماع جدة الأخير حول الرغبة الخليجية في خلق «نموذج تشاركي خلاق ينعتق من عقدة العضوية وينطلق إلى قطف ثمار الأنشطة التي تربط بين المغرب ودول مجلس التعاون(...) وأننا بصدد التفكير في بلورة هذه الأفكار الخلاقة وهذا النموذج التشاركي المتطور لتعميق العلاقة بين المغرب ودول مجلس التعاون». وأوضح أن الأمر يتعلق بنموذج تشاركي خلاق «يمكننا من أن نستفيد من هذه الطاقات الهائلة الموجودة في المغرب والأردن والعلاقة والمصالح المتبادلة بين دول مجلس التعاون وهاتين الدولتين»، وذلك في أفق الانطلاق نحو «التجمع العربي الأكبر ألا وهو إنشاء سوق عربية مشتركة تزول فيها العقبات أمام تنقل السلع والأفراد بين الدول العربية مجتمعة». وأبرز الوزير الكويتي الثقل الكبير الذي يتميز به المغرب والذي لا يقتصر فقط على محيطه الإقليمي، مذكرا بأن علاقة المغرب المتشعبة وموقعه المتميز يجعلان منه الجسر الذي يربط بين العالم العربي وإفريقيا وأوربا عبر المحيط الأطلسي، وقال «لدينا أفكار كثيرة في كيفية التعاون لاستثمار أمثل لهذا الموقع الجغرافي المهم». وذكر أن المحادثات تطرقت كذلك إلى الاجتماع الذي من المتوقع أن يعقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس والقضايا المطروحة على جدول أعماله، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حتى نتوجه إلى الأممالمتحدة بعمل عربي جاد واستراتيجية محددة لحشد مساندة أكبر عدد من الدول وخلق زخم دولي يحقق للشعب الفلسطيني طموحه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.