أجمع عدد من المسؤولين والقادة السياسيين على أن صاحبة السمو الملكي المغفور لها الأميرة للاعائشة،عمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي وافاها الأجل المحتوم مساء الأحد الماضي، كانت بحق زعيمة النهضة النسوية بالمغرب ومثالا حيا ناضحا في الجمع بين أصالة هذا البلد وطموحاته في الرقي والمدنية والحضارة. ففي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، خلال مراسيم تشييع جثمان الفقيدة بضريح مولاي الحسن بالقصر الملكي بالرباط حيث ووري جثمانها الطاهر، بعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد، ذكر رئيس الحكومة، عباس الفاسي، بأن الأميرة للا عائشة، «التي فقدها الشعب المغربي برمته، كانت تلقب بزعيمة النهضة النسوية لأنها كانت تمثل فعلا تقدم المرأة المغربية، إذ كانت تعتبر أن الحجاب هو قبل كل شيء العفاف»، مضيفا أنها انخرطت كذلك في العمل الوطني، وذاقت مرارة النفي رفقة والدها المجاهد الملك محمد الخامس والعائلة الملكية. كما انخرطت الفقيدة في العمل الاجتماعي، يقول عباس الفاسي، فكانت أول مديرة لمؤسسة التعاون الوطني التي عرفت بفضل عملها نهضة كبيرة، وكذا في العمل الدبلوماسي حيث كانت أول مغربية تعين سفيرة في أكبر العواصم العالمية. من جهته، قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن الأميرة للا عائشة تعتبر «ركنا من أركان الوطنية في هذا البلد»، وهي التي بإذن والدها جلالة المغفور له محمد الخامس، «قامت بالدور الريادي في النهضة النسوية بالمغرب، أولا بتعلمها وتعليمها وتوجيهها ومثالها في الجمع بين أصالة هذا البلد وطموحاته في الرقي والمدنية والحضارة». وأضاف التوفيق أن الأميرة للا عائشة، رحمة الله عليها، كانت مثالا يحتذى بالنسبة لكل امرأة مغربية، اضطلعت بأدوار على صعيد الدولة وعلى صعيد العمل الاجتماعي والدبلوماسي، وكذا المثالية في ما ينبغي أن تكون عليه المرأة المغربية المتمسكة بثوابت الأمة. وأكد التوفيق أن المغاربة، رجالا ونساء، سيذكرون الأميرة الراحلة بكل أعمالها التي لا يمكن تعدادها في دقيقة ولا دقائق ولا حتى في أيام، وإنما هي مخلدة بالعمل الصالح الذي هو صدقة جارية، إذ كانت مثال المسلمة العربية المغربية التي «حملت، في ظرف ما يزيد عن نصف قرن، رسالة سيراها الله ورسوله والمومنون سيجزونها الجزاء الأوفى ويجعلون مثالها باقيا في هذه الأمة خالدا في المكرمات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». أما امحمد بوستة، عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال، فقال إن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة، كانت تتحلى بكريم الأخلاق والنبل ومثالا للوطنية الصادقة ومتعلقة بمحبة وطنها ومحبة المغاربة بشكل نادر خالص. لقد كانت الأميرة للا عائشة، يضيف بوستة، رمز تحرر المرأة المغربية، حيث بدأت النضال في هذا المجال منذ صغرها، وكان خطابها بطنجة في أبريل 1947 بداية تحرر المرأة المغربية، حيث فتحت بذلك الباب نحو ما وصل إليه العمل النسائي الوطني. بدوره، أبرز إسماعيل العلوي، رئيس مجلس الرئاسة لحزب التقدم والاشتراكية، أن الأميرة الفقيدة كانت رائدة الحركة النسوية بالمغرب، «فهي التي أكدت منذ البداية أنه بدون تحرير المرأة لن يتحرر الرجل وبالتالي لن يتحرر الوطن». وأضاف أن تاريخ سموها سيبقى «مرسوما ليس فقط في كتب التاريخ بل في قلوب كل من تعرف عليها». من جهته، اعتبر أحمد السنوسي، دبلوماسي سابق، أن مرافقة الأميرة للا عائشة لوالدها جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة طنجة سنة 1947، «كان عملا ثوريا بكل المقاييس بل وشكل الشرارة الأولى لثورة الملك والشعب»، مضيفا أن الأميرة الراحلة كانت منذ حداثة سنها «مناضلة حقيقية من أجل المغرب وللكفاح من أجل استقلال بلدها إلى جانب والدها بطل التحرير». وأضاف السنوسي أن الأميرة للا عائشة كانت دوما تهتم بكافة القضايا التي تهم المغرب وكفاحه من أجل الاستقلال وتثبيت وحدته الترابية وترسيخ أسس الديمقراطية.