الوداد يتعادل مع الترجي التونسي ويحافظ على صدارته بفارق الأهداف حول فريق الوداد البيضاوي تأخره بهدفين للاشيء إلى تعادل ثمين مع ضيفه الترجي الرياضي التونسي (2-2) وكاد بقليل من الحظ أن يخرج منتصرا في المباراة التي جمعت بينهما أول أمس الأحد بملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية ضمن دوري أبطال إفريقيا أمام حضور جماهيري مكثف لأنصار الفريق الأحمر رغم تزامن وقت المباراة مع وقت الإفطار. وتقدم الترجي التونسي عن طريق وجدي بوعزي في الدقيقة 21، وأضاف خالد القربي الهدف الثاني في الدقيقة 37، فيما قلص الكونغولي فابريس أونداما النتيجة لفائدة الوداد البيضاوي في الدقيقة 65، ثم وقع يوسف القديوي الذي عوض أحمد أجدو، هدف التعادل في الدقيقة 78 عن طريق ضربة جزا . وكان الشوط الأول من هذه المباراة ذا مستوى تقني جيد غلب عليه الجانب التكتيكي خاصة من جانب الفريق التونسي الذي مارس في الدقائق الأولى ضغطا قويا على منافسه في محاولة لمحاصرة لاعبيه في نصف ملعبهم وإحراز بالتالي هدفا مباغثا يبعثر من خلاله أوراق الفريق الأحمر والأبيض. ومع مرور الدقائق تحركت آلة الوداد وبسطت سيطرتها على مجريات اللعب وبدأت تضغط من جانبها على معترك فريق الترجي، لكنها اصطدمت بفريق تونسي جد منظم عرف كيف يتعامل مع اندفاع لاعبي الوداد المتحمسين، من خلال التكثل في الدفاع مع الاستحواذ على الكرة واعتماد التمريرات القصيرة وملء وسط الميدان إلى جانب فرض مراقبة لصيقة على أبرز عناصر الفريق الودادي ولاسيما فابريس والحد من خطورتهم وهو النهج الذي نجح فيه إلى أبعد الحدود. وضد مجرى اللعب وعلى إثر هجوم مضاد سريع ومنسق استطاع فريق الترجي افتتاح حصة التسجيل بعد هفوة على مستوى التغطية الدفاعية استغلها وجدي بوعزي في الدقيقة 21، وكاد بعدها نفس اللاعب أن يهدي فريقه هدفا ثانيا لكن قذفته ذهبت بعيدا شيئا ما عن مرمى الحارس نادر المياغري. وفي الوقت الذي كان يبحث فيه الفريق البيضاوي على هدف التعادل، وعلى إثر خطأ مباشر نفذه عميد الترجي أسامة الدراجي داخل معترك الوداد البيضاوي أسكن الكرة خالد القربي في الشباك أمام أنظار الحارس المياغري الذي تتبعها بعينيه فقط (37) لينتهي الشوط الأول من هذه المباراة بتقدم الترجي 2-0. ودخلت عناصر الوداد الشوط الثاني وهي أكثر عزما وإصرارا على تقديم الأفضل, وقامت من أجل ذلك بمجموعة من المحاولات أثمرت هدفا بواسطة فابريس أونداما في الدقيقة 65 وقبله أضاعت العناصر الودادية عدة فرص سانحة إما بسبب التسرع أو عدم التركيز في التصويب. وقد ألهب هذا الهدف حماس اللاعبين وزاد من ثقتهم في أنفسهم وقوى عزيمتهم في حين كان له وقع سلبي على اللاعبين التونسيين الذين تراجعوا إلى الخلف خوفا من دخول شباكهم هدفا آخر. وأشرك المدرب ميشيل دو كاستيل اللاعب يوسف القديوي في محاولة منه لإنعاش خط الهجوم المغربي، ومع توالي الدقائق حاولت عناصر الوداد الوصول إلى مرمى الحارس بنشريفة في محاولة لإدراك هدف التعادل الذي كاد أن يتأتي في الدقيقة 75. وبعدها بثلاث دقائق وعلى إثر هجوم منسق من الجهة اليسرى توغل المهاجم المغربي محسن ياجور في مربع العمليات وتمت عرقلته من طرف أحد المدافعين أعلن على إثرها حكم المباراة عن ضربة جزاء نفذها بذكاء اللاعب لزئبقي يوسف القديوي في الدقيقة 78. تصريحات: - السويسري ميشيل دو كاستيل (مدرب الوداد البيضاوي): « أدينا مباراة كبيرة. حتى حينما كنا منهزمين 2-0 فقد خلقنا ثلاث فرص للتسجيل. لكن لسوء الحظ لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف. في بداية المباراة فرض فريق الوداد وجوده لكن ظهر عليه بعض التفكك على مستوى وسط الدفاع وهو ما أدينا ثمنه غاليا. تداركنا الموقف وقمنا بجولة ثانية رائعة خاصة مع دخول القديوي تعددت فرص التهديف لأنه أعطى شحنة قوية لخط الهجوم، وهكذا عدنا في النتيجة وأدركنا التعادل (2-2). - نبيل معلول (مدرب الترجي التونسي): «كانت المباراة صعبة جدا بالنسبة للفريقين اللذين لهما نفس المقاربة التقنية ويزخران بمؤهلات فردية هائلة. عرفنا كيف نتعامل مع الشوط الأول الذي أنهيناه متفوقين 2-0. المباراة لعبت على جزئيات، فجاءت الأهداف نتيجة أخطاء فردية باستثناء هدف الترجي الأول الذي كان ثمرة عملية هجومية منسقة. لقد أكد لاعبو الوداد أنهم يشكلون فريقا قويا وأنهم بإمكانهم خلق الفارق في أية لحظة. اللاعبون التونسيون تراخوا بعض الشيء في الجولة الثانية ولم يكونوا في قمة عطائهم خاصة وأنهم افتقدوا للممارسة والمنافسة خلال سبعة أشهر. ورغم ذلك فقد كان هذا التراخي ذهنيا أكثر منه بدنيا. عموما التعادل نتيجة منطقية ومنصفة على اعتبار أن كل فريق بسط سيطرته خلال 45 دقيقة».