بتدشين الطريق السيار الرابط بين فاسووجدة، يوم أمس الاثنين، يكون طول شبكة الطرق السيارة المفتوحة بوجه حركة السير بالمغرب قد بلغ 1416 كلم، ومن المنتظر أن يرتفع إلى 1800 كلم في أفق سنة 2015. ويشهد المغرب، منذ أزيد من عشر سنوات أي منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، حقبة استثنائية تتميز بالإسراع في تطوير شبكة الطرق السيارة. وفي هذا الصدد تم قطع مرحلة مهمة بعد أن تم وضع ترتيبات وآليات التمويل الضروروية لإنجاز برنامج الطرق السيارة الخاص بالبرنامج الأولي، الذي يروم دعم شبكة الطرق السيارة في الآجال التي تم تحديدها عقدين من قبل. ومنذ تلك الفترة ارتفعت وتيرة إنجاز الطرق السيارة من 40 كلم إلى 100 كلم سنويا، بل حتى وصلت إلى أكثر من 160 كلم خلال بعض السنوات. وقد وصلت قيمة المبالغ المستثمرة التي تطلبها إنجاز المخطط الرئيسي الأول، عند الانتهاء منه، إلى مبلغ إجمالي قدره 38 مليار درهم، وتم الانتهاء منه حاليا ويمتد على محورين: محور غرب-شرق يربط مدينة الرباطبفاسووجدة، ومحور شمال-جنوب يتكون من 3 عناصر تربط الدارالبيضاء بطنجة وتطوان بالفنيدق ثم يعرج على ميناء طنجة المتوسط، والدارالبيضاء بمراكش وأكادير ومن هناك يمكن الوصول إلى الحدود الجنوبية للمغرب عبر طريق تشكل المقطع الطرقي الرئيسي الرابط بين مدينتي طنجة ولاغوس، وهو المحور الذي سيتيح إقامة ربط عمودي بدول غرب إفريقيا على مسافة 7600 كلم، وكذا الدارالبيضاء بالجديدة على أن يمتد إلى مدينة آسفي في أفق سنة 2015. ويعتبر الطريق السيار الرابط بين فاسووجدة، والذي يعد آخر حلقة من حلقات المخطط الأولي الهادف إلى تعزيز شبكة الطرق السيارة، مشروعا هيكليا كبيرا يدخل ضمن المبادرة الملكية التي تهدف إلى تنمية الجهة الشرقية، والذي سوف يمكن إنجازه من تطوير وتنمية إمكانات هذه المنطقة، ولا سيما في مجالات السياحة والصناعة والمعادن. وسوف يتيح هذا الطريق السيار للمملكة فرصة القيام بدور رائد بصفتها قطبا للتبادل والتنقل بين مختلف دول المغرب العربي وأيضا بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا. وبفضل هذه الشبكة من الطرق السيارة أصبح نقل السلع وتنقل الأشخاص أكثر سلاسة، كما أن المناطق التي تمر منها هذه الشبكة صارت تستفيد من ظروف تنقل آمنة وموثوق منها ومريحة. وإذا كان الطريق السيار فاسوجدة يشكل حلقة أساسية ضمن مشروع الطريق السيار المغاربي، فإنه سوف يمكن، على المدى القصير، من ربط أكادير بمدينة قابس في تونس على مسار طوله 2500 كلم. وفي هذا الإطار يتوقع حدوث تدفق كبير لحركة المرور عبر الحدود، لذا فإن الطريق السيار فاسوجدة يتيح إمكانية تطوير الجهة الشرقية وإدماجها في منطقة تنمية اجتماعية واقتصادية أوسع من شأنها أن تحول الجهة من آخر محطة وصول إلى محطة مواصلة المسير.