لا تزال جل مراكز ونقط التلقيح ضد فيروس كورونا بمدينة الدارالبيضاء، تشهد ازدحاما بين المواطنين الذين صارت تضيق بهم الطوابير، فيتدافعون فيما بينهم لتأمين الفرصة في أخذ اللقاح والحصول بعد ذلك على "جواز التلقيح" سواء كان ذلك لأول مرة، أو من أجل تحيين هذه الوثيقة بأخذ الجرعة الثانية أو الثالثة، حتى يتسنى لهم الاستفادة من الامتيازات التي أصبح يخولها هذا الجواز. وقد تسبب قرار الحكومة المتسرع باعتماد "جواز التلقيح" وثيقة تسمح لصاحبها بولوج الأماكن العامة والتنقل بحرية، وكذلك فجائية هذا القرار التي صدمت الجميع، في هرع أعداد كبيرة من المواطنين (من بينهم أشخاص أجبروا على فعل ذلك تحت طائلة المنع)،إلى مراكز التلقيح حتى قبل أن تفتح أبوابها بساعات، بل هناك من شد الرحال إليها فجرا، من أجل أخذ اللقاح وتفادي كل ما من شأنه هدر حقوقه الأساسية. ونتج عن هذا الوضع عدم التزام المتجمهرين عند أبواب مراكز التلقيح، بالإجراءات الاحترازية ضد الفيروس مما يشكل تهديدا للسلامة الصحية، وفي مناوشات كلامية بين البعض من هؤلاء المواطنين تحولت في الكثير من الأحيان إلى فوضى. وقد أثر هذا على السير العادي للحملة الوطنية للتلقيح، بل وتسبب في المزيد من المعاناة للأطر الطبية وشبه الطبية العاملة في الصفوف الأولى في مواجهة الفيروس بالمراكز ونقط التلقيح، والتي كانت تشكو دوما من كثرة الضغط والاستنزاف. وفي ظل هذا الوضع المرتبك لم يفلح عدد كبير من الراغبين في تحصيل دورهم، وعادوا أدراجهم إلى بيوتهم في انتظار أن تحين الفرصة لذلك. وقد عبر عدد من المواطنين عن استيائهم لعدم أخذ الحكومة في حسبانها هذه التدفقات الهائلة على مراكز التلقيح بالمملكة، والتي كانت متوقعة بالنظر إلى فجائية القرار وسرعة تنزيله، بأن تعمل على وضع الترتيبات التنظيمية واللوجستيكية اللازمة للاستجابة لحاجة هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين في اللقاح، في ظروف تكون مناسبة تراعى فيها التدابير الوقائية من الفيروس من وضع الكمامة وتباعد جسدي، عوض الفوضى التي أمست تشوب هذه العملية خلال هذه الأيام التي تلت هذا القرار. وفي سياق ذي صلة، أفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأنه يمكن الحصول على جواز تلقيح مؤقت بعد تلقي الحقنة الأولى من اللقاح ابتداء من يومه الاثنين. وأبرزت الوزارة، في بلاغ أنه بإمكان المواطنات والمواطنين، الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، "الحصول على جواز تلقيح مؤقت يمكن تحميله مباشرة بعد تلقي الحقنة الأولى من اللقاح على أن يكون بإمكانهم الحصول على جواز التلقيح الكامل بعد تلقيهم الحقنة الثانية أي بعد مرور 28 يوما، فيما سيمكنهم الحصول على جواز التلقيح المحين بعد تلقيهم الحقنة الثالثة أي بعد مرور ستة أشهر على تلقيهم الحقنة الثانية. من جهة أخرى، بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثالثة من اللقاح ضد كوفيد 19، بالمملكة، إلى غاية أول أمس السبت، 968 ألف و277 شخصا، بينما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 21 مليون و 419 ألف و 613 شخصا، وبلغ عدد متلقي الجرعة الأولى 23 مليون و623 ألف و502 شخصا. أما بخصوص جديد الوضعية الوبائية خلال ال 24 ساعة الماضية، فقد تم تسجيل 424 إصابة جديدة ب "كوفيد-19″، و 400 حالة شفاء، و6 وفيات خلال ال24 ساعة الماضية. ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 944 ألف و76 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 924 ألف و 9 حالات بنسبة تعاف تبلغ 97.9 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 14 ألف 606 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.5 في المائة. ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 5461 حالة فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة، 13 حالة خلال ال24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 327 حالة، منها 16 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19، نسبة 6.2 بالمائة.