صادق مجلس النواب الليبي الاثنين على قانون الانتخابات التشريعية التي ستقام نهاية العام الجاري، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق. وكتب المتحدث في تغريدة "إقرار قانون انتخاب مجلس النواب في جلسة أمس الاثنين، وبذلك يكون المجلس أنجز التشريعات اللازمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية"، المقررة في 24 دجنبر المقبل. ويأتي إقرار قانون الانتخابات التشريعية بعد أقل من شهر من تبني قانون الانتخابات الرئاسية المثير للجدل والذي صادق عليه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بدون أن يطرحه للتصويت، ما أثار موجة استياء بين عدد كبير من الأطراف السياسية. وأثارت المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية انتقادات شديدة، وهي تنص على إمكان ترشح مسؤول عسكري بشرط التوقف "عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر، وإذا لم ينتخب فإنه يعود لسابق عمله". وسارع المشير خليفة حفتر للاستفادة من هذه المادة، فقام في 23 شتنبر في "تجميد مؤقت" لمهامه العسكرية ونقل قيادة قواته إلى الفريق أول عبد الرزاق الناظوري الذي يشغل أيضا منصب رئيس أركان قوات حفتر. وتعيش ليبيا في فوضى ودوامة عنف وصراعات بين القوى المتنافسة في شرق البلاد وغربها منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. توقف القتال عام 2020 وأبرم اتفاق وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع في أكتوبر من العام نفسه. وشكلت إثر ذلك حكومة انتقالية موحدة برئاسة رجل الأعمال عبد الحميد الدبيبة في مارس لاستكمال الانتقال السياسي المتعثر منذ عشر سنوات. وجاء تشكيل الحكومة بعد حوار سياسي رعته الأممالمتحدة، لكنه أفسح المجال تدريجيا لإعادة ظهور انقسامات، ما يلقي ظلالا من الشك على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر. ودفع ذلك مجلسي النواب والأعلى للدولة (غرفة ثانية في البرلمان)، لعقد اجتماع تشاوري في المغرب نهاية الأسبوع الماضي، لبحث التوافق بشأن إقرار القوانين الانتخابية.