بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين، نظمت حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي عشية اليوم الاثنين سابع دجنبر 2020 بالرباط،حفلا تم خلاله منح جائزة محمد الحيحي للتطوع في دورتهاالرابعة برسم 2020 الى الطواقم الطبية والصحية الوطنية وذلك تثمينا للمجهودات التي يبذلونها في مواجهة جائحة كوفيد 19 المستجد وفي عمليات التحسيس والتوعية بمخاطر هذا الوباء. وقد سلمت هذه الجائزة الى الدكتور الطيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية والفاعل المدني الذي سجل حضورا وازنا في مجال التحسيس والتوعية بمخاطر جائحة كوفيد 19 المستجد وبالتدابير الاحترازية التي يتعين التقيد بها للحد من انتشار هذا الوباء القاتل وتداعياته خاصة في المجالين الطبي والصحي كما جاء فيكلمة جمال المحافظ رئيس حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي ألقاها في مستهل هذا الحفل والتي أكد فيها أن جائحة كورونا أبانت مرة أخرى مركزية العمل التطوعي والحماية الاجتماعية وخاصة في الصحة. وذكر بأن ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريس ناشد في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين ( 5 دجنبر )، الذى خصص هذا العام لتسليط الضوء على مساهمة الحركة التطوعية في جهود التصدي لجائحة كورونا، الحكومات الى تشجيع العمل التطوعي ودعم مجهودات المتطوعين والاعتراف بمساهماتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،خاصة وأنه في الوقت الذى يعرف العالم تعافيا تدريجيا من تداعيات الجائحة، سيكون للمتطوعين، دور رئيسي في التعجيل بالانتقال لاقتصاديات خضراء وشاملة وعادلة حسب الأمين العام للمنظمة الاممية. وعن دواعي ترشيح الدكتور الطيب حمضي لنيل هذه الجائزة ، أوضح الفاعل المدني عبد الرزاق الحنوشي عضو المكتب التنفيذي لحلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي، أنه عندما تم الاتفاق على منح الجائزة للطواقم الطبية والصحية، فإن اختيار لمن تمنح جائزة هذه الدورة " فإن الأمر لم يكن عسيرا لأننا عندما استحضرنا المبادرات التطوعية النوعية خلال هذه السنة وفي سياق مكافحة جائحة كوفيد19 ، توصلنا إلى أن الدكتور الطيب حمضي هو أفضل من يمثل الجسم الطبي و الصحي الذي أبلىى البلاء الحسن من خلال الحضور الميداني و المساهمة الفعالة في مجهودات التواصل والتحسين والتثقيف . وأضاف الحنوشي أن هذا التكريم ايضا له حمولة رمزية تتمثل في كون المحتفى به رغم انتمائه للقطاع الخاص ،فأنه آثر تغليب خدمة المصلحة العامة و الالتزام بالشرط الأخلاقي في ممارسة مهنة الطب بالوفاء لقسم ابوقراط، أيضا لكونه ، ورغم قناعاته النقدية، اختار ان يغلب الحس الوطني في لحظة استثنائية، تستوجب تعبئة كل الطاقات لمواجهة خطر داهم ووضع كل الخلافات جانبا إلى حين وذلك عملا بالمثل الصيني " عوض ان تلعن الظلام اشعل شمعة" معتبرا أن تكريم الدكتور حمضي هو ايضا تكريم لجيل من مناضلين ترعرعوا في حضن جمعيات تاريخية رائدة كحركة الطفولة الشعبية، طفلا وشابا ومؤطرا. وبعد تسلمه، للجائزة، قال الدكتور حمضي عبر عن اعتزازه الكبير باختياره لنيل جائزة محمد الحيحى للتطوع، أولا لارتباطها باسم شخصة فذة راهنت على العمل التطوعي كقيمة أساسية وعلى مركزية التربية في أي مشروع مجتمعي. وأشاد بالادوار الطلائعية التي يقوم بها الأطباء بغض النظر على القطاعات التي يمثلونها. وترحم على أرواح كافة الأطباء الذين راحوا ضحايا فيروس كورونا خلال أدائهم لواجباتهم المهنية. وخلص الى القول خلال هذه الحفل الذى جرى حضورا وعن بعد، وشارك فيهممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات التربوية والثقافية والصحية والحقوقية والإعلامية، يتعين على الجميع ان يعي، أن وباء كورونا لازال قائما، على الرغم إيجابيات الشروع قريبا في عملية التلقيح، وهو ما يتطلب مواصلة التقيد بالتدابير الاحترازية ، ومواصلة عمليات التحسيس والتوعية بالمخاطر الناجمة عن جائحة كورونا. وتمنح هذه الجائزة السنوية التي دأبت الحلقة على تنظيمها منذ سنة 2017 بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين، لأفضل الاعمال والمبادرات التطوعية الجماعية أو الفردية، تشجيعا للعمل التطوعي باعتباره أحد آليات تحقيق المستدامة. ويعد محمد الحيحي ( 1928- 1998 ) أحد رواد الحركة التطوعية ومن بين المساهمين الى جانب المهدي بن بركة في اطلاق مشروع طريق الوحدة سنة 1957، وكان رئيسا لكل من الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJمن 1964 الي 1998والجمعية المغربية لحقوق الانسانAMDHما بين 1989 و 1992 . كما يعود له الفضل في تأسيس اتحاد المنظمات المغربية التربوية سنة 1991. ولدوره الريادي في الدفاع عن حقوق الإنسان، تم تكريم محمد الحيحيمن لدن منظمة HUMAN RIGHTS WATCH الأمريكية في نيويورك سنة 1991 ، كأول مغربي وعربي يحظى بهذا التشريف الدولي. وتهدف حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي للتطوع التي تأسست في الخامس دجنبر سنة 2010 بالرباط بمناسبة اليوم العالمي للتطوع إلى أن تكون فضاء للحوار والنقاش والتفكير في القضايا التي تهم مستقبل الحركة الجمعوية والتعريف والتحسيس بأهداف ورسالة العمل التطوعي مع المساهمة في اشعاع ثقافته وقيمه. وكانت جائزة محمد الحيحي، قد منحت في دورتها الأولى سنة 2017 الى طريق الوحدة بمناسبة الاحتفال بمرور 60 سنة على هذا المشروع الوطني. كما نالت مناصفة منظمتا حركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة ( AMEJ ) ذات الجائزة سنة 2018، في حين نالت جمعية "تويزي للتنمية" بإقليم تارودانت "بوورد" البلجيكية سنة 2019 الجائزة في دورتها الثالثة.