سيناريو هيتشكوكي ولا في الخيال، أفرزته المواجهة الحارقة التي جمعت مساء السبت بين الغريمين التقليدين الوداد والرجاء البيضاويين برسم إياب دور ثمن نهاية كأس محمد السادس للأندية الأبطال. ندية، إثارة، أعصاب، أهداف بالجملة عناوين كبرى لديربي كل العرب، والذي استوفى كل ما كان منتظرا منه إلى أبعد الحدود، وأهدانا قمة كروية حقيقية دخلت التاريخ من بابه الواسع، إذ تصنف إلى جانب أشهر من المباريات التي شهدت “ريمونتادا” مجنونة، انقلبت فيها النتيجة رأسا على عقب وفي زمن قياسي. حتى وإن كانت الوداد تعاني من غيابات مؤثرة وعدم اكتمال الصفوف في مراكز مهمة وبصفة خاصة وسط الميدان، فإن أصدقاء الحارس رضا التكناوتي، أبانوا عن قوة استثنائية، مكنتهم من كسب سبق كبير، بلغ أربعة أهداف لواحد، وعلى بعد عشرين دقيقة من النهاية، كان التفوق الودادي كاسحا، إلا أن الرجاويين كانوا أكثر إصرارا وطموحا، وتمسكا بالأمل في تحقيق التأهيل للدور القادم من هذه المسابقة العربية. هنا حضرت كاريزما محسن متولي، مكنته من قيادة فريقه نحو تحقيق تعادل يعتبر من باب المستحيلات، فالهدف الرابع جاء في الوقت الإضافي وبضربة رأسية جميلة بواسطة الكونغولي بين مالانغو الذي شكل عدد مبارياته الدولية لغزا محيرا وحلبة لصراع قانوني بين مسيري القطبين الكبيرين. تعادل قاد الرجاء نحو تأهيل مثير، بينما حكم على الوداد بمغادرة المسابقة بكثير من الحسرة وخيبة الأمل، ومن المتوقع أن تكون لها تبعات كثيرة على جل مكونات القلعة الحمراء، خاصة الطاقم التقني الذي يعاب عليه افتقاده للقدرة على الحفاظ على السبق في النتيجة. المؤكد أن المباراة بما أفرزته من معطيات تقنية، وما قدمه جمهور الفريقين من إبداعات تفوق الخيال، أكدت أن الديربي البيضاوي قيمة حقيقية، وعلامة فارقة في كرة القدم المغربية والعربية والإفريقية، كما أن تأهل فريق أولمبيك أسفي على حساب نادي الترجي التونسي، شكلت إشراقة جميلة بالنسبة للحضور المغربي في هذه التظاهرة، تأهيل تستحق عليه كل مكونات الفريق المسفيوي التهنئة على أمل مواصلة المشوار بنفس الإصرار والطموح والرغبة في تألق لافت للانتباه.