أكد محمد نبيل بعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن خروج حزبه للمعارضة، لا يعني أنه سيسقط في السوداوية، بل سيعمل، في إطار ممارسته للمعارضة، على مساندة كل ما هو قابل للمساندة، وسيفتح الآفاق بشكل إيجابي، وسيتعامل بايجابية مع كل ما هو إيجابي ومتوافق مع تطلعات الشعب المغربي. جاء ذلك خلال اللقاء السنوي الذي جمع الأمين العام محمد نبيل ببرلماني الحزب أعضاء المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وأعضاء مجموعة العمل التقدمي بمجلس المستشارين، يوم الجمعة الماضي بالرباط، قبيل افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة، من الولاية العاشرة، حيث تطرق خلاله الأمين العام، إلى الأسباب التي حدت بحزب التقدم والاشتراكية إلى اتخاذ قرار جماعي يقضي بالخروج إلى المعارضة. وأوضح زعيم حزب الكتاب، أن هناك إمكانية، من داخل المعارضة، ليبرز الحزب أكثر مما كان عليه في الحكومة، وليكون صوته مسموعا أكثر، وذلك من خلال طريقة طرحه للقضايا وطرحه للبدائل، مما سيكون له فائدة وسيكون له صدى على الساحة السياسية الوطنية، مشيرا إلى أن جزءا مهما من الرأي العام ينتظر من حزب التقدم والاشتراكية أن يلعب دوره الأساسي وأن يسترجع مكانته في الساحة السياسية اليسارية. وأضاف نبيل بنعبد الله، أن حزب التقدم والاشتراكية بانتقاله إلى المعارضة، سيكون حاملا لخطاب جديد يرتكز على الجرأة في طرح القضايا، وفي المواقف المؤسسة انطلاقا من استقلالية القرار الحزبي، وبالتالي، يضيف المتحدث، فالحزب سيمارس معارضة حقيقية انطلاقا من خطاب راق وجديد وبمواقف قوية. ومن الأسباب التي دفعت بحزب التقدم والاشتراكية إلى الخروج إلى المعارضة، والتي ساقها نبيل بنعبد الله في سياق حديثه مع نواب حزبه، هو ما عاشه مجلس النواب من تأخر في مناقشة وإقرار مجموعة من مشاريع القوانين جراء اختلافات وحسابات سياسوية ضيقة مثل ما هو الحال بالنسبة لقانون الإطار وغيره من القوانين الأخرى، حيث كان الكل يبحث عن مبررات تعطيل الآلية التشريعية. وفي تعليقه على الحكومة في نسختها الجديدة، قال نبيل بنعبد الله “إن ردود فعل المتتبعين والرأي العام على هذه التشكيلة الحكومية هو دليل على صحة موقف حزب التقدم والاشتراكية، وهي دليل على أنه قيل لنا كلام، وأن ما خرج لا علاقة له في العمق بما كان منتظرا”، مشيرا إلى أن الحكومات السابقة كانت لها حمولة سياسية رغم محاولة تبخيس العمل السياسي والأحزاب السياسية، وبالتالي فإن حضور حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة الحالية كان سيكون له الآثر السلبي على الحزب أكثر من أي أثر إيجابي. يشار إلى أن هذا اللقاء شكل أيضا مناسبة للترحم على فقيدي الحزب كل من المرحوم قاسم الغزوي عضو مجلس رئاسة الحزب، وواحد من قاداته البارزين الذي عرف قيد حياته بخصاله النضالية الرفيعة، وبإيمانه القوي بالمبادئ، وحضوره البارز على كافة جبهات النضال السياسي والانتخابي والجمعوي، والمرحوم عبد الرحمان كركيش عضو اللجنة المركزية للحزب ورئيس جماعة صدينا ورئيس مجموعة جماعات صدينا للبيئة بإقليم تطوان، والذي عرف قيد حياته بنضاله عن قرب إلى جانب المواطنات والمواطنين وبخصاله النيلة.