شكل بحث فرص وتحديات سوق الطيران الموجه لرجال الأعمال محور مؤتمر نظم أول أمس الثلاثاء بمراكش، وشارك فيه مهنيون وعاملون وخبراء عالميون في القطاع الذي يعيش طفرته. وفي تصريح للصحافة، قال المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، محمد زهير العوفير، إن هذا اللقاء رفيع المستوى المنظم على هامش النسخة الثالثة لمعرض الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا “MEBAA Show Morocco 2019″، التي تنعقد بشراكة مع اتحاد الطيران الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يومي 25 و 26 من الشهر الجاري بمطار مراكش-المنارة، يعد فرصة لعدد هام من مهنيي القطاع والعاملين فيه. وأضاف أن اللقاء عرف مشاركة كبار قطاع صناعة الطائرات، وعديد المنتمين لعالم الأعمال، والتعليم والبحث، قصد التباحث حول الفرص ومختلف السبل المسهمة في تنمية قطاع طيران رجال الأعمال. وشدد العوفير على أن المكتب الوطني للمطارات، ركز خلال هذه التظاهرة، على الدينامية والتطور الذي يعرفه قطاع الملاحة الجوية عموما، من خلال النمو الهام للنقل خلال السنوات الأخيرة، موردا في السياق ذاته، الفرص المتاحة لتنمية النقل الجوي، في صلته مع طيران رجال الأعمال. وأوضح المسؤول أن طيران رجال الأعمال يهم عددا من المطارات التي تتوفر على فضاءات وخدمات موجهة لهذا النشاط بالذات، والذي يقتضي “مقاربة متمايزة” مقارنة مع الملاحة عموما. وقال “سلطنا الضوء أيضا على الفرص الناجمة عن توطين عدة فاعلين لنشاطهم بالمغرب من قبيل “فيكسيد بايز أوبيراتور”، و”جيطيكس” و”سويس سبورت بيزنيز أفييشن”، والتي تتواجد في بعض مطارات المملكة، على شاكلة الرباط وطنجة والدار البيضاءومراكش وأكادير والداخلة. وخلص إلى أن اللقاء شكل مناسبة لتقديم مشاريع تنموية هامة تتعلق بقطاع الطيران، لاسيما في إطار أنموذج شراكة بين القطاعين والخاص، من قبيل مطار تيط مليل المزمع تحويله إلى مطار لطيران رجال الأعمال من المستوى العالمي. وفي تصريح مماثل، قال الرئيس التنفيذي لاتحاد الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، علي أحمد النقبي، إن هذا المؤتمر المهم يرمي إلى تعزيز الوعي بالأهمية القصوى لقطاع طيران رجال الأعمال كرافعة محورية في تنمية كل اقتصاد. وأوضح أن اللقاء يتميز هذه السنة بمشاركة متدخلين كثر يمثلون الجامعة، بغية مناقشة السبل المتاحة لتعزيز البحث والتكوين في قطاع الملاحة، لا سيما طيران رجال الأعمال. وفي هذا الصدد اعتبر أن تنمية طيران رجال الأعمال تظل رهينة بتقوية دور الرأسمال البشري، وكفايات وقدرات الموارد البشرية الحالية والمستقبلية، داعيا إلى توجيه خريجي الجامعات نحو هذا القطاع. كما أشار إلى أن حضور ثلة من مسؤولي مؤسسات جامعية يرنو إلى بحث السبل القمينة بحفزه، من قبيل إدماج مادة تتعلق بالطيران الخاص وطيران رجال الأعمال، في المسار الجامعي. أما رئيس الجامعة الدولية للرباط، نور الدين مؤدب، فقال إنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون موارد بشرية مؤهلة وتتوفر على الكفايات المطلوبة في مجال دقيق من هذا القبيل، مسجلا الحاجة إلى ضمان التكوين لتحقيق المردودية. وفي هذا الصدد أشار السيد مؤدب إلى أن الطلب على الموارد البشرية المؤهلة في ميدان النقل الجوي الذي يعيش طفرته، سيكون هاما خلال العقدين المقبلين، موردا أنه ليس بمستطاع الموارد البشرية الحالية مسايرة الأداءات التي يحققها القطاع. ويكمن التحدي الأبرز حسبه في رفع عدد الأطر المؤهلة واستمالة المواهب من خريجي المدارس الكبرى والمؤسسات الجامعية على التوجه نحو هذا القطاع قصد الإسهام في تنمية ميدان الطيران. وخلص إلى ضرورة الاستثمار في الابتكار والبحث مع العمل سويا بين القطاعين العام والخاص من أجل تكوين وتأهيل أمثل لموارد الغد، قصد مسايرة التطور المطرد لقطاع الطيران عموما، ولقطاع طيران رجال الأعمال. وينكب المؤتمر على مناقشة تيمات تتعلق أساسا ب”بحث وتنمية طيران رجال الأعمال”، و”المعطيات الضخمة في قطاع طيران رجال الأعمال..نظرية أم ممارسة”. ويعرف المعرض الذي ينظم برعاية جلالة الملك محمد السادس، والذي يحتضنه مطار مراكش المنارة الدولي، مشاركة فاعلين متخصصين في مجالات كراء وبيع وشراء واستغلال وتشغيل الطائرات المستعملة في مجال الطيران الخاص.