كشفت المعطيات التي أفرزتها مباراتي المنتخب المغربي لكرة القدم الإعداديتين بمراكش ضد النيجر وبوركينافاسو، أن المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش فضل إدخال تغييرات تدريجية على التشكيل الأساسي الذي رافق المدرب السابق هيرفي رونار طيلة ثلاث سنوات ونصف. وهنا لابد من طرح الموضوع بصيغة أخرى، فوجود عدد كبير من اللاعبين يعفي المدرب الجديد لأسود الأطلس من البحث المضن عن عناصر جاهزة لإحداث نقلة نوعية ضرورية داخل التركيبة الأساسية، خاصة ومراعاة عامل السن مسألة لا غنى عنها. فالعقد الموقع بين وحيد والجامعة يتضمن الوصول إلى نصف نهاية كأس أفريقيا للأمم سنة 2021 الكاميرون، والتأهل لكأس العالم قطر 2022، والفوز بكأس أفريقيا للأمم سنة 2023 بالكوت ديفوار. ففي هذه الحالة كم سيكون سن درار، ونور الدين أمرابط، يونس بلهندة، فيصل فجر، وغيرهم من اللاعبين المتقدمين في السن، بينما يوجد هناك لاعبين لازال أمامهم وقت كاف للعب، لمرافقة المنتخب خلال السنوات الأخيرة، والمشاركة بالاستحقاقات القادمة بدءا من دورة الكاميرون، وبالتالي فإمكانية بناء منتخب مغربي ممكنة جدا، شريطة توفر الإرادة، ووضع برنامج عمل دقيق، يقود إلى بناء تشكيل قوي متجانس قادر على المنافسة. فبالنسبة لحراسة المرمى فالمشكل غير مطروح تماما فهناك المحمدي وبونو، بالإضافة إلى حارسين متألقين بالدوري المحلي هما رضا التكناوتي وأنس الزنيتي. وفي خط الدفاع يمكن بناء رباعي جديد من خلال لائحة موسعة تتكون من مروان سايس، وأشرف حكيمي، وجواد الياميق، وزهير فضال، دون أن نستثني عناصر تلعب أيضا بالمنتخب المحلي كبدر بانون، ومروان الهدهودي، وإسماعيل بالمقدم، وأشرف داري. وفي الوسط في شقيه الدفاعي والهجومي، أبانت المباريات الإعدادية أن سفيان لمرابط يمكن أن يشكل خير خلف لأحسن سلف، كما أن إمكانيات كل من إسماعيل أيت بناصر، وأمين حارث، وأسامة الإدريسي وحكيم زياش، تعطي للمدرب الكثير من الاطمئنان، دون أن ننسى بطبيعة الحال وجود لاعبين متألقين داخل الدوري المحلي كيحيى جبران، ووليد الكرتي، وكريم البركاوي. لاعب أولمبيك آسفى محمد المورابيط من أبرز اللاعبين الشبان الصاعدين بالدوري المحلي، وخلال مباريات المنتخب الأولمبي أكد أنه من المواهب الواعدة، وبالإضافة إلى هذا اللاعب المسفيوي، هناك لاعبين آخرين قادرين على حمل القميص الوطني، ويشكلون إضافة مهمة للعناصر الرسمية كيوسف النصيري، وسفيان بوفال، أشرف بنشرقي، محمد أوناجم، وغيرهم اللاعبين الذين فقد وضع الثقة فيهم من طرف المدرب… غير ذلك فاستمرار الاعتماد على الحرس القديم، لا يمكن أن يساهم في تشكيل منتخب قوى قادر على تحقيق النتائج التي ينتظرها الجمهور الرياضي المتذمر من تعدد النكسات وتوالي الإخفاقات.