يوم الأحد الماضي، رحل عن دنيانا المغني والملحن، حسن ميكري، عضو المجموعة الموسيقية الشهيرة “الإخوان ميكري”، عن عمر يناهز 77 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض. استطاع حسن ميكري، الذي رأى النور سنة 1942 بوجدة، وهو مؤسس مجموعة ميكري التي تتألف من الإخوة حسن، محمود، يونس وجليلة، إعطاء نفس جديد للأغنية المغربية. وحسن ميكري الذي يتميز بمواهبه الفنية المتعددة، هو في ذات الآن كاتب كلمات وملحن ومغني وفنان تشكيلي وباحث م جد في مجال الخط الأيقوني الفارسي. وكان الراحل الذي يعد مؤسس اللجنة الوطنية للموسيقى، قد توج بالميدالية الذهبية الممنوحة من طرف أكاديمية “الفنون- العلوم -الآداب” بباريس، و”ميدالية الحرية العالمية” التي يمنحها المعهد الأمريكي للسيرة الذاتية (ذي أميريكان بيوغرافيكال إنستيتيوت). ويعد تكريم “الإخوان ميكري” بالأولمبيا في باريس (1976)، والحصول على الأسطوانة الذهبية فيليبس، وجائزة “الرباب الذهبي” (2003) التي تمنح لكبار نجوم العالم العربي، تحت رعاية المجلس الدولي للموسيقى-اليونسكو، من بين أهم الجوائز التكريمية التي تشهد على الإسهام الفني للإخوان ميكري، مجددوا ورواد الأغنية العربية العالمية. بهذه المناسبة الأليمة نعاه أخوه الفنان محمود ميكري بالقول إنه “لم يفقد حسن بصفته شخصا واحدا بل ثلاثة أشخاص، الأخ والصديق والفنان، لقد فقدناه جميعا، وأتمنى أن يطيل الله عمره في الجنة..”، ونعاه كذلك ابنه الفنان ناصر ميكري بالقول: “حسن ميكري ليس مجرد أبي فقط، إنه رفيق مشواري الفني، أستاذي والأب المثالي. من الطبيعي أن يتأثر الناس لرحيله، ونحن قابلون بهذا القدر، نحمد الله أنه لم يتعذب خلال فترة مرضه، كان يتابع علاجه لكنه لم يتعذب، في لحظاته الأخيرة كان يكتفي بالابتسام، كنت أقول له أحبك وكان يكتفي بالإشارة برأسه ويبتسم. وصيته الأخيرة كانت هي الابتسامة، ذكرني بالأخطار التي توجد في الميدان الفني وفي الحياة عموما، رباني وعلمني، إنه قدوة، وأظن أن الموسيقى المغربية فقد أيقونة كبيرة، لكن أعماله بين يدي، وسوف تصل إلى الجمهور وهذا هو واجبي. يجب أن أكمل المشاريع التي كان ينوي إخراجها، هناك كتاب، وألبوم غنائي.. هناك العديد من الأشياء خلفها. وقال عته الفنان محمد خيي إته قدم الكثير للأغنية المغربية سواء من ناحية الكلمات والألحان، وكانت له غيرة على الأغنية. كان يجتهد في عطاءاته الفنية. ويجمع العديد من المهتمين بمساره الفني أن الراحل “كان يتحلى بأخلاق عالية وكان يشكل نموذجا للفنان المغربي الذي قدم خدمات كبيرة للأغنية المغربية الأصيلة كما كرس حياته للفن الراقي والهادف..”، وأنه ” كان له الفضل الكبير على مسيرة إخوته من حيث كتابة الكلمات التي تغنى بها كل من محمود في رائعته المعروفة “حورية” وعدد من الأغاني لا تقل قيمة عن سابقاتها لازالت تصدح لحد الساعة متحدية موجات كبيرة من ألوان الغناء..”.