رفضت المحكمة الإبتدائية بالرباط، أول أمس الإثنين، طلب السراح المؤقت، الذي تقدم به دفاع ممرضة رفقة مستخدمة صيدلانية، المتابعتين على خلفية وفاة رضيع بمستشفى الليمون بالرباط، بسبب تلقيح. كما قررت تأجيل البث في الملف، إلى جلسة ثانية حدد يوم 31 دجنبر موعدا لها. وكان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، قد أمر في نهاية الأسبوع الماضي، بإيداع ممرضة بمستشفى الليمون التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، رفقة مستخدمة صيدلانية، سجن العرجات 1 بتهمة القتل غير العمد. وكانت المصالح الأمنية بالرباط، قد أحالت المعنيتين على النيابة العامة، ورغم المحاولات التي بذلت من أجل الحصول على التنازل من طرف والد الرضيع المتوفى، إلا أنه أصر على المتابعة، مما دفع النيابة العامة إلى الاحتفاظ بهما رهن الاعتقال الاحتياطي. ووفق مصادر مطلعة، فقد بينت التحريات التي أجرتها الضابطة القضائية طيلة مدة الحراسة النظرية، قيام الممرضة والمستخدمة بالصيدلية بتغيير اسم الدواء، وبعد حقن الرضع بدواء مخدر، ظهرت عليهما علامات الازرقاق حيث توفي رضيع، فيما نقل خمسة آخرون إلى قسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، لتلقي الفحوصات وغادر الرضع المؤسسة الصحية. أمام هذا الوضع، أمرت النيابة العامة الشرطة القضائية الولائية، بفتح تحقيق قضائي في الموضوع لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، وإيداع جثة الرضيع مستودع الأموات قصد إجراء تشريح طبي عليه، وتقديم المتورطين أمام النيابة العامة، كما أمر أنس الدكالي، وزير الصحة بفتح تحقيق إداري أسند فيه مهمة البحث إلى لجنة مركزية للاطلاع على حقيقة الأمر وترتيب الجزاءات الإدارية في حق كل من ثبت تورطه في النازلة.. وعلاقة بالموضوع، أكد وزير الصحة، أنس الدكالي، أول أمس الاثنين بالرباط، أن التحريات الأولية التي قامت بها اللجنة المركزية متعددة التخصصات بالوزارة، لم تسجل أي اختلالات بخصوص جودة اللقاح وظروف تخزينه. وأبرز الدكالي في معرض رده على إحاطة للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، حول موضوع ” ظروف وملابسات وفاة طفل رضيع وتدهور الحالة الصحية لأطفال آخرين بسبب التلقيح”، أن تحريات اللجنة والمعاينات اللازمة للوقوف على حقيقة الأمر خلصت إلى أنه لا علاقة للقاح بالحادث، مشيرا إلى أن اللقاح المستعمل بمستشفى الولادة “الليمون” بالرباط هو نفسه المستعمل بباقي مراكز الولادة، ولم تسجل بشأنه أية مضاعفات بأي من هذه المراكز. وأضاف أنه في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، وتبعا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، تقوم المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة بتلقيح الأطفال حديثي الولادة ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع (ب) خلال ال24 ساعة الأولى التي تلي الولادة، وذلك منذ سنة 2017، مسجلا انه تماشيا مع هذا البرنامج، يقوم مستشفى “الليمون ” التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وفق مساطر مضبوطة وبروتوكول خاص، وعلى غرار باقي المؤسسات الصحية التابعة للوزارة، بتلقيح الرضع حديثي الولادة، حيث تم تسجيل حادث لدى بعض الرضع خلال عملية التلقيح التي قام بها المستشفى. وأوضح الدكالي أن الأطقم الطبية والتمريضية سارعت إلى التكفل بالحالة الصحية لستة أطفال حديثي الولادة بمستشفى الليمون، حيث تم نقلهم إلى قسم الإنعاش والعناية المركزة بمستشفى الأطفال من أجل تتبع حالتهم الصحية، وهو ما مكن من تحسن الحالة الصحية لخمسة أطفال، أربعة منهم غادروا المستشفى، في حين لا يزال رضيع واحد في حالة مستقرة تحت المراقبة الطبية وتسجل حالته تحسنا ملحوظا، فيما فارق رضيع الحياة قبل نقله إلى مستشفى الأطفال. وأشار إلى أن إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا قامت بدورها بفتح تحقيق داخلي من اجل استجلاء الأمر، كما فتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع، مؤكدا أن الوزارة ستعمل على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وفق ما سيسفر عنه البحث القضائي.