بعد فيلمه السينمائي الأخير "فورماطاج"، الذي يعالج مأساة المرضى النفسيين بالمغرب، يخوض المخرج مراد الخودي تجربة سينمائية جديدة اختار لها تيمة عقوبة الإعدام بالمغرب. الفيلم الموسوم ب"أبواب السماء"، انطلق تصويره قبل أيام بمراكش حسب تصريحات لمخرجه، الذي أكد أن تناوله للموضوع سالف الذكر يأتي وفقا لفلسفة خاصة. وفي التفاصيل فقد تحولت عدد من فضاءات المدينة الحمراء، منذ ما يزيد عن أسبوع، إلى سجن يحتضن مجموعة شخصيات نسائية محكوم عليها بالإعدام، تدور حولهن أحداث الفيلم السينمائي الجديد لمراد الخودي، الذي وقع له السيناريو بنفسه. وهو الفيلم الذي سبق له أن حصل على دعم قبل الإنتاج من المركز السينمائي المغربي بقيمة 4 ملايين و400 ألف درهم، برسم سنة 2016. وتجسد أدوار هذه الشخصيات كل من نادية آيت، وهدى الريحاني، وفاطمة الزهراء بناصر، وفاطمة هراندي الشهيرة ب"راوية"، ونسرين الراضي، وأمال التمار، وهي أسماء لها وزنها في حقل التمثيل المغربي وقع عليها اختيار المخرج مراد الخودي للمشاركة في مشروع فيلمه، الذي تنفذ إنتاجه ابتهاج المرغدي وحسن الشاوي. مراد الخودي، المخرج المتوج بعدد من الجوائز عن مختلف أفلامه التلفزيونية، آخرها فيلمه 12 ساعة الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان الدراما بمكناس للسنة الجارية، تحدث عن تجربته الجديدة فقال: "إن "أبواب السماء"، يناقش موضوع الإعدام في المغرب، بفلسفة خاصة، لم يكن بإمكانها أن تصور في سجن عادي، ما دفع بطاقم الإنتاج إلى بناء سجن كامل، وهو تحد اتخذته وفريق الفيلم، ما يبرز حماس الجميع لإنجاح هذه التجربة السينمائية، مشيرا إلى أن الفريق الفني للعمل، هو نسائي مائة في المائة، إذ يراهن الطاقم على مجموعة من الأسماء الوازنة في المجال الفني المغربي". وتروي أحداث هذا العمل السينمائي، المرتقب أن يستمر تصويره لمدة 6 أسابيع، بمراكش قصص مجموعة من النساء دخلن أسوار السجن إثر قضايا مختلفة تعرضن لها، ما يجعل مصيرهن بعيدا عن الحرية، ويواجهن حكم الإعدام... وداخل المؤسسة السجنية يتعرضن لمجموعة من المواقف التي تجعل كل واحدة منهن تعاني في صمت وليس لها أي معيل لمواجهة مشاكلها. من جهتها الفنانة هدى الريحاني، وفي تصريح لها بالمناسة أشادت بالتجربة الجديدة التي تدخلها معتبرة أن موضوع الفيلم ونصه والشخصية التي تجسدها، كلها عناصر جديدة عليها، وتدخل في إطار الاشتغال ضمن عالم مراد الخودي، الذي يملك نوعا خاصا به في السينما والدراما، إذ سبق أن اشتغلت معه في سلسلة "البعد الآخر". وأوضحت الريحاني أنها تشتغل للمرة الأولى مع عدد من الأسماء، باستثناء راوية التي جمعتها مشاركة فنية سابقة. المنتج حسن الشاوي، في تصريح له حول الفيلم قال إنه يندرج في إطار التنوع الذي تحرص شركة "الشاوي برود" على اتباعه في كافة أعمالها الفنية، والتي استطاعت من خلالها المزج بين الكوميديا وقضية الصحراء المغربية، فضلا عن الحركة والدراما. مبرزا أن فيلم "أبواب السماء"، هو عمل يسلط الضوء على قضية مجتمعية تجسد حكايتها مجموعة من النساء، وتبقى واحدة من الطابوهات المجتمعية التي يواجهها المغاربة، يقول المساهم في الإنتاج حسن الشاوي.