عثر فريق مصري يضم عددا كبيرا من الباحثات، على أول ديناصور أعطى إجابة عن حقبة زمنية امتدت على مدى 30 مليون سنة من العصر الطباشيري، بالإضافة إلى أنه قدم دليلا على هجرة الكائنات الحية من أوروبا إلى أفريقيا والعكس. أ.ف.ب تمكن فريق بحثي مصري من اكتشاف أول ديناصور في مصر وأفريقيا يعود إلى العصر الطباشيري، ويثبت وجود اتصال بين القارة السمراء وأوروبا قبل نحو 75 مليون سنة. وأُطلق على الديناصور المكتشف بمنطقة تنيدة في واحة الداخلة بالصحراء الغربية المصرية، اسم "منصوراصورس". وكشف فريق البحث التابع لمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية (شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة)، أنه قبل 66 مليون سنة، وتحديدا بين حقبة الحياة الوسطى وحقبة الحياة الحديثة، حدثت موجة انقراض هائلة قضت على أكثر من ثلاثة أرباع أشكال الحياة على الأرض، بما فيها الديناصورات والزواحف البحرية التي امتازت بضخامة حجمها. ورغم نجاح العلم في توثيق هذه الفترة جيولوجيّا، هناك فجوة زمنية في قارة أفريقيا تحديدا، تصل إلى قرابة 30 مليون سنة، وظلت تلك الفجوة لغزا استعصى على العلم فهمها. وعلى مدى العقدين الماضيين كانت هناك محاولات علمية جادة لسد هذه الفجوة، لكن دون جدوى، إلى أن نجح فريق البحث المصري في اكتشاف أول ديناصور في مصر وأفريقيا يوثق لهذه الفترة. وبحسب البحث، تشير العلاقة الوثيقة بين الديناصور المكتشف وأقربائه في أوروبا إلى أن الفقاريات الأرضية تشتتت وانتشرت بين أوراسيا وشمال أفريقيا بعد انفصال أفريقيا عن أميركا الجنوبية قبل 100 مليون سنة مضت. وهذه النتائج تتعارض مع الفرضيات التي كانت تقول إن الديناصورات التي عاشت في أفريقيا كانت معزولة تماما خلال العصر الطباشيري ما بعد السينوماني. وقال هشام سلام، أستاذ مساعد في قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، وقائد فريق البحث، إن هذا الديناصور هو الأول من نوعه في أفريقيا الذي يوثق آخر 30 مليون سنة من العصر الطباشيري. وأضاف سلام لمجلة ساينتفك أميركان، أن "هذا الديناصور هو السادس المكتشف في مصر، لكنه الأول في أفريقيا الذي يوثق لأواخر العصر الطباشيري، وهو أكمل ديناصور مكتشف في القارة السمراء لهذه الفترة". وتابع "يبلغ طول الديناصور 10 أمتار ووزنه حوالي 5 أطنان، ويعود تاريخه إلى نحو 75 مليون سنة، وتم تحديده بناء على دراسات معمقة للخرائط الجيولوجية، والحفريات الدقيقة المكتشفة التي تعود إلى هذه الحقبة من الزمن". وأكد سلام، على أن منصوراصورس هو أول دليل للديناصورات في تاريخ العلم يثبت وجود اتصال بين أفريقيا وأوروبا في تلك الحقبة من الزمن. وضمّ فريق البحث، أكبر عدد من السيدات الباحثات لأول مرة على مدار التاريخ في مصر والوطن العربي، لاكتشاف مثل هذه الحفريات، التي تتطلب ظروف عمل خاصة وقاسية.