تحدث عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في تفاصيل عميقة حول مشروعه العام لتأهيل مؤسسته الجامعية وكذا الوقوف على مختلف نقط اختلاف هذه الكلية ومظاهر استثنائها على بقية الصروح الجامعية الجهوية والوطنية. وكان الدكتور أحمد بالقاضي قد حل يوم السبت الماضي، ضيفا على البرنامج التليفزيوني "ضيف الشرف" الذي يعده طلبة الماستر المتخصص في مهن الإعلام وتطبيقاته المعتمد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، بتنسيق مع مجموعة من الإعلاميين والمخرجين المتمرسين التابعين لشركة الإذاعة والتلفزة المغربية. وشكل هذا اللقاء فرصة للوقوف على التغيرات الجذرية التي تصب في المنحى الإيجابي لهذه المؤسسة التي كانت إلى حدود سنة 2013 تعاني ما تعانيه، من فوضى تدبيرية وانضباطية في صفوف الطلبة الذين كانوا يقضون في خوض الاحتجاجات والعصيان من الزمن، أضعاف ما يتواجدون فيه داخل فصول ومدرجات التحصيل والدراسة. وقد ركز الحافظ محضار، مقدم هذه الحلقة رفقة الإعلاميتين المتدربتين حنان عبو وأسماء السهلاوي على ثلاث محاور أساسية كانت كافية لتسليط الضوء على الوضع العام السائد بذات الكلية وعلى أهم التغييرات التي همت تأهيلها وإبراز ملامحها الجذابة للزائر قبل المقيم، من خلال الاهتمام الكبير الذي أولاه القائمون على تدبير شؤون كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير في السنوات الثلاث الأخيرة للجانب المرتبط بتجويد البنية التحتية وإلحاق تغييرات جذرية على مختلف البنايات والممرات وإحياء الفضاءات الخضراء وتوفير قاعات خاصة بالندوات الفكرية والأدبية وقاعات للعروض المسرحية والسينمائية وتجهيزها بأحداث آليات الاشتغال. الشق الثاني من النقاش تم من خلاله كشف النقاب على المصاحبة الجامعية والتواصل كمحور استأثر باهتمام كل المتتبعين للشأن الجامعي بالجهة بالنظر للقفزة النوعية التي عرفها هذان المقومان خاصة فيما يتعلق بسرعة إدماج الطلبة الحديثي الالتحاق بالتعليم الجامعي مباشرة من التعليم الثانوي، وما يميز هذه المرحلة من تفاوتات وفوارق تنظيمية ومعرفية في أنماط التلقي وفي التفاعل مع الفعل التحصيلي على المستويين الثانوي والجامعي. وكشف العميد من خلال ردوده على أسئلة المستجوبين، على الانعكاس الإيجابي بالأرقام وبالإحصائيات، لهذه المصاحبة على نتائج طلبته في جميع الشعب، منوها بالدور الفعال والمهم الذي يقوم به ثلة من الأساتذة المتطوعين للقيام بهذه المهمة رفقة مجموعة من طلبة الماستر والدكتورة الذين يستفيدون بدورهم من تكوينات وتدريبات مكثفة بعد إخضاعهم لانتقاء دقيق يستجيب لمعايير علمية وسيكولوجية محددة. أما عن التواصل فقد أحال الضيف مستضيفيه ومشاهديه على الاطلاع على وضعية المؤسسة منذ تقلده زمام الأمور، مركزا، على الهدنة وغياب الاحتجاجات الطلابية داخل وخارج الحرم الجامعي، خلال هذه الفترة، وكذا الأجواء الإيجابية التي تميز فترات الدراسة والتحصيل والتقويمات، مذكرا، في ختام مناقشته لهذا المحور بالمشروع الإعلامي في التواصل، الذي ستطلقه كلية الآداب والعلوم الإنسانية خلال الشهر المقبل والذي يهدف بالدرجة الأولى حسب المسؤول الجامعي إلى تسهيل عملية التواصل وتدليل الصعاب بالنسبة لآلاف الطلبة التابعين للكلية من حيث تتبعهم لوضعيتهم الإدارية والتربوية وكذا في تسريع وتيرة الحصول على وثائقهم الإدارية. المحور الأخير الذي وضع عليه منشط البرنامج الاصبع، كان محور الثقافة في علاقتها مع السيرورة التكوينية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، والذي خصص له حيز كبير لما لهذا الأخير من علاقة وثيقة بالمسار الدراسي الجامعي للطالب، واستعرض المسؤول الأول على تدبير شؤون الكلية، وهو يتفاعل مع أسئلة المستجوبين، العديد من الإنجازات المرتبطة بالشق الثقافي من تجهيز وتأثيث المكتبة الجامعية بأحدث المراجع الورقية والالكترونية وتأهيل فضاءات خاصة لاحتضان أنشطة النادي الثقافي، كما عرج على أهمية المسرح الدولي الجامعي الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير كل سنة، والذي يساهم في المزيد من انفتاح المؤسسة على باقي العوالم الخارجية وفي التلاقح وتبادل التجارب والخبرات في مجال المسرح، مذكرا أيضا بالمولود الجديد الذي يبحث من جانبه على تواجده وإثبات ذاته على الساحة الوطنية، والأمر هنا يتعلق بالمهرجان الوطني للسينما الجامعية الذي بدا يشق طريقه نحو الريادة بالنظر للأهمية التي يوليها القائمون على تدبير الكلية لهذا الجانب. وختم المتحدث، مداخلته بتثمينه للعمل الذي يقوم به طاقمه الإداري والذي يعمل في انسجام وتناغم رفيعين، يقول العميد، من أجل الرقي بمستوى مؤسستهم منوها كذلك بأطره التدريسية التي أبانت عن علو كعبها وعلى مثابرتها من أجل أداء رسالتهم التعليمية على أحسن وجه. ويعتبر برنامج ضيف الشرف، من أنجح البرامج الحوارية الذي يعده طلبة ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته بشراكة مع المرصد الجامعي لمهن وممارسات الإعلام الذي يشرف عليه الدكتور عمر عبدوه والذي تمن من خلال تصريحه لبيان اليوم، الدعم الذي تقدمه إدارة الكلية لكل الماسترات المعتمدة لديها وفي طليعتها ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته الذي أنشأ منذ انطلاقته منذ ست سنوات، يضيف الأستاذ عبدوه، عشرات الكوادر الإعلامية التي تتلألأ في القنوات الإعلامية الوطنية والعربية مشيدا باتفاقيات عمل والشراكات المتنوعة التي تربط مرصده بمختلف الفاعلين الإعلاميين داخل المغرب وخارجه والهادفة في مجملها إلى العمل على صقل مواهب إعلاميي الغد وتطوير قدراتهم العلمية والمعرفية والمهنية حتى يتمكنوا من مواكبة التطورات الصاروخية التي يعرفها الحقل الإعلامي ويسايروا التحولات العميقة التي تطبعه. وجدير بالذكر، بأن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، تعد من بين أكبر المؤسسات الجامعية الوطنية من حيث الاستقطاب الطلابي (حوالي 30 ألف طالبة وطالب يتوزعون على الشعب التسع المعتمدة) ينتمون إلى خمس جهات.