يخلد العالم، يومه الجمعة، فاتح دجنبر2017، اليوم العالمي لمكافحة السيدا، كمناسبة سنوية للتوعية والتحسيس بالداء، وكذا التعرف على مختلف التطورات التي تعرفها الوضعية المرتبطة بانتشاره وبكيفية الولوج إلى العلاج. ويحيي المغرب بدوره هذا اليوم تحت شعار "الحق في الصحة"، وذلك بشراكة بين وزارة الصحة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومختلف فعاليات المجتمع المدني. وتهدف الوزارة، كما جاء في بلاغ توصلت به بيان اليوم بمناسبة اليوم العالمي، من مختلف الأنشطة المنظمة في هذا الإطار، إلى المساهمة إلى جانب المجتمع المدني في التحسيس ونشر الوعي الصحي حول أهمية الوقاية، وطرق التقليص من مخاطر التعرض للإصابة، والمرافعة لدى صناع القرار والشركاء لضمان حق المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في الولوج إلى العلاج والخدمات الصحية. كما يرمي إحياء هذا اليوم إلى تحسيس عموم المواطنين بضرورة مكافحة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري الذي يعتبر مرضا مزمنا مثله مثل سائر الأمراض المزمنة الأخرى، ويمكن التعايش معه إذا توفر العلاج الملائم للمريض، وهو الأمر الذي أصبح في متناول جميع المرضى بفضل الجهود المبذولة من قبل السلطات الصحية وهيئات المجتمع المدني. علما أن الكف عن تنميط المرض ووصم المصابين به من شأنه المساهمة بقوة في الحد من انتشار المرض من خلال ضمان الكشف المبكر عن الحالات والولوج إلى العلاج. وجدير بالذكر هنا أن وزارة الصحة قد اشتغلت مع شركائها على بلورة استراتيجية خاصة بحقوق الإنسان والسيدا مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان تروم مكافحة الوصم والتمييز، سواء بالنسبة للأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري أو الفئات المجتمعية الأكثر عرضة لخطر الإصابة، كما اتخذت مجموعة من التدابير ذات الطابع التنظيمي والعملي، التي تسعى من ورائها إلى تحسين ولوج مختلف هذه الفئات، مجانا ودون وصم أو تمييز، وإلى العلاج وخدمات الوقاية والكشف عن الفيروس. وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة، بالتعاون مع شركائها، يوم 27 نونبر الماضي، حملة وطنية بكل جهات المملكة للكشف عن فيروس العوز المناعي البشري، تستمر إلى غاية 27 دجنبر الجاري، وتروم تعبئة الساكنة للاستفادة من الخدمات المتوفرة، والتشجيع على إجراء اختبار الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري، للرفع من نسبة معرفة المصابين بوضعيتهم الصحية. وتبين الإحصائيات الوطنية أن انتشار فيروس العوز المناعي البشري يظل منخفضا ببلادنا بنسبة 0.1 بالمائة بين عموم الساكنة، كما انخفض معدل الإصابات الجديدة بفيروس السيدا بنسبة 44 بالمائة بين سنتي 2004 و2016، وذلك نتيجة الجهود المبذولة من أجل توفير العلاج المجاني المضاد للفيروس، وتسهيل الولوج إلى خدمات الوقاية والكشف والرعاية الصحية، والتي تعتبر من أولويات البرنامج الوطني لمكافحة السيدا. وتشير آخر معطيات هذا البرنامج، بتاريخ يونيو 2017، أن العدد التراكمي لحالات الإصابة بالسيدا المسجلة ببلادنا منذ 1986 يناهز 13.322، حيث تتركز 50 بالمائة منها بجهات سوس-ماسة، الدارالبيضاء-سطات، ومراكش-آسفي. كما تشير تقديرات منظمة الأممالمتحدة لمكافحة السيدا "ONUSIDA" إلى تواجد 22 ألف شخص متعايش مع الفيروس بالمغرب، وحدوث 1000 إصابة جديدة و700 وفاة سنويا. وقد حققت وزارة الصحة تقدما مهما في مجال الوقاية والكشف عن السيدا بتوسيع العرض الصحي الخاص بالكشف عن فيروس العوز المناعي البشري إلى 1200 مؤسسة صحية، بالإضافة إلى 52 مركزا تابعا للمنظمات غير الحكومية التي تقوم بدور هام كذلك على مستوى التحسيس والتوعية، من خلال حملات الكشف السنوية، وعدد من الأنشطة التوعوية في صفوف الشباب على وجه الخصوص. وهكذا فقد تضاعف عدد الأشخاص الذين خضعوا لإجراء اختبار الكشف بمعدل 10 مرات ما بين سنتي 2011 و2016، إذ انتقل من 60446 إلى 605746 اختبار. كما ارتفعت نسبة الأشخاص المتعايشين مع الفيروس الذين يعلمون إصابتهم من 22 بالمائة سنة 2011 إلى 63 بالمائة نهاية دجنبر 2016. ويستفيد 11.661 شخص من العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بصفة مجانية. هذه النتائج الإيجابية أفضت إلى اعتبار المغرب من طرف هيئة الأممالمتحدة لمكافحة السيدا، في تقريرها لسنة 2017، بمثابة "استثناء" و"صاحب أفضل الممارسات الجيدة" على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "مينا". ويرمي مخطط الوزارة لمحاربة السيدا برسم الفترة 2017 2021، بتنسيق وتعاون مع مختلف الشركاء، إلى تقليص عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 75بالمائة، وتقليص عدد الوفيات بنسبة 60 بالمائة، وذلك من خلال تعزيز الكشف وتحسين الولوج إلى العلاج وتحسين جودة الخدمات والمواكبة، فضلا عن القضاء على حالات انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، ومكافحة جميع أشكال الوصم والتمييز.