خصصت مجلة (آفاق) الصادرة عن اتحاد كتاب المغرب عددها الأخير لمناقشة ملف «أسئلة الرواية المغربية.. دراسات وشهادات» وجاء في تقديم الملف، الذي أدرج ضمن عدد مزدوج (79 و80 دجنبر 2010)، أن «الدراسات التي يتضمنها هذا العدد إلى جانب شهادات تتنفس طعم التنظير والمساءلة، تثبت مدى ما تمثله الرواية في المغرب ومدى ما يرسخه التفكير النقدي بصددها بنوع من الحرص لدى النقاد والباحثين والدارسين، وحرص المبدعين الروائيين أنفسهم، على الدقة وسبر أغوار الفاعلية النصية». ولا يريد هذا العدد -حسب هذا التقديم- «الادعاء بأنه يستوفي كل عناصر السؤال النقدي بصدد الرواية المغربية، كل ما يريده هو ترهين هذا السؤال وتحيين أسماء وتجارب نقدية تسعى إلى إبراز قيمة التأمل النقدي في الخطاب الروائي المغربي الحالي على أن يظل الباب مفتوحا لاستعادة كل التجارب الروائية المؤسسة للكتابة والمتخيل من خلال محاور محددة كالرواية والمحكي التاريخي أو الرواية و»الروائي» وكذلك التفاعل النصي باعتبار تحولات الرواية المغربية منذ عقود دشنتها نصوص العروي والمديني والتازي في «الغربة» و»زمن الولادة والحلم» و»رحيل البحر». وأعقبت هذه التجارب نصوص الميلودي شغموم ومحمد برادة ومحمد الأشعري وبعدها تجارب شتى تجعل النقاد والباحثين والدارسين والقارء مطالبين على الدوام بمراجعة قناعاتهم الجمالية وانتظاراتهم في تقبل تلقي الرواية المغربية، خاصة نماذجها التي تدور في فلك الرواية الجديدة بالمعنى التكويني -الرؤيوي، ثم بالمعنى اللغوي -الأسلوبي. وتحتاج هذه المسألة -حسب (آفاق)- إلى مزيد من المقاربات الحفرية لمزيد من ترسيخ الوعي، أيضا، بمدلول الرواية المغربية- الرواية في المغرب من منظور سوسيولوجي إشكالي قوامه مدى «ترجمة» النصوص الروائية التي صدرت في السابق وتصدر تباعا الآن لمسارات التجديد والحداثة والتجريب من خلال الأشكال والموضوعات والمتخيلات. ومن الدراسات التي تضمنها العدد، «نقد المركزية السردية: اشتغال الأدب الشعبي في الرواية المغربية» لأحمد فرشوخ، و»الرواية المغربية الآن ماذا عن أعمال حديثة لكتاب من الأجيال السابقة» لحسن المودن، و»في الألفية الثالثة: بحث في الخصائص» لعبد الرحيم العلام، و»التخييل الذاتي: هوية الفهوم ومفارقاته» لمحمد الداهي، و»(مثل صيف لن يتكرر) لمحمد برادة بين من أنا ومن غير أنا» لرشيد بنحدو، و»التشكيل السردي في (القوس والفراشة) لمحمد الأشعري الكاتب الذي يضيء الحياة من جهة احتضارها» لمحمد عز الدين التازي، و»قراءة في رواية (امرأة النسيان) لمحمد برادة، وهي الدراسة التي أنجزها شعيب حليفي... وبخصوص قسم الشهادات فتضمن العدد شهادات كل من مبارك ربيع وحميد لحميداني ونور الدين صدوق وأحمد الكبيري ومحمد الدغمومي ومحمد غرناط ونور الدين محقق. وبالإضافة إلى الملف اشتمل العدد على نوافذ «إصدارات جديدة» و»نصوص مفتوحة» و»رواق الاتحاد» و»ديوان الشعر المغربي الحديث» و»أنشطة الاتحاد». ففي نافذة «إصدارات جديدة» قارب كمال الخمليشي كتاب «كوربيس» لمحمد لشقر، بينما شغل نص «رائحتها تراب» للطايع الحداوي المساحة المخصصة للنصوص المفتوحة. وزين رواق الاتحاد الفنان أحمد جاريد، الذي كتب عنه شربل داغر وحسن نجمي والمهدي أخريف وحسان بورقية وبنيونس عميروش وشانشيز ألونصو. أما النصوص الشعرية التي انتقتها المجلة من الديوان الشعري المغربي الحديث فهي «قصيدة» و»النص» لأحمد بلبداوي و»المغرب الذهبي» لادريس الملياني و»قصائد» لحسن نجمي و»الجن يملأ القدر بالحصى (بكسر القاف)» لمحمد بودويك، و»تنموت والزين قبالتي» لأحمد المسيح و»قصائد بالمداد البنفسجي» للحسين القمري و»لا موعد لموت أكيد» لفاتحة مرشيد و»ليلي برائحة البنفسج والبنادق فيه حمقى» لرشيد المومني و»سلال الضوء» للزهرة المنصوري، و»الجلوس فوق التمثال» لمحمد عبد الغني.