كما هو معلوم حدد المدرب محمد فاخر لائحة اللاعبين ال 24 لفريق الرجاء البيضاوي والتي ستشارك في دوري عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم، والتي أثارت عدة ردود فعل، نتيجة اختياره لبعض اللاعبين الذين سبق أن هدد بإبعادهم من هذه المنافسات التي ستنطلق في نهاية الشهر الجاري في حالة عدم تجديد عقودهم التي ستنتهي بنهاية الموسم الحالي. وفوجيء العديد من مكونات النادي عن وجود لاعبين انتهت صلاحيتهم منذ الموسم وإن كانت عودتهم إلى الرجاء لأسباب تبقى غير مفهومة، إضافة إلى عناصر أخرى حطمت رقما قياسي بعرضها على اللجنة التأديبية للفريق، رغم أنها لم تقدم أية إضافة منذ تواجدها بالقلعة الخضراء. بالمقابل أسقطت لائحة فاخر بعض اللاعبين الذين صرفت في حقهم الملايين من السنتيمات مقابل انتدابهم ولم تتح لهم الفرصة الكاملة لإبراز إمكاناتهم التقنية والبدنية مقارنة مع بعض العناصر رغم تواضعها، لكنها حظيت بتعاطف كبير من طرف مدرب الفريق الذي يبدو أنه «داخت ليه الحلوفة» حول اختياراته هذه التي تبقى مثيرة للجدل بالرغم من كل المبررات التي استند إليها في تحديد لائحته هذه. ويبدو أن سفيان العلودي العائد توا من الإصابة كانت له الشجاعة في طلب المدرب فاخر بعدم إدراج إسمه ضمن هذه اللائحة الأولية، لكونه غاب عن المنافسات الإفريقية منذ دورة غانا 2008 والتي كانت سببا في تعرضه لإصابة مازال يعاني من تبعاتها لحد الآن. إذا، اللائحة ضمت خمسة لاعبين لم يجددوا عقودهم، وذلك نظرا لمطالبهم المختلفة كما هو الحال بالنسبة للحارس طارق الجرموني الذي طالب بمبلغ 100 مليون سنتيم للسنة الواحدة، وسعيد عبد الفتاح الذي طلب هو الآخر مبلغ 60 مليون سنتيم خلال كل موسم وراتب شهري ب 20 ألف درهم، فيما طلب كل من محمد أولحاج وعبد الصمد أوحقي بتعديل بنود عقديهما، أما عمر نجدي فقد رفض تجديد عقده لكونه يريد تغيير الأجواء والإنتقال إلى عالم الإحتراف. ولعل الإنتقادات التي وجهها البعض إلى لائحة فاخر، هي كون أنصار ومحبي الفريق يراودهم حلم الفوز بدوري عصبة الأبطال بعدما غابت الرجاء عن منصة التتويج منذ 11 سنة، أي منذ الفوز على الترجي التونسي سنة 1999 بضربات الترجيح والمشاركة في أول بطولة عالمية للأندية البطلة بالبرازيل رفقة المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني، خاصة أن مشاركة السنة لم الماضية لم تتجاوز الدور الأول بعدما أقصي الفريق على يد بيترو أتلتيك الأنغولي. غير أن السياسة التي يقوم بها المكتب المسير الحالي في ما يخص الإنتدابات لاتسير في هذا الإتجاه، ذلك أن الأخير حطم رقما قياسيا في سوق انتقالات اللاعبين دون أن يحقق الهدف المرجو، وهذا بطبيعة الحال في غياب إدارة تقنية تكون مهمتها هي تحديد الخصاص الذي يشكو منه الفريق، وليس القيام بانتدابات يكون مآلها في نهاية المطاف الفشل. فالمدرب فاخر منذ التحاقه بالقلعة الخضراء وهو يطالب بتعزيزات بشرية تتلاءم والأهداف التي حددتها إدارة الفريق، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة التي أصبحت تميز سوق الإنتقالات بالمغرب، وكذا عودة بعض الطيور المهاجرة التي زادت من إشعال فتيل هذه السوق. لكن الإيجابي في هذه اللائحة هي كونها تضم 9 لاعبين من خريجي مدرسة الرجاء، وثلاثة لاعبين أجانب فقط، خصوصا بعد الإستغناء عن السنيغالي باب نداي، وهذا نتيجة للسياسة التي يريد فاخر أن يعتمدها داخل القلعة الخضراء والمتمثلة في الإعتماد على أبناء الفريق بدل صرف أموال كثيرة في انتداب عناصر لاتقدم إضافات تذكر للفريق. خلاصة القول، أن المدرب محمد فاخر مطالب بتقديم تفسيرات حول اختياراته هذه، خصوصا في ظل رئيس اللجنة التقنية في الفريق الذي يبدو أن هذه الأخيرة مجرد تسمية لاغير، والتي ربما أن وظيفتها تكمن أساسا في جلب اللاعبين بعد استشارة الرئيس، و كان الأحرى بها أن تناقش هذه اللائحة لكونها لم تستند على مقاييس موضوعية بقدر ما تقوم على اختيارات عاطفية لاغير.