تشارك مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ممثلة من طرف رئيستها، صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، في إطلاق أشغال النسخة التاسعة من المؤتمر العالمي للتربية على البيئة الذي ينعقد من 9 إلى 15 شتنبر الجاري بمدينة فانكوفر الكندية تحت شعار "الثقافة والبيئة: نسج أواصر جديدة". وتجسد هذه المشاركة الالتزام الموصول للمؤسسة بخدمة القضايا المرتبطة بهذا المجال. وهو الالتزام الذي تؤكده البرامج العديدة للمؤسسة المتعلقة بالتربية على البيئة والموجهة إلى الشباب (المدارس الإيكولوجية، الصحفيون الشباب من أجل البيئة، تكوين الصحفيين الشباب، أدوات بيداغوجية)، والتي تنضاف إليها برامجها حول الساحل و"الهواء والمناخ" و"السياحة المستدامة" و"المنتزهات والحدائق التاريخية". وتتدخل المؤسسة في الدورة الحالية لهذا المؤتمر، في أربع ورشات متنوعة، سيتم فيها، خصوصا، تناول القضايا المتعلقة بالمقاربات التربوية التي تتمحور حول المكان والتعلم في الهواء الطلق، الفلاحة والتعلم عبر البستنة، والتواصل البيئي. ففيما يخص محور "مقاربات تربوية تتمحور حول المكان والتعلم في الهواء الطلق"، ستقدم لبنى الشاوني، المسؤولة عن برنامج "حماية وتنمية واحات النخيل بمراكش" عرضا حول إعادة تأهيل وتثمين الحدائق التاريخية، وستتطرف فيه إلى تحويل المنتزهات والحدائق التاريخية المعاد تأهيلها من طرف المؤسسة إلى مكان للترويح عن النفس وفضاء للتحسيس والتربية في آن واحد، حيث تدمج فيها أدوات بيداغوجية (أكشاك تفاعلية، مسارات بيداغوجية وحدائق عابرة) لفائدة الأطفال والكبار. كما ستعالج الشاوني في المحور الثاني المتعلق ب"الفلاحة والتعلم عبر البستنة"، موضوع الفلاحة الإيكولوجية بواحة نخيل مراكش: التعلم وتغيير نمط الإنتاج". وستبرز من خلال مداخلتها أهداف المبادرة التي وضعها برنامج حماية وتنمية واحة نخيل مراكش الذي أعدته المؤسسة، لدعم الساكنة المحلية التي تعيش على الفلاحة. وتقترح هذه المبادرة مقاربة جديدة تتمثل في الفلاحة الإيكولوجية التي تساعد على ضمان استقرار الساكنة عبر تمكينها من أنشطة مذرة للدخل وجعلها حامية لمحيطها الإيكولوجي. بالنسبة للورشتين الثالثة والرابعة، سيدور محورهما حول التواصل البيئي، حيث سيسلط سامي الإكليل، المسؤول عن برنامج للا حسناء للساحل المستدام، الضوء على هذه المبادرة التي تنظم كل سنتين لمكافأة الممارسات الجيدة والأعمال الإيكولوجية المواطنة والتربية والتحسيس بالبيئة وحماية الساحل. وتساعد هذه الجوائز المفتوحة أمام الجميع (الجمعيات، المؤسسات، الجماعات المحلية، الفاعلون الاقتصاديون، التلاميذ، تلاميذ الثانويات، الباحثون، الخبراء) على تنافس وتحسيس كافة العموم. أما الورشة الأخيرة فستهم برنامج التعليم الإلكتروني الذي أطلقته المؤسسة من أجل تقوية قدرات الصحفيين الشباب الأفارقة. وتعد هذه التجربة رائدة بالمغرب في استعمال التكنولوجيا الجديدة للمعلومات والتواصل لفائدة التربية على التنمية المستدامة، وتمكن من خلق شبكة إفريقية من الصحفيين الذين تم تحسيسهم بحماية البيئة. ويعتبر المؤتمر العالمي للتربية على البيئة 2017، منصة ذات أهمية قصوى في المناقشات والأبحاث حول المواضيع الرئيسية المتعلقة بالتربية على البيئة. واختيار فانكوفر لاحتضان النسخة التاسعة من المؤتمر، لم يكن وليد الصدفة، إذ تعد المدينة الخضراء بامتياز بكندا. وتطمح هذه المدينة المينائية إلى أن تصبح المدينة الخضراء الأولى على الصعيد العالمي في أفق 2020. وقبلها، احتضنت مراكش النسخة السابعة من المؤتمر سنة 2013، وهي نسخة شاركت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في تنظيمها حول موضوع: "التربية على البيئة ورهانات تناغم أفضل بين المدينة والقرية". وعرفت هذه النسخة السابعة من المؤتمر العالمي للتربية على البيئة مشاركة أزيد من 2600 مشارك من 105 دولة عبر العالم.