قالت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بعد توصلها بالتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات الصحية الدولية، عن تفاصيل المرض الفيروسي جدري القردة، إن هذا الأخير هو مرض حيواني المنشأ فيروسي، يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، من خلال الاتصال مباشرة مع الدم أو سوائل الجسم أو الجلد أو اختلاط مع الحيوانات المصابة سواء السناجب أو الفئران، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من القرود وغيرها. وأكدت وزارة الصحة، ضمن دليل لها يتوفر "برلمان.كوم" على نسخة منه تحت عنوان "الخطة الوطنية لمراقبة وتتبع فيروس جدري القرود"، أنه يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق قطرات الجهاز التنفسي، مبرزة أن أي شخص يعاني من طفح جلدي أو تقرحات أو حويصلات مع حمى تتجاوز ال38 درجة، يعتبر حالة مشتبها في حملها للمرض. وأوضحت الوزارة، بخصوص فترة حضانة الفيروس، أنها تستمر من 6 إلى 13 يومًا بشكل عام ولكن يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يومًا، مبرزة أن العدوى تمر خلال فترتين: الأولى تسمى "فترة الغزو" وتستمر ما بين 0 و5 أيام، وتتميز بوجود حمى وصداع شديد وتضخم العقد اللمفية وآلام الظهر وألم عضلي ووهن شديد، مضيفة أن اعتلال العقد اللمفية هو سمة مميزة لجدري القرود مقارنة بالأمراض الأخرى التي تبدو مشابهة (جدري الماء، الحصبة الجدري). أما المرحلة الثانية، تضيف الوزارة، فتتميز بطفح جلدي، ويبدأ عادة في غضون 3 أيام من بداية الحمى، في حين يميل الطفح الجلدي إلى أن يكون أكثر تركيزًا على الوجه والأطراف بدلاً من الجذع (الوجه: 95٪ من الحالات؛ راحتي اليدين وأخمص القدمين: 75٪ من الحالات)، والأغشية المخاطية للفم (70٪ من الحالات) والأعضاء التناسلية (30٪) والملتحمة (20٪) والقرنية معنية أيضًا، مشيرة إلى أن الطفح الجلدي يمكن أن يتطور إلى حويصلات وبثور ثم قشور تجف وتتساقط. وفي حالات شديدة قد تتكسر أجزاء كبيرة من الجلد. وذكر المصدر، أن مرض جدري القرود عادة ما يكون مرضًا ذاتي الشفاء في غضون 2 إلى 4 أسابيع، مبرزة أن الحالات الشديدة بشكل أكبر تحدث عند الأطفال وتتعلق بمدى التعرض للفيروس والحالة الطبية للمريض وطبيعة المضاعفات، وأن مضاعفات جدرى القرود يمكن أن تشمل الالتهابات الثانوية والالتهاب الرئوي القصبي والتهاب الدماغ وعدوى القرنية والعمى، في حين أن معدل فتك جدرى القرود يتفاوت بين 3 و6%. وبخصوص تشخيص المرض، أكدت الوزارة أن اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) هو الاختبار الموصى به على عينات الآفات الجلدية: السقف أو السوائل من الحويصلات والبثور والقشور الجافة، مبرزة أن منظمة الصحة العالمية لا توصي بأساليب الكشف عن الأمصال والمستضدات للتشخيص. وفيما يتعلق بالعلاج من الفيروس، ذكر المصدر ذاته، أن العامل المضاد للفيروسات المعروف باسم TECOVIRIMAT والذي تم تطويره للجدري قد تمت الموافقة عليه من قبل الجمعية الطبية الأوروبية (EMA) لجدري القرود في عام 2022 بناءً على بيانات الدراسات الحيوانية والبشرية، إلا أنه ليس متاحا على نطاق واسع بعد، مشيرا في مقابل ذلك، إلى أن العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة أظهرت أن التطعيم ضد الجدري فعال بنسبة 85%. وفيما يهم نظام الترصد الوبائي الذي أطلقته وزارة الصحة، فقد تم تقسيمه إلى ثلاث حالات؛ الأول يتعلق بالحالات المشتبه بها؛ وتهم أي شخص مصاب بطفح جلدي أو حويصلي أو حويصلي بثري مع ارتفاع في درجة الحرارة أقل 38 درجة مئوية، والثاني يتعلق بالحالات المحتملة، وتهم أي حالة مشتبه بها كانت على اتصال بحالة مؤكدة خلال 21 يومًا التي تسبق ظهور الأعراض؛ أو أي حالة مشتبه بها قامت، في 21 يومًا السابقة لظهور الأعراض، برحلة إلى بلد يتوطن فيه المرض أو بلد سجل سلسلة انتقال منذ بداية ماي 2022 (حاليًا بلدان وسط وغرب إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية)؛ أو أي حالة مشتبه بها لإصابة راحتي اليدين و/ أو باطن القدمين، أو بوجود تضخم العقد اللمفية. أما التقسيم الثالث فيهم الحالات المؤكدة؛ والمتعلقة بأي حالة محتملة تم فيها تأكيد الإصابة بفيروس جدري القرود بالتقنية الجزيئية في المختبر. وكشفت وزارة الصحة، أنه لعلاج أعراض جدري القرود، تمت المصادقة من طرف الجمعية الطبية الأوروبية، على مضاد الفيروسات تيكوفورمات، حيث تمت الاستعانة به، استنادا إلى بيانات من الدراسات الحيوانية والبشرية. وفي هذا الصدد، طالبت الوزارة المؤسسات الصحية خاصة كانت أم عامة بإبلاغ السلطات الصحية بكل حالة مشتبه بها أو محتملة على المستوى الإقليمي أو العمالات التي تنتمي إليها.