تكفي نظرة واحدة في وجه سعد الدين العثماني الضاحك، لنرى كم أهدرنا من السنوات في مطاردة "الوهم". حتى رئيس الحكومة حين ينظر إلى وجهه في المرآة لا يرى إلا خيال رئيس الحكومة!! بنكيران والعثماني رجلان مؤثران في حدود مملكتهما المتداعية التي تحمل شعار "المصباح"، لكنّه مصباح لا يضيء، يظلله لون رمادي يحجب الرؤية لترى ما بداخله من تراكمات الزيوت والشحوم الرديئة، والأدخنة التي تتسرب منه. العثماني هو بنكيران، بنكيران هو العثماني، العملة نفسها لوجهين يقتسمان العملة ذاتها.. يقتسمان الأمانة العامة لحزب البيجيدي، ورئاسة الحكومة. يختلفان في الأسلوب ويتفقان على المنهج، لذلك لا نرى اختلافا في قيادة الحكومة بنظارة سوداء، يوقعان على مراسيم القوانين بنظارة سوداء، ولا ينزعان تلك النظارة إلا حين يعدّان كم بلغت "ثروة'" الريع من أرقام فلكية تسيل اللّعاب!! يلتقي بنكيران والعثماني في عدد من أوجه التشابه، وبنية التفكير، وشكل الابتسامة مع فروقات بسيطة: ابتسامة بنكيران تشبه هدير سقوط طائرة من الحرب العالمية الثانية، وابتسامة العثماني "حريرية" وهادئة، لكنهما ابتسامتان بمفعول "سامّ"!! المغرب ينتظره صيف قائظ، ومعارك انتخابية. الصيف من أصعب فصول السنة، هو موسم خروج جميع المخلوقات السامة: العقارب والأفاعي والسحالي والقوارض والصراصير والبعوض والعناكب!! في هذا المناخ "الملوث" ستعطى الانطلاقة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة على حلبة السياسة، لتصعد "مخلوقات" جديدة على "بوديوم" البرلمان.. لا ندري من الفائز؟ أيّ القوارض ستلتهم أوراق الانتخابات؟ أيّ الديدان ستنفذ من مسامات التّراب؟! لكن هل انتخابات 2021 هي إعلان موت التماسيح؟!